الكاتب: adminadmin

  • لوين وصلت وسم للمطالبة بنشر تحقيقات الخاصة بالأخطاء الطبية

    لوين وصلت وسم للمطالبة بنشر تحقيقات الخاصة بالأخطاء الطبية

    أطلق ملتقى إعلاميات الجنوب بمحافظة رفح، حملة تغريد واسعة بعنوان “لوين وصلت”،

    والتي تهدف للضغط على المسئولين لنشر التحقيقات التي تتعلق بالأخطاء الطبية.

    الحملة التي انطلقت بهاشتاج #لوين_وصلت تأتي ضمن مبادرة استقصائيون ضد الفساد2 التي ينفذها الملتقى

    بالتعاون مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة أمان، تساءل فيها المغردون/ات عن عدم نشر نتائج التحقيقات المتعلقة بالأخطاء الطبية

    والتي تودي بحياة المرضي.

    المواطنة ايمان معمر البالغة من العمر 24 عاما  كانت من الحالات التي سلّطت الحملة الضوء عليها، إذ توفيت نتيجة لخطأ طبي

    في مستشفى الاماراتي التخصصي في محافظة فح، اثناء تعرضها لنزيف أثناء الولادة.

    طالب النشطاء في الحملة على ضرورة وجود عقوبات رادعة للأطباء المتسببين في حالة الإهمال الطبي والاستهتار بحياة المرضى،

    وطالبوا المجلس التشريعي بسن قانون خاص بالأخطاء الطبية وتطبيقه الأمر الذي سيعزز من ثقة المواطن الفلسطيني في النظام الصحي، وضرورة نشر نتائج التحقيقات المتعلقة بالأخطاء الطبية.

    وحققت الحملة التي جاءت بعد نشر قصة استقصائية للصحفية امل حبيب حول قصة ايمان معمر، والتي لاقت تفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.

  • حفظ ملف القضية في النيابة… كيف يستعيد المواطن حقه؟

    كيف يستعيد المواطن حقه

    تحقيق لميس الهمص

    منذ العام 2011 يتنقل المواطن غالب أبو عودة بين أروقة مراكز الشرطة والمحاكم والنيابة طلبا لاسترجاع مبلغ

    خمسة وثلاثين ألف دولار من أحد الأشخاص بعدما تعرض لعملية نصب واحتيال.

    مرت السنوات حتى تمكن أبو عودة من تثبيت حقه بسند دين منظم، لكن المتهم تملص من الدفع وبات حرا طليقا بعدما تم

    حبسه مدة وجيزة من الزمن.

    آخر محطات القضية وصلت بأبو عودة إلى تقديم شكوى لدى النيابة العامة محاولا استعادة أمواله، لكنه تفاجأ بقرارها

    حفظ ملف القضية نظرا لأنها من اختصاص القضاء.

    “حفظ الملف” لدى النيابة يعتبره المتظلمون جائرا بحقهم، وأنه إضاعة لحقوق المواطنين، لذا كان لا بد من طرح العديد

    من التساؤلات، من صاحب الصلاحية بحفظ الملفات؟ هل هناك واسطة وأهواء تدخل في عملية حفظ الملفات،

    وهل يمكن للمشتكي أن يتابع قضيته حتى لو اتخذت النيابة قرارا بحفظ الملف؟

    الأسئلة السابقة كانت مدار بحث التحقيق الذي انتقل بين شكاوى المواطنين، وآراء المحامين، وطرح على طاولة

    البحث لدى النيابة العامة.

    تظلم المشتكين

    أكثر من ثماني سنوات يحاول خلالها أبو عودة استعادة أمواله لكن اصطدم بطول أمد الإجراءات القضائية، وبالمقابل

    بحث المتهم عن منافذ قانونية للتهرب من دفع الأموال المستحقة عليه.

    ورغم الكثير من المخاطبات الرسمية التي بعث بها أبو عودة للجهات المختصة، إلا أنها توقفت مؤخرا عند

    حفظ الملف لدى النيابة العامة.

    ليس ببعيد عن الملف ذاته، تقدم محمد عليان بشكوى لدى النيابة العامة بقضية نصب واحتيال لاسترجاع مبلغ سبعة آلاف شيقل،

    لم يسددها المشتكى عليه رغم انتهاء موعد استحقاقها.

    مضى أكثر من ثلاثين يوما على الشكوى التي قدمها عليان، لكن لم يصله أي رد حتى الحظة.

    وفي تفاصيل القضية طلب المشتكى ضده شهادة أحد الوسطاء في الإشكالية أثناء أخذ الشرطة إفادته قبل إحالة الملف للنيابة.

    المفاجأة أن الشرطة حصلت على إفادة الشاهد خلال تواجد المشتكى ضده في جلسة الإفادة،

    مما أثار العديد من علامات الاستفهام لدى المشتكي عليان، متسائلا هل يعقل أن يتم الحصول على إفادة الشاهد في وجود المتهم؟

    ويعتقد المشتكي أن مثل هذه الإجراءات غير قانونية، وربما تفتح الباب أمام الانحياز لطرف ضد الآخر في سبيل حفظ القضية.

    مصادر حقوقية قالت إن النيابة العامة تحاول هذه الأيام وضع حد لأي تجاوز من خلال فتح الباب أمام

    أي مشتك ليتظلم على حفظ الملف لدى النيابة، وذلك بدءا من التظلم لدى رئيس النيابة المعنية، وصولا لمكتب النائب العام.

    ويرى المصدر أن مثل هذه الإجراءات تحد من أي محاولة للتلاعب بمسار الشكوى أو تدخل الواسطة والمحسوبية في القضية.

    وتشير الإحصائيات الصادرة عن النيابة إلى أنه ورد لديوان النائب العام 3000 مظلمة خلال العام 2018،

    وعقد ما يقارب 850 جلسة استماع للمواطنين في النيابة العامة في مكتب النائب العام، وهو ما يظهر حجم الملفات

    التي جرى حفظها لدى النيابة وتم التظلم حولها من المواطنين.

    وفي قضايا النصب والاحتيال وحدها بينت النيابة العامة في تقرير صادر عنها أنها حققت خلال الفترة الممتدة من يونيو 2017 وحتى يونيو 2018،

    في (555) قضية نصب واحتيال ذات رأي عام حيث استجوب فيها المتهمون وحصرت أموالهم وممتلكاتهم

    وتم تسوية (276) قضية بشكل كامل فيما تم حفظ (131) قضية، وإحالة 27 قضية لدى لجنة خبراء محاسبية

    جارٍ متابعة الإجراءات أمامها للوصول إلى الحقائق المالية المتعلقة بتلك القضايا.

     إجراءات التظلم

    وفي إطار الاطلاع على رأي المختصين المتابعين لتلك القضايا، قال المحامي عبد الله شرشرة أن الأمر بحفظ الأوراق

    هو قرار إداري يصدر من النيابة العامة بوصفها سلطة اتهام بعدم تحريك الدعوى الجنائية إذا رأت أنه لا محل للسير فيها.

    وبحسب شرشرة فإن قانون الإجراءات الجزائية الفلسطيني ينص على أنه يحق لعضو النيابة العامة متى انتهى

    التحقيق ورأى وكيل النيابة أن الفعل لا يعاقب عليه القانون أو أن الدعوى انقضت بالتقادم أو بالوفاة أو العفو العام

    أو سبقت محاكمة المتهم عن الجريمة ذاتها أو لأنه غير مسؤول جزئيا لصغر سنه أو بسبب عاهة في عقله أو

    أن ظروف الدعوى وملابساتها تستوجب حفظها لعدم الأهمية.

    ويعتقد المحامي أن هذا الإجراء لا يخل بحق المواطن في التظلم، فهو يستطيع التظلم للنائب العام،

    كما يجوز له أن يستأنف قرار النائب العام أمام المحكمة المختصة.

    ومؤخرا، أصدر النائب العام في قطاع غزة، قرارا باعتماد نظام شكاوى جديد،

    يمنح المواطنين الحق في التظلم ضد قرارات أعضاء النيابة في النيابات الجزئية، ومن ثم الاستئناف على قرار النيابة الجزئية في النيابة الكلية،

    وفي حال كان لا يزال المواطن مصرا على الاعتراض على قرار النيابة العامة يحق له رفع الشكوى

    لدى ديوان النائب العام وفي هذه الحالة يجوز له طلب عقد جلسة استماع لعرض شكواه، حسب شرشرة.

     جدوى التظلم

    انتقل ملف التحقيق إلى المحامي علي الدن عضو مجلس إدارة نقابة المحامين الفلسطينيين،

    وكان السؤال حاضرا حول ملاحظاتهم على حفظ الملفات من خلال متابعتهم لملاحظات وآراء المحامين.

    الدن قال: الكل يجد نفسه على حق، وفي هذا الإطار سنجد تظلما على حفظ الشكوى،

    لكن إجراءات النيابة العامة في تقديم التظلم، واتخاذ الشكاوى على محمل الجد أدت لنوع من الشفافية للمواطن إلى حد ما.

    ويشير الدن إلى أنهم في نقابة المحامين يعتقدون أن إجراءات التظلم التي وضعها النائب العام أفضل من السابق،

    ويحفظ العمل من المزاجية والواسطة وظن السوء.

    ويعتقد أمين صندوق نقابة المحامين أنه بكل الأحوال هناك إقناع من النيابة في إجراءات التظلم،

    ويعزو حجم حفظ الملفات الكبير إلى تزايد عدد القضايا المرفوعة لدى النيابة، وبالتالي ترتفع أعداد الملفات المحفوظة.

    ولفت إلى أن إبراز الأسباب التي أدت لحفظ الملف لدى النيابة، هي العنصر الأهم،

    ومع ذلك يمكن استئناف القضية أمام المحكمة المختصة.

    ويرى الدن أن نظام التظلم الذي أقر قبل سنوات ذو جدوى أكبر من السابق.

     الباب المفتوح

    على طاولة ديوان النائب العام، كانت القضية حاضرة خلال لقاء مع رئيس النيابة المستشار حسام دكة الذي

    قال: “تنتهي الدعوى الجزائية التي تباشرها النيابة العامة بهدف مكافحة الجرائم إما بتوجيه لائحة اتهام وتحويل المتهم للمحاكمة،

    أو حفظ الملف لعدم كفاية الأدلة أو لوفاة المتهم أو بسبب انقضاء الدعوة الجزائية بالتقادم أو لأي أسباب أخرى ينص عليها القانون”.

    ويشير دكة إلى أن حفظ الملف لا يعني انتهاء القضية، فبإمكان المشتكي أن يتظلم على القرار بناء على النظام المعمول به لدى النيابة العامة.

    وفصّل رئيس النيابة التظلم على قرارات الحفظ على ثلاثة أقسام، الأولى إجرائية تتعلق بحق الخصوم بالتساوي بالإجراءات والاستماع لهم وما يملكونه من شواهد وأدلة،

    والثانية فنية تتعلق بالتكييف القانوني مثل اتهام المشتكى ضده بجناية لكنه يعتقد أنها جنحة تستحق عقوبة أخف،

    أما الثالثة فترتبط بالإجراء السلوكي لأعضاء النيابة مثل رفضه الاستماع لأحد أطراف القضية.

    وشرح دكة إجراءات التظلم، قائلا” إذا كانت المظلمة إجرائية أو فنية تبدأ إجراءات التظلم لدى رئيس النيابة الجزئية المختصة،

    وان شعر المواطن أنه لم ينصف، يتوجه بعد ذلك لرئيس النيابة الكلية، وفي حال لم يقتنع المواطن بقرارها أيضا،

    يتوجه الى المكتب الفني بديوان النائب العام الذي يتخذ قراره النهائي بخصوص المظلمة.

    أما المظلمة السلوكية المتعلقة بأعضاء النيابة، فيقدمها المواطن مباشرة إلى ديوان النائب العام،

    لأنها متعلقة بسلوك عضو نيابة ولا يحق أن يحكم عليها بنفسه.

    ويشير دكة الى نقطة مهمة وهي أنه يمكن للمواطن أن يتظلم أيضا قبل حفظ الملف مثل

    إذا كان لديه بينة ولم يسمعها المحقق أو مأمور الضبط.

    وبحسب رئيس النيابة، فإن الوقت ليس مفتوحا أمام أعضاء النيابة لتقديم ردودهم على تظلم المواطنين،

    وأضاف: ” النظام منح التظلم الإجرائي والفني وقتا للرد خلال خمسة أيام فقط، أما التظلم السلوكي فيجب أن يتم الرد عليه خلال أسبوعين”.

    ولفت إلى أن القرار على التظلم النهائي الصادر عن ديوان النائب العام، يمكن الطعن فيه أمام المحكمة

    رغم أنه يتضمن تفاصيل أسباب الحفظ.

    وفي رده على سؤال حول كثرة عدد الملفات التي يتم حفظها لدى النيابة، يقول المستشار دكة

    : “الكثير من القضايا البسيطة لاسيما التي تتعلق بالقدح والذم، والمشاكل بين الأزواج وغيرها يتم حفظ ملفها بعد الوصول لحل،

    وذلك للحفاظ على استقرار المجتمع”.

    وشدد على أن سياسة الباب المفتوح التي ينتهجها النائب العام، ووضوح الإجراءات الخاصة بتظلمات المواطنين شجعتهم على المطالبة بحقوقهم.

    ويعتقد دكة أن هذه الخطوات تهدف لإيصال صوت المواطن للجهات المختصة، في سبيل تحقيق العدالة الإجرائية.

    ما بين تظلم المواطنين وإجراءات النيابة في متابعة شكواهم، يبقى المشتكي يعتبر أنه على حق، وعلى منظومة العدالة أن تعيد الحق لأصحابه.

    https://alresalah.ps/p/204919

    حفظ ملف القضية في النيابة… كيف يستعيد المواطن حقه؟

  • تجاوزات للقانون والصلاحيات في قرار خصخصة التبليغات القضائية

    تجاوزات للقانون والصلاحيات في قرار خصخصة التبليغات القضائية

    ملتقى إعلاميات الجنوب-تجاوزات للقانون والصلاحيات في قرار خصخصة التبليغات القضائية

    تحقيق: إسلام الأسطل ودعاء شاهين

    أقدم المواطن إبراهيم أحمد عابد على رفع دعوى قضائية قبل ثلاثين يوماً ضد أحد خصومه على إثر ذمة مالية،

    وحتى اللحظة لم يصل تبليغه للخصم، وبالتالي لم ينظر في الخصومة قضائيا حتى نشر هذا التحقيق.

    وتعرض عابد لخسارة كبيرة بعد أن استعصى عليه جمع مستحقاته المالية المتراكمة على عدد من الزبائن

    في مصنع البلاط الذي يمتلكه، فلجأ لتقديم تبليغ للمحكمة. يقول:” حتى اللحظة لا أعلم أين وصل تبليغي،

    المحكمة تلقي بالمسؤولية على عاتق شركة مرسال التي لم توصل التبليغ والأخيرة لا يوجد لديها رد”.

    وكانت وزارة العدل قد أبرمت اتفاق مع الشركة العالمية للخدمات اللوجستية(مرسال) بتاريخ الثامن من إبريل الماضي،

    تحولت بمقتضاه آلية توزيع التبليغات والأوراق القضائية للشركة عوضا عن التبليغ بواسطة الشرطة القضائية.

    في حينه قال رئيس مجلس القضاء الأعلى في بيان على موقع المجلس: “إن القرار يهدف لسرعة التبليغات القضائية،

    وتقصير أمد التقاضي، والحدّ من عمليات التأجيل غير المبرّرة وعدم الاستدلال على العنوان”.

    ويعد التبليغ القضائي وسيلة إعلام الشخص بما يتخذ ضده من إجراءات، سواء كان هذا العلم يقينا بتسليم التبليغ

    الى المطلوب تبليغه بالذات أو علما ظنياً بتسليمه الى غيره في موطنه ممكن يجوز تسليمه إليهم نيابة عنه،

    واساس التبليغ فكرة المواجهة بين الخصوم إذ لا يجوز اتخاذ إجراء ضد شخص دون تمكينه من الدفاع عن نفسه

    والوسيلة هي تبليغه الإجراء ولا تنعقد الخصومة إلا بتبليغ صحيح وفق قانون أصول المحاكمات المدنية

    والتجارية الفلسطيني رقم (2) لسنة 2001.

    ووفق إحصائية للشرطة القضائية التي كانت تتولى سابقا مهمة إيصال التبليغات والأوراق القضائية،

    فإنها تتلقى ما يزيد عن 20 ألف بلاغ شهريا بصفة دورية،

    أي ما يقارب ربع مليون بلاغ في السنة الواحدة، يقوم بتبليغها ما يقارب 40 مُبلغ موزعون على كافة محافظات قطاع غزة.

    فيما تبين خلال عملية بحث قادتها معدتا التحقيق، أن عدد موظفي “مرسال” الذين يقومون بهذه المهمة الآن، يتجاوز الـ 70 موظفاً،

    ما يعني أن إيصال البلاغات من المفترض أنه أصبح يسير بوتيرة أسرع من ذي قبل، ولكن ما يحصل الآن عكس ذلك تماماً،

    فالإجراءات تسير بوتيرة بطيئة.

    ورفض مدير عام شركة مرسال سعيد الشرفا الإفصاح، لمعدتي التحقيق عن بنود الاتفاق الذي أبرم بين شركته ووزارة العدل،

    بحجة أن مجلس القضاء الأعلى ووزارة العدل الجهة المخولة بالإفصاح عن تلك البنود.

    في المقابل، أقر كل من مجلس القضاء الأعلى ووزارة العدل التي أبرمت الاتفاق مع شركة مرسال، بوجود اشكالات،

    مبررين ذلك بأن الشركة حديثة العهد في هذا العمل، وأن الأخطاء يتم متابعتها أولاً بأول.

    تأخر أمد التقاضي

    أمام هذا الواقع، حذر قانونيون من وجود أخطاء في إجراءات التبليغ،

    وقالوا إن أي خطأ في إجراءات التبليغ ينسف القضية بأكملها ويعيد القضية لنقطة الصفر،

    ويرهق القضاة الذين تتكدس أمامهم آلاف الملفات ويعودون للنظر فيها مرة أخرى بعد عدة جلسات، ويزيد من أمد التقاضي.

    ويروي أحد المحامين –رفض الكشف عن هويته-لـ مُعدّتي التحقيق أن الخطأ في موعد تسليم التبليغ لإحدى القضايا

    كلفت موكله 200 شيكل أخرى بسبب عدم معرفة موظفي “مرسال” أنه لا يجوز التبليغ في الاجازات الرسمية،

    قائلا: “اضطررنا لإعادة التبليغ برسوم جديدة،

    وهو ما ينافي شروط الاتفاق الذي أبرم مع الشركة”.

    المحامي زياد النجار أمين سر نقابة المحامين، أوضح أنه شخصياً اضطر لإعادة التبليغ على حساب المواطن

    بعد أن قام موظف مرسال بتبليغ الأخ وأبن العم والابن في ثلاثة تبليغات منفصلة.

    الأمر نفسه تكرر مع عدد من المواطنين والمحامين قابلتهم معدتا التحقيق، والذين ذكروا أنهم لمسوا تراجعاً في

    جودة الأداء في الوقت الذي أعلن فيه مجلس القضاء الأعلى أن الحكومة لجأت لخصخصة التبليغات القضائية لتحسين جودة الخدمة،

    وتسريع زمن التقاضي في المحاكم الفلسطينية بقطاع غزة.

    يقول المحامي محمد عليوة: ” المواطن يحمل العبء الأكبر في دفع الرسوم المالية ولا يقتصر الأمر على

    دفعه للرسوم لمرة واحدة بل يدفع الرسوم أكثر من مرة في حال تم إعادة التبليغ  رغم أن الخطأ في إعاقة

    وصول التبليغ هي الشركة المكلفة بهذا الأمر.

    وأضاف عليوة: “هناك عدد من الإشكاليات التي تقع، فمثلا قد لا يعلم موظف مرسال العنوان الصحيح، أو يسلم الأوراق إلى

    أحد الأقارب وليس المبلغ نفسه فيضطر المبلغ الإعلان مرة أخرى ودفع رسوم جديدة في كل مرة،

    ما يعيق اجراءات العملية القضائية ويبطئ زمن التقاضي”.

    مبررات الخصخصة

    في الوقت الذي يعاني فيه المواطنين والمحامين على حد سواء، من آثار عملية خصخصة التبليغات القضائية، برر رئيس المكتب الفني

    في مجلس القضاء الأعلى زياد ثابت، اعتماد هذه الآلية لأجل تسهيل عمل القضاء وتقصير أمد التقاضي، بذريعة افتقار

    المحاكم القضائية للإمكانات وقلة عدد الكوادر الشرطية، وتشعب مهامها.

    وبلغت نسبة التبليغات التي وصلت “مرسال” من محكمة الاستئناف خلال شهر مايو 6096 تبليغا، أرجع منها 2000 تبليغ،

    وفق ما ذكر ايمن صيام مدير دائرة الارشيف بمجلس القضاء الاعلى ويبرر صيام نسبة الإرجاع الكبيرة من التبليغات

    والتي تعطي مؤشراً لضعف أداء شركة “مرسال” بحداثة الشركة ووجود بعض الأخطاء الميدانية.

    ويتضح أن الإشكاليات التي تعترض آلية الخصخصة، تمس شروط صحة التبليغ، إذ تتعلق باستنزاف

    الوقت وعدم التسليم إلى الشخص المعني،

    فضلا عن عدم جواز التبليغ في أيام الإجازات، وكذلك مدة التبليغ،

    وفق ما أقر به ماهر الرفاتي مدير عام الشئون المالية والإدارية في مجلس القضاء الأعلى، موضحاً أن هذه “أمور لم تكن تعرفها الشركة،

    وبالرغم من أننا عقدنا تدريبات لطواقم “مرسال” إلا اننا مع التجربة وجدنا أن طواقم الشركة بحاجة للمزيد من التدريب”.

    قرار خصخصة التبليغات القضائية -شراء مباشر

    خلال عملية بحث قادتها معدتا التحقيق، تبين أن الاتفاق الذي أبرمته وزارة العدل مع الشركة العالمية للخدمات اللوجستية،

    تم دون اتباع إجراءات شراء الخدمة المعتادة، أو طرح الأمر من خلال عطاءات ومناقصات، وبالعودة إلى قانون اللوازم العامة لعام 1998

    والمطبق في قطاع غزة  تبين أن المشرع القانوني لم يوضح في فقرات القانون ومواده طريقة التعامل في حال شراء الخدمة،

    كما أنه يترك المجال مفتوحاً أم الجهات المسؤولة باختيار شركات بعينها والتعاقد معها دون أن تترك مجال للمنافسة بين الشركات،

    وهو ما علق عليه الباحث في الشأن القانوني محمد التلباني” قانون اللوازم العامة لسنة1998 يشوبه التضارب والخلل،

    وإجراءات التعاقد تتيح المجال لشبهات فساد، لافتاً أن التعاقدات الحكومية يفضل أن تكون علنية  وتتيح مبدأ تكافؤ فرص، والعلنية”.

    لكن القانون وفقاً للتلباني أعطى الكثير من المبررات في إجراءات التعاقد المباشر مثل طلب الخدمة

    من جهة محددة وفي هذه الحالة هي تحصر التنافس، كما أن الإجراءات تتم دون إعلان عنها مما

    يشكل ببيئة خصبة للرشاوي، وتضارب مصالح.

    وفيما يتعلق باتفاق وزارة العدل مع شركة مرسال يرى التلباني أن الاتفاق اخترق أكثر من نقطة تمس بالشفافية وبيئة النزاهة

    ” من حيث أنها لم تفصح عن بنود الاتفاق ولم تعلن عنه، كيف تم، ما المقابل، ما هي الامتيازات والضمانات،

    وهو ما يخالف مبدأ الشفافية التي من المفترض أن تكون من أبجديات عمل وزارة العدل.

    خلل آخر رصده التلباني من ناحية قانونية إذ غير صفة المكلف بأداء الخدمة سواء كان موظف مدني،

    أو عسكري يخضع لقانون الموظفين في حال أخطأ تقع عليه مسؤولية، قانونية، تأديبية، جنائية،

    والقرار حول الخدمة من يد أشخاص يخضعون لقانون الخدمة المدنية، قانون الخدمة العسكرية،

    إلى أشخاص يخضعون لقانون العمل، مما قد يعفيه من الالتزامات الموكلة اليه،

    فهو لن يخضع للمحاسبة في حال أخطأ.

    وتابع” الأمور ليست واضحة، في حال حدث خلل في التبليغ، من يتحمل المسؤولية، وزارة العدل أم الشركة، أم موظف مرسال؟”.

    واستغرب التلباني أن يتم تبرير الاتفاق بتسريع أمد التقاضي في حين أن الوقائع تؤكد أن التقاضي أصبح أكثر بطئاً،

    بل زادت الأعباء المالية على المواطن دون أي تحسن يطرأ على الخدمة وفقاً لإفادات محامين ومواطنين”.

    كما وضع الاتفاق جملة من التساؤلات في الوقت الذي لم يحقق الأهداف المبررة له من قبل الجهات

    المنفذة له حول الهدف من عقده،

    ويضع أطراف الاتفاق تحت طائلة المساءلة، لطالما شروط التعاقد صحيحة لماذا يتم اخفاءها وهذا

    يخالف أسس الحكم الرشيد لمكافحة الفساد.

    المستشار زياد ثابت برر دواعي التعاقد مع شركة بعينها من دون وجود منافسين مزودين للخدمة،

    بحجة عدم وجود شركات أخرى

    تعمل في نفس المجال وانفراد مرسال بتوزيع البريد بغزة وخارجها، وهو ما استهجنه المستشار

    إبراهيم البرغوثي مدير مركز مساواة

    لاستقلالية القضاء والمحاماة بقوله: “من أخبرهم أنه لا توجد أي شركات مماثلة تقدم الخدمة،

    في كل الأحوال كان يفترض عليهم الإعلان

    وإن لم يتقدم أحد سوى شركة مرسال توضح لجنة الشراء أنه لم يتوفر منافسين”.

    فيما المستشار ثابت أوضح أن الاتفاق أبرم بناء على اتفاقية سابقة بين وزارة الاتصالات و “مرسال”،

    وعن مدى قانونية هذا الاجراء

    صرح ثابت أنه قانوني مستندا لقانون أصول المحاكمات المعمول به لعام ٢٠٠١ والذي يجيز اتباع طرق

    التبليغ من خلال البريد المسجل.

    وهو ما أيده وكيل وزارة العدل د. محمد النحال مرتكزاً لنفس المبررات، حيث قال ” شركة مرسال هي

    الشركة المتعاقدة معها وزارة الاتصالات،

    التي يجب أن يتم أي اتفاق يخص البريد من خلالها باعتبارها الجهة الحكومية المختصة”.

    وكيل وزارة العدل ألقى بالمسؤولية على وزارة الاتصالات باعتبارها صاحبة الاتفاق الأساسي مع

    شركة مرسال: “نحن لم نوقع عقد جديد،

    ما تم توقيعه هو ملحق لعقد الاتصالات الموقع منذ سنوات، والتزاماً منا في وزارة العدل بالقانون

    وبالإجراءات والنظام القانوني

    لم يكن بوسعنا اختيار شركة اخرى لان العقد الموقع بين الاتصالات ومرسال لا يسمح لنا باختيار

    شركة أخرى أو اتباع إجراءات أخرى”.

    وفي ذات الوقت دافع النحال عن اتباع الاتفاق بين “مرسال” والاتصالات الإجراءات السليمة

    مع التأـكيد أن وزارة العدل ليست جزء منه.

    حاولت معدتا التحقيق التواصل مع الجهات المعنية في وزارة الاتصالات للوقوف على الإجراءات

    التي اتبعت في اختيار شركة مرسال

    بالأساس في العقد الموقع منذ سنوات إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل بعد اعتذار مدير

    العلاقات العامة بهجت الغفير لأكثر من مرة،

    وتمسكه بالإجابة بأن الاتصالات لا شأن لها بالاتفاق الذي وقع بين مرسال ووزارة العدل.

    بالعودة إلى نص الاتفاق بين وزارة العدل ومرسال ذكر في البند السابع عشر انه في حال سحب العمل

    من مرسال لأي سبب يمكن للطرف الأول أن يتفق مع صاحب العطاء

    الذي يلي عطاء مرسال” وبمراجعة قاعدة البيانات المنشورة لوزارة المالية حول قائمة العطاءات في الأعوام 2015 – 2019

    التي طرحت من قبل وزارة المالية يلاحظ أنه لا يوجد أي عطاء بالخصوص، حيث لم يتم الإفصاح مطلقا عن العطاء أو شروطه”

    قرار خصخصة التبليغات القضائية- وفق ما ذكر شرشرة في مذكرته القانونية

    المستشار ابراهيم البرغوثي مدير مركز مساواة لاستقلالية القضاء والمحاماة علق على هذه المسألة موضحاً

    أن نص الاتفاق يشير إلى أنه تم عبر

    طرح عروض مقدمة من جهات مختلفة، دون الإشارة الى مصدر هذه العروض، وعملياً لم يتم الإعلان،

    ووفقاً للأصول الإدارية يجب أن يتم الإعلان بالطرق الرسمية،

    وإتاحة المجال للشركات التي تعتقد أنها قادرة على المنافسة،

    ثم اغلاق اللجنة للعطاءات وإرساءها حسب الأصول”.

    عبئ مالي

    وفي الوقت الذي نفى فيه ثابت أن تشكل الإضافة المالية للتبليغ عبئ على المواطن بل يعتقد أنها تسهل وتوفر عليه بدلاً

    من دفع اصطحاب للمحامي ما يقارب الـ 50 شيكل وأكثر هنا يدفع سبعة شواكل فقط.

    اعتبر البرغوثي أن الرسوم الإضافية مخالفة أخرى تضاف للمخالفات القانونية في الاتفاق مع شركة مرسال،

    معتبراً أنه لا يسهل إجراءات التقاضي بقدر ما يفرض التزامات إضافية على المواطنين، وأوضح أنه جانب الصواب

    التشريعي والإداري وانطوى على المساس بمجانية التقاضي.

    في حين قال المحامي النجار “لا يسمح القانون بفرض أي رسوم إضافية إلا بقانون”، وتنص المادة 88

    من القانون الأساسي الفلسطيني على أنه ” فرض الضرائب والرسوم وتعديلها وإلغاؤها لا يكون إلا بقانون”.

    وبالرغم من وضوح النص القانوني إلا أن رئيس المكتب الفني بمجلس القضاء اتهم المحامين باختلاق عدم صواب الرسوم

    المالية الإضافية لتحقيق مصالح ذاتية لهم في مماطلة لحقوق الغير،

    قرار خصخصة التبليغات القضائية

    كما نبه أن المبلِغ يقوم بدفع قيمة التبليغ المالية لمرة واحدة فقط،

    وتتحمل مرسال مسؤولية إعادة التبليغ، وهو ما نفاه محامون ومواطنون قابلتهم معدتي التحقيق.

    في حين أن وكيل وزارة العدل نفى أن تكون الوزارة قد فرضت رسوم إضافية قائلا” نحن لم نفرض رسوم على المواطن،

    هذا مبلغ يدفعه المواطن للجهة التي تقدم الخدمة، معترفاً “القانون لا يخولنا فرض رسوم جديدة”

    المحامي شرشرة اعتبر استمرار المواطن في دفع رسوم التبليغ المقررة حسب قانون رسوم

    المحاكم النظامية للعام 2003 غير مبررة في ظل تحميل المواطن في قطاع غزة تكلفة التبليغ الإضافية نظراً للخصخصة

    قرار خصخصة التبليغات القضائية _مساس بحق المواطنين

    مدير عام مركز مساواة لاستقلال المحاماة والقضاء اعتبر أن اتفاق وزارة العدل مع شركة مرسال بمثابة تعديل

    لقوانين سارية وهذا التعديل لا تملكه وزارة العدل، ويستند الى إجراء مخالف لأحكام القانون الأساسي والإجراءات التشريعية المعتادة

    وقال ” ينطوي الاتفاق على تعديلات واستحداث لطرق تبليغ تتجاوز التبليغ بواسطة الشركة اذ منحها صلاحية

    التواصل على وسائل التواصل الاجتماعي والهاتف وهذه التعديلات منوطة بالجهات التشريعية فقط”.

    وأكد أن الأمر يفتح الباب للمساس بحقوق المواطنين، بادعاء تبليغهم وهم لم يبلغوا، أو تبليغهم بطرق غير مطابقة

    لقانون أصول المحاكمات، وقال “عمليا الاتفاق ألغى كل وسائل التبليغ التي كفلها القانون، وحصرها في الخصخصة

    وهو ما يعتبر مس بحق المواطن في الاختيار وسلطة القاضي.

    وكيل وزارة العدل

    في حين لا يجد وكيل وزارة العدل أي حق للمواطن في اختيار طريقة التبليغ وفقاً للقانون وهو يرى ان المواطن

    لا يختار، هو فقط يقدم الطلب والمحامي يسلم العنوان لقلم المحكمة الذي يقوم بتوصيلها للشرطة القضائية لإيصال التبليغ”.

    وفيما يخص بنود الاتفاق التي وقعت في 7 صفحات بما يعادل 24 بند قال البرغوثي” كل بند قد ينطوي على مخالفة قانونية،

    وعدم افصاح الوزارة عن بنود الاتفاق هو مخالف لشروط إدارة المال العام، ويتنافى مع العمل بشفافية ونزاهة،

    من حق المواطن ان يعرف تفاصيل هذا الاتفاق.

    غياب النزاهة والشفافية

    ومن الإشكاليات التي رصدها شرشرة في خصخصة التبليغات قد أدت إلى أن موظفي شركة مرسال، ليسو موظفين عامين،

    وبالتالي لن يكونوا خاضعين للمحاسبة وفقا للقوانين مكافحة الفساد، ، التي تستهدف الموظفين العامين بشكل أساسي ،

    بل وفقا لنصوص قانونية أخرى، على عكس مبلغي الشرطة القضائية، وبالتالي ستكون هناك إشكاليات

    جمّة حول بيئة النزاهة والمساءلة ومكافحة الفساد في التبليغات القضائية.

    https://alkofiya.tv/post/47497

    تجاوزات للقانون والصلاحيات في قرار خصخصة التبليغات القضائية

  • ملتقى إعلاميات الجنوب يطلق حملة تغريد بعنوان “عصارات الموت”

    ملتقى إعلاميات الجنوب يطلق حملة تغريد بعنوان “عصارات الموت”

    أطلق ملتقى إعلاميات الجنوب بمحافظة رفح، حملة تغريد واسعة بعنوان “عصارات الموت”،

    والتي تهدف لتسليط الضوء على مخاطر استخدام عصارة النفايات الصلبة كسماد للنباتات.

    وشارك في حملة التغريد عشرات النشطاء من كلا الجنسين، ممن غردوا بعبارات تحذر من مخاطر هذه العصارة،

    وتطالب بوقف استخدامها.

    المشاركين

    حيث طالبوا المشاركين خلال الحملة على ضرورة ان تراعي مكبات النفايات المعايير الدولية للحفاظ على البيئة والى ضرورة القضاء على ظاهرة النباشون الذين يقومون بنبش مكبات النفايات للحصول على ما يسد احتياجهم من خلال ايجاد فرص عمل لهم وتحسين وضعهم المعيشي، وأكد المغردون على ضرورة محاسبة المزارعين الذين يستخدمون العصارات في تسميد النباتات مما يتسبب في أمراض كالسرطان.

    وحققت الحملة التي جاءت بعد نشر قصة استقصائية عن تلك العصارات، تفاعل كبير، ووصلت عدد التغريدات لأرقام عالية.

    https://twitter.com/anaroo7ylak?lang=ar

    ملتقى إعلاميات الجنوب يطلق حملة تغريد بعنوان “عصارات الموت”

     

  • دماء “إيمان” في “كشك الولادة” نَزَفَها الفراغ القانوني لخطأ طبي!

    دماء “إيمان” في “كشك الولادة” نَزَفَها الفراغ القانوني لخطأ طبي!

    قصة استقصائية_ أمل حبيب

    الصرخة الأخيرة لإيمان معمر 24 عامًا كانت الأولى لمولودتها الخامسة، مر الوقت بطيئًا على زوجها محمد منذ سماعه تلك الصرخة،

    فلم تخرج له زوجته سالمة من “كشك الولادة” وفي حضنها ابنته، بل حُملت إيمان بعدها بساعات جثة على الأكتاف!
    “ثلاثة أشهر مرت ولم يعاقب الفاعل ولم يحاسب على إهماله، حتى أن الرد على الشكوى لم يصلنا” يردد هذه العبارات “محمد”،

    عاقدًا حاجبيه، كتلك العقدة في سجلات التحقيق والتي يؤكد محاميه خالد أبو العينين بأن الفراغ القانوني

    في قضايا محاسبة مرتكبي الأخطاء الطبية في وزارة الصحة هو ما يفتح الباب لإفلات المسؤولين من العقاب

    لغياب الرادع مما يؤثر على جودة الخدمات الطبية وبالتالي انتهاك الحقوق الأساسية لاسيما الحق في الحياة كما حدث مع إيمان.

    ضحايا الموت على سرير الولادة نتيجة الإهمال الطبي في قطاع غزة لم تكن آخرها إيمان، بل تلاها حالتين

    في شهر يوليو من الشهر الجاري إحداهما توفت مع أربعة أجنة في بطنها!

    ايش بعرفك بالنزيف!”

    بخطوات ثقيلة خرجت إيمان مشيًا على قدميها من غرفة التوليد، باطن قدميها ترك أثر بصماتها ممزوجًا بالدماء على

    أرضية مستشفى الهلال الإماراتي للولادة في رفح جنوب قطاع غزة والتي ما فتئت تنزفها لثلاث ساعات!
    ذاك المرر الواصل بين غرفة التوليد وغرفة أخرى مشت خلاله إيمان آخر خطواتها قبل أن تغرق في بركة دماء نادت بعدها والدة زوجها

    “ايمان بتنزف” فردت إحدى الممرضات “ايش بعرفك يا حجة بالنزيف”.
    خبر وفاة المعلمة إيمان انتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي بشكل واسع وسط مطالبات من عائلتها بمعاقبة طاقم التوليد في

    “الإماراتي” على إهمالهم لابنتهم أثناء وبعد الولادة، مؤكدة على حقها في مقاضاته وملاحقته قانونيا.
    قانونيًا يخبرنا محامي العائلة أنه تقدم بشكوى لوزارة الصحة منذ أكثر من ثلاثة أشهر ولم نحصل على أي نتيجة،

    وفي تفاصيل الشكوى أكمل حديثه: “تقدمنا بشكوى إلى النائب العام لتسريع الموضوع، وتزودنا بالشهود والأدلة والبراهين

    التي تثبت بأنها توفت نتيجة خطأ طبي وإهمال”، وأضاف: “تم تحويل القضية إلى نيابة جرائم المؤسسات وهناك تم تحويل

    الشكوى لوزارة الصحة للرد”، تنهيدة طويلة توقف بعدها المحامي عن الحديث لبرهة، وكأنه يتخيل طلب الشكوى وهو يتنقل

    من دائرة رسمية إلى أخرى، قطع صمته معلقًا :”الإجراءات الروتينية والمماطلة تقتل الضحية مرتان!”.

    فراغ قانوني!

    حشرجة صوت محمد كانت تصلنا تباعًا كلما عاد بذاكرته ليوم 14 ابريل من العام الجاري، لوجه زوجته المغطى بشرشف السرير الأبيض،

    لاصفرار وجهها وعينيها المغمضتين أثناء نقلها لغرفة العمليات مع حالة الفزع لطاقم التمريض وذاك الطبيب المناوب الذي وصل بعد ثلاث ساعات

    من نزيف زوجته، جميع المشاهد السابقة باتت هاجسًا يلاحقه بالتزامن مع صرخات مولودته التي اختار لها اسم أمها “إيمان”!

    “كلنا مغيبين” هذه الجملة قالها لنا في أكثر من سياق، الأول لغياب الرد الرسمي عن عائلته وآخر تفاصيل الشكوى،

    والثاني لحالة التعتيم التام لحالة زوجته بعد الولادة، فلم يأخذ أحد الأطباء موافقته لإجراء عمليات لزوجته ثم لإعطائها 9 وحدات دم، و7 بلازما!

    في الوقت الذي يؤكد فيه أرمل الضحية إيمان أن المماطلة سيدة الموقف في شكواه يؤكد سعيد البطة المستشار القانوني لوزارة الصحة

    بأن الصحة تتابع الشكاوى الواردة إليها بشأن ادعاء وجود خطأ أو إهمال طبي في قضية إيمان معمر، منبهًا أن وحدة الشكاوى

    في الوزارة مهمتها استقبال الشكاوى التي ترد لهم من منظمات حقوق الانسان ومن النائب العام كذلك، حيث تتعامل بجدية

    واهتمام من خلال تشكيل لجنة تحقيق مختصة.

    اللجان تقوم بدراسة الملف الطبي للمريض، وبعد ذلك استدعاء الأهل مقدمي الشكوى

    ثم استدعاء الطاقم الطبي، وتدوين الافادات،

    والاطلاع على الأوراق والمستندات ذات العلاقة بالشكوى، لم ينكر المستشار بأن يستغرق وقت

    لأنه يمر على أكثر من لجنة لا يطول عن ثلاثة شهور، شهر أو شهرين.
    ما يخشاه محمد فعليًا ليس المماطلة في الرد على شكواه المقدمة لوزارة الصحة، بل من المماطلة في تنفيذ أقسى

    درجات العقوبة بحق من تسبب في وفاة زوجته أثناء الولادة، وهنا كان الرد من القانوني أبو العينين والذي علق بغياب

    قانون يوفر العدالة لضحايا الأخطاء الطبية، أو يقلل من تلك الأخطاء، منبهًا إلى وجود ثغرة قانونية، فالطبيب الذي يخطئ

    أو يتسبب في حالة وفاة يحاكم وفق القوانين العادية التي تبدأ بالتنبيه وتنتهي بالفصل من العمل!
    يتكور محمد حول وجعه مجددًا لاسيما بعد أن تسرب له خبرًا يؤكد أن أحد الأطباء المذكورة أسماؤهم في لجنة التحقيق

    قد سافر مؤخرًا خارج القطاع دون ملاحقته أو منعه قانونيًا!

    “إذا ثبت وجود خطأ أو إهمال نُقر في التقرير بوجوده” يحاول المستشار القانوني لوزارة الصحة بإيصال رسائل تطمينية

    من خلال معد التحقيق لعائلة الضحية، ويتابع: “إذا ثبت أن هناك تقصير فلابد من مجازاة الموظف”.
    حتمًا سيشعر محمد بالإنصاف فور سماعه بعقاب المقصر، إلا أنه سرعان ما يعود لقهره ريثما يعلم بأن القانون المعمول

    به هو الخدمة المدنية، ووفقا لنص المادة 68 من هذا القانون فلقد حصرت العقوبات في عشرة، تبدأ بالتنبيه ولفت

    النظر والحرمان من الراتب والإنذار والفصل!

    لا يرى مستشار الصحة أي مشكلة بالقانون، بل يؤكد على وجود عقوبات رادعة به تنتهي بالفصل، مشيرًا إلى وجود

    قضايا جزائية مودعة من النيابة العامة لدى المحاكم بحق موظفين من الصحة تتعلق بالخطأ والتقصير.

    تقريران متناقضان!

    ثمة تفاصيل أخرى في قضية الضحية إيمان معمر، يتجول بها محمد بلا حيلة، زوجته التي أنجبت أربع مرات سابقة بشكل طبيعي،

    ولا تعاني من أي مشاكل صحية كالضغط أو سكر الحمل، “كيف تركوها تموت”!
    نهاية واحدة لإيمان، ولكن بتقريرين متناقضين لحالتها وسبب الوفاة، تمكنا بدورنا من الحصول على صورة من كل تقرير،

    الأول للمستشفى الإماراتي والذي يؤكد أن إيمان “عانت من نزيف بسبب تمزق في عنق الرحم، وتم عمل عملية

    فتح البطن وعمل اللازم تحت تأثير بنج كلي، وتعويض المريضة بمحاليل 6 وحدات دم ، و7 وحدات بلازما، ثم الحديث

    عن تجمع 60 مل من البول بعد العملية بثلاث ساعات ثم تغيير القسطرة ولا يوجد بول”!
    حتمًا ستشعر بالتيه عند اطلاعك على هذا التقرير الطبي الأول المرفق مع التحقيق، ولربما ستبدو الصورة أوضح

    بالنسبة لك عند قراءتك للتقرير الثاني لمستشفى غزة الأوروبي بخانيونس والذي تم تحويل إيمان إليه بعد تفاقم

    حالتها في الإماراتي، وهناك كُتب في خانة ملخص الحالة الصحية “المريضة بعد الولادة عانت من نزيف رحمي حاد

    ناتج عن انفجار رحمي وبعد عملية اصلاح الرحم ونقل الدم عانت المريضة من مشاكل نقل الدم وفشل كلوي وخلل

    في عمليات التجلط وهي الآن على جهاز تنفس صناعي ومدعمات الضغط”!
    كل هذا التناقض وضعناه على طاولة وزارة الصحة والتي عقبت على ذلك بالقول :”اللجنة اطلعت على جميع الأوراق

    الطبية ذات العلاقة في المستشفيات التي حُولت لها المريضة، والقرار هو للجنة التحقيق، وإن كان هناك تناقض في

    أي تقرير فاللجنة هي من أصحاب الكفاءة العالية وهي قادرة على اتخاذ القرار العادل والمهني”.

    أخطاء وقحة!

    عدد الشكاوى عام 2018 التي وصلت وزارة الصحة التي تتعلق بملف الأخطاء الطبية هي 16 شكوى وفق المستشار القانوني

    للوزارة والذي أوضح أنه تم تشكيل لجان تحقيق في هذا الخصوص من ضمنها لادعاء إهمال لحالات الولادة، لافتًا إلى أن

    نسبة كبيرة من الشكاوى التي تردهم تتعلق بقضايا الأخطاء والتقصير في أقسام الولادة سواء بالقطاع العام أو الخاص،

    وتبين بوجود 3 حالات تقصير بعد لجان التحقيق في العام الماضي.

    مشاهدات الباحث القانوني عبد الله شرشرة جاءت مختلفة عن إحصائية وزارة الصحة، حيث أوضح بأن هناك من 20-30

    لجنة تحقيق تعقدها وزارة الصحة بقطاع غزة سنويا لفحص ادعاء وجود خطأ طبي، في العادة من 4-5 حالات سنويا تقر

    فيها وزارة الصحة أن الحالة هي خطأ طبي، منوهًا إلى أن العام الماضي فصلت المحاكم ب 3 قضايا تتعلق بأخطاء طبية،

    خلال العام 2018، وكان هناك 10 قضايا منظورة أمام المحاكم، السؤال؟ هل نسب الأخطاء الطبية بغزة كبيرة؟
    يجيب القانوني على سؤاله: “في الواقع بالمقارنة مع 102.399 عملية جراحية سنويا، 4 مليون فحص مخبري، 1500 عملية قسطرة،

    182 عملية قلب مفتوح، 11 عملية زرع كلى، 81 ألف عملية غسيل كلى، 56 ألف حالة ولادة، سنويا تجري في غزة فنسبة

    الأخطاء الطبية هي قليلة ومحدودة، إلا أن المشكلة ومن خلال اطلاعي على بعض الحالات، بأنها ” أخطاء وقحة ” يمارس

    فيها الطبيب إهمالا أو انتهاكا لبروتوكولات طبية ينبغي أن يتبعها بشكل صارم كطبيب ممارس معتاد!”.

    السلامة الطبية في الضفة!

    لأكثر من ثلاثة أشهر ظل أنين أطفال إيمان الخافت مسموعًا، يجلس والدهم متكئًا بظهره على الحائط، ثم يتكور فجأة حول وجعه،

    ويعود لتفاصيل كانت ترويها ايمان ممزوجة بالحسرة عن وفاة أمها أثناء الولادة قبل 17 عامًا بسبب الإهمال الطبي

    دون معاقبة الطاقم الطبي المسؤول آنذاك، وكل ما يخشاه الآن أن تدفن حكاية زوجته دون متابعة لإجراءات التحقيق أو تعويض العائلة!

    وزارة الصحة أكدت بدورها أن لجنة التحقيق في وفاة ايمان على وشك الانتهاء من تقديم تقريرها لوكيل الوزارة مقترنًا بالتوصيات،

    وسوف يتم إعطاء الأهل كتابًا بالنتيجة، وقالت: “لا نتهاون في أي شكوى، لأن التهاون سوف يؤدي إلى زيادة الأخطاء والوزارة

    حريصة على التعامل بكل قوة وصرامة”.

    معرفة حجم المخاطر التي قد تنشأ في حال التهاون من معاقبة أو مساءلة

    الطاقم الطبي أدركها مركز الميزان

    لحقوق الإنسان لأنها تمس أحد الحقوق الأساسية التي لابد أن يتمتع بها المواطن، وتزيد من شكوكه في المنظومة الصحية

    مركز الميزان لحقوق الإنسان، فقام بتقديم بلاغاً للنائب العام في غزة بعد وفاة المواطنة أثناء الولادة، مطالبًا فيه بضمان

    عدم إفلات المقصرين من العدالة واتخاذ الإجراءات القانونية دون إبطاء في حماية للحقوق المكفولة بموجب المعايير القانونية الوطنية والدولية.

    محامي محمد_ زوج إيمان _ يؤكد من جهته أن وجود قانون خاص بالأخطاء الطبية وتطبيقه في القطاع سيعزز من ثقة المواطن

    الفلسطيني في النظام الصحي، إلا أن الانقسام السياسي حال دون ذلك!

    وعن تفاصيل هذا القانون أوضح بأنه وفي نهاية العام المنصرم تم مصادقة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على

    قرار بقانون بشأن “الحماية والسلامة الطبية والصحية” في الضفة، والذي يحقق توازناً بين الأطباء والمرضى.

    ويرى القانوني أبو العينين أن هذا القانون يملأ فراغًا قانونيًا في ملف الأخطاء الطبية والإهمال، منبهًا إلى

    أنه غير مطبق في قطاع غزة بسبب الانقسام.

    رئيس اللجنة الوطنية لصياغة قانون الحماية والسلامة الطبية، المستشارة خيرية رصاص، أوضحت في

    مقابلة صحفية سابقة ما جاء في القانون بقولها: “يشكل هذا القانون إنجازا قانونيا، ويوفر الحماية للجميع

    من مرضى، وأطباء، ومؤسسات طبية”.

    وأضافت: “إن فكرة القانون والمحفّز الأساسي من أجل الحديث عنه جاءت من

    وجود فراغ قانوني، فيما يتعلق

    بالأخطاء الطبية، وآخر قانوني في حماية مقدمي الخدمة الطبية في فلسطين، من أطباء وعاملين في

    المستشفيات، والطفل أمير زيدان كان المحفّز الأساسي لإقرار هذا القانون”.

    خلال حديثنا عن قضية إيمان مع وزارة الصحة بغزة أخبرتنا أنها قامت بتنسيب قانون شامل تم إعداده من

    قبل خبراء في المجال الطبي والقانوني إلى المجلس التشريعي قبل عدة سنوات بشأن المسؤولية الطبية،

    مشيرة إلى أنه بحاجة لإقراره وتفعيله من المجلس التشريعي، إلا أن الانقسام والأسباب المالية تحول

    دون ذلك وفق المستشار القانوني لوزارة الصحة.

    لم ينكر مستشار الصحة أن هناك عدة قضايا منظورة أمام القضاء الفلسطيني ضد الوزارة لإلزامها بدفع تعويضات

    لضحايا في قضايا أخطاء طبية، منبهًا إلى أن هناك حوالي خمس قضايا صدر بها أحكام بالتعويض لضحايا في قضايا الأخطاء،

    وهذا برأيه يدل على نزاهة لجان التحقيق.
    يأمل محمد معمر أن يصله رد واحد بمعاقبة المقصرين في توليد إيمان بشكل قانوني صارم، وآخر يصله لتعويضه

    ماليًا كي ينجو من شعوره بالقهر لرحيل روح رفيقة دربه “إيمان” وبقاء خمسة أرواح حوله مسؤولٌ عنها وحده!

    https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/506436.html

    دماء “إيمان” في “كشك الولادة” نَزَفَها الفراغ القانوني لخطأ طبي!

  • الهيئة العامة للبترول دون قانون منذ 25 عاماً

    الهيئة العامة للبترول دون قانون منذ 25 عاماً

    تحقيق الملتقى: أحمد الكومي

    يعتبر “قطاع المحروقات” من أهم القطاعات الحساسة في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛

    لأسباب تتعلق بمدى الاحتياج الكبير له، والصعوبات التي تقيّد استيراده،

    وتحديداً في قطاع غزة، الذي تعتبر جميع مصادر الطاقة فيه خارجية.
    ولأجل ذلك، بادرت السلطة الفلسطينية في بداية تأسيسها عام 1994،

    إلى تأسيس “الهيئة العامة للبترول” هيئة عامة مستقلة، عُهدت إليها مهمة تنظيم قطاع المحروقات والإشراف عليه،

    وكانت تتبع مباشرة لمكتب رئيس السلطة، ولم تكن خاضعة لأجهزة الرقابة.
    وبعد نحو ثلاث سنوات على تأسيس الهيئة ومباشرتها لعملها، بادر المجلس التشريعي بإقرار مشروع قانون الهيئة

    العامة للبترول بالقراءة الثانية في 25 نوفمبر 1997 وأحاله إلى رئيس السلطة في 7 ديسمبر من العام نفسه؛

    للمصادقة عليه، إلا أن الرئيس رفض مشروع القانون في حينه.
    وقد استمر هذا الوضع حتى تم ضم الهيئة لوزارة المالية في العام 2003، وبالتالي بدأت مرحلة جديدة

    أصبحت الهيئة بموجبها أحد الإدارات العامة في وزارة المالية.

    [highlight]اللجنة الاقتصادية بالتشريعي: طالما لا توجد مخالفات فلا توجد حالة تستدعي النظر[/highlight]

    لكن مجلس الوزراء في رام الله لا يزال ينظر إلى الهيئة على أنها هيئة عامة،

    وذلك كما ورد في قراره الصادر في عام 2008 تحت عنوان “قرار مجلس الوزراء الفلسطيني في رام الله رقم

    (17) لعام 2008 بشأن تنظيم التراخيص الصادرة عن الهيئة العامة للبترول”،

    حيث جاء في المادة “1 التعاريف” لفظ الهيئة معرّفة بأنها “الهيئة العامة للبترول” وليس “الإدارة العامة للبترول”،

    رغم أنها من منظور مجلس الوزراء لم تعد هيئة عامة بعد ضمّها لوزارة المالية.
    كما أن الحكومة في قطاع غزة سارت على النهج ذاته،

    عندما أصدر مجلس الوزراء قراراً بشأن “نظام منح تصاريح بالتعامل المباشر مع الهيئة العامة للبترول لشركات الوقود السائل ومحطات الغاز المسال”،

    حيث استخدم لفظ “الهيئة العامة للبترول” وليس “الإدارة العامة للبترول في جميع نصوص مواد النظام.
    الأمر الأكثر أهمية هو أن الهيئة لا تزال تعمل دون قانون منذ 25 عاماً،

    ما قد يفتح الباب أمام غياب المساءلة والشفافية والنزاهة، وربّما وجود شبهات فساد،

    إذا ما علمنا أن إيرادات الخزينة العامة من ضريبة المحروقات عام 2018 بلغت 3 ملايين شيكل،

    فيما بلغت قيمة الاستهلاك السنوي من المحروقات حوالي مليار لتر!

    تجاوزات وإهدار مال

    تتعدد مهام الهيئة العامة للبترول بين تأمين احتياجات السوق المحلية من المشتقات النفطية، وتحديد أسعار الوقود شهرياً،

    ومراقبة جودتها، ومنح التراخيص اللازمة لإنشاء المحطات وتجديد التراخيص،

    مع عدم الإخلال بالشروط الخاصة بكل من الجهات ذات العلاقة في ترخيص الوكالات.
    يبلغ عدد موظفي الهيئة حتى نهاية العام 2018، 199 موظفاً في مختلف التخصصات،

    موزعين على 12 محافظة فلسطينية، ويعمل في مكتب الهيئة بقطاع غزة 36 موظفاً.

    يوثق تقرير أعده الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة- أمان، بعنوان “الهيئة العامة للبترول بين التقييم والتقويم”،

    أنه لم تكن جميع إيرادات الهيئة تورّد إلى الخزينة العامة منذ إنشائها وحتى منتصف العام 2003،

    وأنه نجم عن هذا التساهل من الجهات الرقابية المتعددة، إهدار كبير للمال العام، وتعدد حالات التجاوز على المال.

    [highlight]اللجنة القانونية بالتشريعي: لابد أن يحكم الهيئة قانون من أجل خدمات أفضل[/highlight]

    ويشير التقرير الصادر في العام 2009، إلى أنه لم يتم تشكيل أي لجان تحقيق رسمية للتعرّف على مآل ومصير المال العام المهدر؛

    بسبب الممارسات السابقة للهيئة، إلا بعد أن تم إلحاق الهيئة بوزارة المالية في إطار إصلاحات عام 2003

    التي أدت إلى حصر الإيرادات والتحقيق مع رئيس الهيئة آنذاك “حربي صرصور” وعدد من العاملين فيها في قطاع غزة والضفة الغربية،

    وتمت إحالتهم إلى القضاء بسبب وجود حالات فساد كبيرة، تراوحت بين الجُنح والجريمة.

    ومع حدوث الانقسام الفلسطيني في العام 2007، تأثرت الهيئة العامة للبترول كغيرها من المؤسسات الحكومية في قطاع غزة به،

    وأصبح للهيئة في قطاع غزة وضع مختلف عن الهيئة في رام الله؛

    نتيجة لاعتماد قطاع غزة على المحروقات المصرية التي تضخ عبر الأنفاق بسبب الحصار؛

    الأمر الذي أدى إلى استقلالية نسبية في عمل الهيئة في رام الله، وخلق إجراءات وسياسات إدارية وفنية

    ومالية وقانونية مغايرة في بعض الجوانب عن تلك المطبقة في رام الله.
    ويفترض بحكم إلحاق الهيئة ضمن إدارات وزارة المالية أن تكون أنظمة الوزارة هي المرجعية القانونية والتنظيمية لإدارة شؤون الهيئة،

    لكن “معدّ التحقيق” لاحظ أن وزارة المالية في غزة لا تصنّف “الهيئة العامة للبترول” عبر موقعها الإلكتروني

    ضمن الإدارات العامة التابعة لها.
    إضافة إلى أن الهيئة ليست ملحقة بمبنى وزارة المالية نفسها، إنما تتخذ من الطابق الرابع في سلطة

    الطاقة في غزة، مقرّاً لها.
    وبشأن كل هذه التساؤلات، رفضت الهيئة العامة للبترول في قطاع غزة الإجابة عليها بعد مخاطبات ومراسلات عديدة

    أجراها “معدّ التحقيق” وانتظار لنحو شهر كامل، كما لم يتسن الحصول على إجابات حول ذلك من الهيئة في رام الله؛

    الأمر الذي يحملنا على التفسير أن هناك أمراً مسكوتا عنه، يستدعي تفضيل الصمت على تقديم تبرير لكيفية عمل مؤسسة حكومية دون قانون.

    رقابة غائبة

    يختص المجلس التشريعي بممارسة دوره الرقابي على مؤسسات السلطة التنفيذية،

    ورغم أن الهيئة العامة للبترول واحدة من هذه المؤسسات، إلا أن دور التشريعي بشأنها ليس متقدّماً.
    مارس التشريعي دوره الرقابي حتى أواخر العام 2005 بشأن إدارة قطاع المحروقات،

    من خلال إجراءات وتوصيات تتعلق أساساً بغياب المرجعية القانونية المنظّمة لعمل الهيئة، لكن الحال اختلف بعد هذا العام.
    يكشف عاطف عدوان، رئيس اللجنة الاقتصادية في المجلس التشريعي لـ “معدّ التحقيق”

    أنه لا توجد محاولات جديدة لتشريع قانون للهيئة، “ولم يتم اقتراح مشروع قانون ولا تعديل على قانون موجود”، وفق قوله.

    وحول رأي المجلس التشريعي في الشكل القانوني المناسب للهيئة بين اعتبارها هيئة مستقلة أم إدارة تابعة

    لوزارة المالية كما هي عليه الآن،

    يجيب عدوان: “لا توجد لدينا تجربة بحيث تكون قائمة ومستقلة بذاتها، معظم الفترة السابقة كانت تابعة للحكومة”.

    ويضيف: “أعتقد أن الحكومة يجب أن يكون لها دور كبير في عملية الإشراف وإدارة هذه الهيئة، لتقوم الحكومة

    برسم السياسات وتنفيذها”.
    ويبرر عدوان ذلك بأن الواقع الاقتصادي سيء جداً، “إضافة إلى أننا نتعرض لمؤامرة دائمة، وهناك استنزاف متعمّد للواقع النقدي

    في قطاع غزة يمكن أن تكون هيئة مستقلة في غير ظروفنا الحالية”.

    [highlight]ائتلاف أمان: الهيئة تفتقر لإجراءات خاصة تعزز النزاهة وتحصّن الموظفين ضد الفساد[/highlight]

    وبسؤاله إن كانت اللجنة الاقتصادية تتلقى تقارير من الهيئة العامة للبترول أو مسودات لمعاملاتها واتفاقاتها،

    أجاب عدوان: “لا، لكن عندما نطلب هذه التقارير يتم تزويدنا بها”، مستدركاً: “ديوان الرقابة المالية والإدارية هو

    المفترض أن يقدّم لنا التقارير،

    ومهمته متابعة كل الجهات الحكومية وكل ما نكلّفه به. ، نحن قادرون على مطالبة الديوان بتقديم تقارير عن

    أي مؤسسة في البلد،

    وحتى المؤسسات الخاصة”.
    وبموجب نص المادة (31) من قانون ديوان الرقابة المالية والإدارية رقم 15 لسنة 2014، فإن الهيئة العامة

    للبترول تخضع لرقابة الديوان،

    بمعزل عن كونها هيئة مستقلة أم إدارة تابعة للمالية.
    راسل “معدّ التحقيق” ديوان الرقابة ومديره الإداري للحصول على استفسارات حول الهيئة ووضعها القانوني،

    لكنه لم يتلق ردّاً، وفشلت كل محاولات التواصل.

    فوضى

    يوثق التقرير السنوي الحادي عشر لائتلاف أمان حول “واقع النزاهة ومكافحة الفساد في فلسطين خلال العام 2018″،

    أن الحكومة الفلسطينية لم تقم حتى نهاية العام 2018، بإقرار قانون للهيئة العامة للبترول،

    واستمرت في العمل دون تشكيل جسم تنظيمي ولا قانون ينظم هذا القطاع الخدماتي؛

    الأمر الذي يفسر عدم توفر الإرادة الجدية لدى السلطة الفلسطينية من أجل تنظيم هذا القطاع،

    نظراً لوجود مستفيدين من هذه الحالة والتنافس بين أقطاب في السلطة الفلسطينية.
    ينقل تقرير أمان أن معطيات لدى محكمة جرائم الفساد أظهرت تعرّض الهيئة في الضفة لحالات فساد

    عاملين من داخلها مع بعض مالكي المحطات، أسفرت عن هدر أموال طائلة من الأموال

    التي تشكل دخلاً مهما لخزينة الدولة العامة.
    طرحنا السؤال على رئيس اللجنة الاقتصادية بالتشريعي، عدوان: “هل تقبلون استمرار الهيئة العامة للبترول

    دون قانون لأكثر من 25 عاماً؟”

    ، فأجاب: “طالما لا توجد مخالفات معينة أو مخالفات لها علاقة بالقانون، فلا توجد حالة تستدعي النظر”.
    على النقيض من ذلك، يقول المستشار القانوني عبد الله أبو لولي، مدير اللجنة القانونية في المجلس التشريعي،

    إنه “لابد أن يكون هناك قانون يحكم الهيئة العامة للبترول من أجل أن تحقق خدمات أفضل”.
    يضيف أبو لولي لـ “معدّ التحقيق”: “القانون يقر من أجل أن ينظم أعمال المؤسسة لتقديم خدماتها بشكل أمثل للمجتمع،

    وأن ينظّم العلاقة بين المؤسسة والجماهير المستفيدة من خدماتها”.
    ويرى أنه في حال غياب القانون أو النظام الذي يحكم مؤسسة ما، فلابد أن يتدخل مجلس الوزراء مباشرة

    ويضع الأنظمة واللوائح بشكل سريع،

    موضحاً: “نحن عندنا تشريعان فرعي وأصيل، الأول يصدر عن المجلس التشريعي من أنظمة وقوانين،

    والثاني يصدره مجلس الوزراء؛ من خلال الأنظمة واللوائح”.
    ويؤكد أن التشريع الفرعي ينبغي أن يكون منسجماً انسجاماً تاما مع القانون ذاته الذي أقره المجلس التشريعي،

    وألا يزيد عنه ولا يحدث أمرا جديدا، ولا ينقص أمراً نص عليه القانون الصادر عن التشريعي.
    يوافقه الرأي، طارق الديراوي أستاذ القانون في جامعة الإسراء، الذي بدأ حديثه بالقول:

    “أينما دخلت السياسة، دخل الفساد”،

    في سياق تعليقه على عدم وجود قانون ينظم عمل الهيئة العامة للبترول.

    ويقول لـ “معدّ التحقيق”: “الانقسام السياسي انعكس سلباً على العمل القانوني،

    والأنظمة واللوائح الداخلية لا تغني عن وجود قانون ناظم يكون متوافقاً مع القانون الأساسي”.

    ويضيف: “الهيئة لا بد أن يحكمها قانون، ولا بد أن تكون هناك رقابة من المجلس التشريعي على عملها،

    وهنا أيضاً يأتي دور ديوان الرقابة المكمّل لهذه العملية”.
    وتابع الديراوي: “لا بد أن يضطلع التشريعي بدوره في كل ما يتعلق بالمعلومات الخاصة بالهيئة والوضع المالي لها،

    وإذا لاحظ وجود شبهة، فيمكن أن يكون هناك عملية استجواب”.
    وبسؤاله حول قيمة القانون في العمل الحكومي، أجاب الخبير القانوني: “القانون مهم في كل الحياة، وغيابه يعني الفوضى”،

    ويعرّف القانون بأنه قواعد عامة مجرّدة وملزمة، وأن من يخالفها يتعرض للإجراءات الجزائية.

    حصانة ضد الفساد

    وفي السياق، يعتبر أسامة سعد، مدير ديوان الفتوى والتشريع في قطاع غزة، عدم وجود

    قانون للهيئة العامة للبترول منذ 25 عاماً،

    قصوراً من الناحية التشريعية.
    ويقول لـ “معدّ التحقيق”: “الأصل أن يكون هناك قانون مُقرّ من المجلس التشريعي، خاصة أن

    ملف المحروقات مهم جداً وحساس للغاية”.
    ولا يعتبر سعد ديوان الفتوى والتشريع جهة اختصاص في ملف الهيئة العامة للبترول،

    ويضيف: “لسنا جهة تشريعية، ولا يحق لنا تصدير مشاريع قوانين وتقديمها للمجلس التشريعي،

    كون هذا الاختصاص محصورا فقط بالنواب ومجلس الوزراء”.
    ويشير إلى أن دور ديوان الفتوى ينحصر في إعداد القوانين من ناحية الصياغة، ثم نشرها بعد إقرارها من التشريعي،

    وإصدارها وفق الأصول.
    ورغم ذلك، يوضح سعد أنه لم تكن هناك أي جهود لإقرار قانون أو تشريع خاص بموضوع الهيئة،

    “فالأصل أن يحال للديوان مشروع قانون لأجل دراسته وتقديم الرأي بالخصوص وصياغته، وهذا لم يحدث من قبل”،

    وفق تأكيده.
    لكنه قال إنهم لم يتلقوا مخاطبات حتى من التشريعي أو ديوان الرقابة المالية والإدارية بالخصوص،

    مضيفاً: “حسب علمنا لم تعقد أي ورش عمل بخصوص الموضوع أو من أجل وضع مشروع قانون خاص به”!

    ويؤكد رئيس ديوان الفتوى والتشريع أن الهيئة العامة للبترول لم يُعد لها إلا مشروع قانون واحد قُدّم من المجلس التشريعي

    وأقر بالقراءة الثانية في العام 1997، وأحيل إلى رئيس السلطة للمصادقة عليه، قبل رفضه.
    وفي حديث مع “معدّ التحقيق”، يؤكد عزمي الشعيبي رئيس ائتلاف أمان على ما ورد في التقرير السنوي

    الأخير لعام 2018 بشأن هيئة البترول،

    فيما يتعلق بنتائج وآثار غياب قانون خاص بالهيئة ينظّم عملها في مختلف المحطات، وتحديداً افتقار الهيئة

    لإجراءات خاصة تعزز من النزاهة، وتحصّن الموظفين ضد الفساد.
    ويشدد على أن المدخول الكبير (مليار دولار سنوياً) من الهيئة هو عملياً من مساهمات وأموال المواطنين

    الذين يشترون تلك السلعة بسعر السوق، يوجب على المواطن أن يرفع صوته لتنظيم الملف والمساءلة على طريقة إدارته.

    https://alresalah.ps/p/204552

    الهيئة العامة للبترول دون قانون منذ 25 عاماً

    (المزيد…)

  • خليك صاحي …. وسم لتوعية مريضات السرطان من ابتزاز تجار المخدرات

    خليك صاحي …. وسم لتوعية مريضات السرطان من ابتزاز تجار المخدرات

    خليك صاحي مريضات السرطان

    اطلق ملتقى اعلاميات الجنوب حملة ضغط ومناصرة بعنوان خليك صاحي، والتي تسلط الضوء على مريضات السرطان

    اللواتي تعرضن للابتزاز والاحتيال من قبل تجار المخدرات ويقبعن في السجون المصرية بتهمة حيازة المخدرات،

    جاءت هذه الحملة ضمن مبادرة استقصائيون ضد الفساد 2، والتي ينفذها الملتقى بالشراكة مع الائتلاف من أجل النزاهة والمسائلة ” أمان “.

    شارك فريق الجنوب الاجتماعي وعشرات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، التغريد على وسم #خليك_صاحي،

    الذي انطلق صباح اليوم ، في مقر ملتقى اعلاميات الجنوب، وتهدف الحملة إلى توعية مريضات السرطان اللواتي يتعالجن

    في المستشفيات المصرية أو الداخل الإسرائيلي، بعدم حمل أو نقل أمتعة للغير حتى لا يتم استغلالهم ومن ثم يقع تورطهم.

    وطالب المغردون الجهات الرسمية بتوعية المرضى والمرافقين بخطورة حمل أمانات لأشخاص مجهولين ، وضرورة أن يكون للسلطات الحكومية بكافة أجهزتها دور في حل قضايا النساء المحتجزات في السجون المصرية وملاحقة المجرمين، بالإضافة إلى الدور الرئيسي لوزارة الصحة في غزة بأهمية متابعتها لمرضى السرطان المحولين للمستشفيات المصرية.

    خليك صاحي …. وسم لتوعية مريضات السرطان من ابتزاز تجار المخدرات

    https://news.un.org/ar/story/2019/08/1038761

     

  • مكبات النفايات شرق قطاع غزة.. نباشون ينقلون المرض ويسرقون العصارات السامة

    مكبات النفايات شرق قطاع غزة.. نباشون ينقلون المرض ويسرقون العصارات السامة

    نباشون ينقلون المرض ويسرقون العصارات السامة

    محمد الجمل

    قبل الوصول بمئات الأمتار بدأت الروائح الكريهة تنبعث من نوافذ السيارة،

    وكلما اقتربت المركبة أكثر من جبال النفايات الصلبة المتجمعة في مكب “جحر الديك” شرق مدينة غزة كانت الرائحة النتنة تزداد.

    بعد النزول والمشي قليلاً نحو أكوام النفايات تتسلل الروائح النفاثة إلى الجهاز النفسي ويبدأ الزائر يشعر بحرقة في الحلق والعينين،

    ثم حالة غثيان ورغبة في التقيؤ، ومع الوقت يبدأ الزائر بالاعتياد على الروائح وتزول بعض الأعراض المذكورة.

    السير وسط النفايات وفي محيطها صعباً، فجميع أنواع النفايات تنتشر في كل مكان، البلاستيكية،

    والمعدنية، إضافة لمخلفات المنازل، وبقايا الأسواق، بينما تنساب من تحتها مياه سوداء لزجة، رائحتها كريهة،

    يحيط بها الذباب والحشرات الضارة بأعداد كبيرة، ناهيك عن وجود حيوانات ضالة، خاصة الكلاب، تنتشر بكثافة وبقطعان في محيط المكب.

    ورغم قذارة المكان، وصعوبة البقاء في المكب دقيقة واحدة، إلا أن ثمة من يقصدونه بصورة يومية،

    ويعتبرونه مصدر رزق بالنسبة لهم، وهم من يطلق عليهم “النباشون”، فتية وشبان في مقتبل أعمارهم،

    يقصدون مكبات النفايات الصلبة بصورة يومية، للبحث وسطها عما يمكن بيعه أو الاستفادة منه،

    متجاهلين حجم الضرر الكبير جراء تواجدهم فيه نباشون ينقلون المرض ويسرقون العصارات السامة

    عمل خطر

    من بعيد كان يقترب فتى يقارب عمره السادسة عشر، يستقل عربة كارو يجرها حيوان، ويتجه بسرعة ناحية المكب،

    وزادت سرعته عند وصول شاحنات جديدة تنقل كميات من النفايات بهدف إفراغها في المكب.

    نزل الفتى أحمد صالح، ووضع عربة الكارو جانباً، ثم ترجل وهو يحمل شوالات فارغة، وسار عشرات الأمتار متجها نحو أكوام النفايات،

    وكان يسير غير معتدل ويتكئ على قدمه اليمنى، حيث اليسرى مصابة بجرح، يلفه بخرقه بالية.

    بدا الفتى صالح محترفاً في جمع النفايات، ينتقى البلاستيك وهو المفضل لديه، إضافة للقطع المعدنية، ومخلفات أخرى،

    وكان يتنقل ورغم إصابته بخفة ومهارة، ويجمع المخلفات، وكلما امتلاء معه شوال ربطه بحبل، ونقله إلى عربة الكارو.

    وبعد عمل استمر أكثر من ساعة، جلب صالح ستة زجاجات بلاستيكية فارغة، بعضها سعة لتر واحد، وأخرى سعة لترين،

    وتوجه إلى إحدى برك تجميع عصارة النفايات الصلبة، وهي بحسب الدكتور أحمد حلس مدير عام التوعية البيئية

    في سلطة جودة البيئة الحكومية، والمختص بقضايا البيئة، عبارة عن سائل تنتجه النفايات الصلبة بعد تحللها

    تحت تأثير الظروف الكيميائية والفيزيائية من ضغط وحرارة، وينتج عن تحللها عصارة شديدة السمية، نباشون ينقلون المرض ويسرقون العصارات السامة

    وهي عبارة عن سائل لزج لونه أسود داكن، رائحته كريهة ونفاثة، يحوي تراكيز عالية من العناصر الثقيلة المسرطنة.

    بدأ صالح بجمع العصارة المذكورة بواسطة وعاء بلاستيكي، يضعه وسط برك العصارة، ومن ثم يسكب محتوياته في العبوات البلاستيكية،

    وكلما امتلأت واحدة، أغلقها ووضعها جانباً، وجلب غيرها وهكذا.

    في البداية رفض صالح ذو الملابس المتسخة، واليد التي كانت تنزف دما جراء إصابته خلال النبش،

    والوجه الأسود النحيف الحديث معنا حول ما يفعله، ولكن بعد إقناع من معد القصة وافق أخيراً، شرط ذكر اسمه ثنائي، وعدم التصوير.

    وقبل البدء بالحديث انتابت صالح نوبة سعال حادة استمرت لنحو دقيقة، قال إنها مستمرة معه منذ أشهر طويلة،

    وأحيانا يتجه إلى عيادات “أنروا”، ويحصل على أدوية يشعر معها بتحسن، ثم سرعان ما يعود ويعاني نفس الأعراض من جديد،

    وقد تكون أحيانا مصحوبة بشعور بالاختناق.

    ويقول صالح إن أسرته تعاني فقراً مدقع، ويعمل بجمع كل ما يصلح استخدامه أو بيعه من مكب النفايات منذ عامين،

    فبعد انتهاء مرحلة التجميع، يعود للبيع لفرز النفايات، ومن ثم يتجه لبيعها إما لمصانع تقوم بإعادة تدوير المخلفات البلاستيكية،

    أو لمحال جمع الخردة، بينما العصارة يبيعها لبعض المزارعين.

    وبتتبع صالح مسافة طويلة، التقى مع أحد المزارعين، وأعطاه العبوات الممتلئة بالعصارة مقابل مبلغ مالي لا يتجاوز 5 شيكل للتر الواحد،

    اذ أكد المزارع الذي رفض ذكره اسمه، أن هذه العصارة أفضل سماد يمكن استخدامه للمزروعات،

    فهي تمنح النبتة قدرة عجيبة على النمو السريع، كما تزيد الإنتاج بصورة كبيرة، رافضاً التعليق على مضارها.

    خطورة مزدوجة

    وعلق حلس على وجود النباشين في مكبات النفايات، موضحاً أنها ظاهرة خطيرة، وتركهم يعملون

    دون منع يعتبر مفسدة ومضرة صحية قد تلحق بكل مواطن، لذلك يجب وضع حد لهذا الأمر فوراً.

    وبحسب حلس فإن الخطورة تنقسم إلى نوعين، الأول إضرار مباشر بالنباشين وأسرهم ومحيطهم، فمكبات النفايات بيئة ممرضة،

    ليس من خلال لمس النفايات فحسب، بل على صعيد استنشاق الغازات الممرضة الناتجة عنها، عدا عن احتمال تعرضهم للأذى،

    فهناك حالات عديدة تم توثيقها في السابق قتل اثنين من النباشين على الأقل وهم يبحثون عن

    ما يمكن بيعه تحت جنازير الآليات الضخمة التي تعمل على فرد النفايات في المكب أحدهما من عائلة السرسك،

    إضافة إلى شخص ثالث فقدت آثاره منذ سنوات إلى يومنا هذا داخل المكبات، كما وأنهم جميعاً عرضة للإصابة

    بجروح وإصابات ما يعني انتقال الجراثيم والفيروسات والبكتيريا إلى دمائهم مباشرة، ومن ثم إلى أسرهم

    بعد عودتهم إلى منازلهم، ليصيب الجميع بأمراض خطيرة.

    أما الأمر الثاني بحسب حلس فهو نقل العصارات السامة وبيعها للمزارعين، فقد ووفق حلس فقد شاهد بعينيه

    بعض المزارعين يأخذون العصارة بعد تجمعها في برك بجوار المكب، ويقومون باستخدامها كأسمدة للخضروات والأشجار،

    فهي بالنسبة لهم سماد ممتاز، يزيد حجم الثمار، ويسرع عمليات نموها، وبالتالي زيادة في الأرباح، لكنهم في نفس

    الوقت يدركون مخاطرها، والدليل أنه اكتشف بنفسه قيام بعض المزارعين بتخصيص مساحة صغيرة من الأرض لزراعة

    محصول مخصص لعائلته، دون ريها بعصارة النفايات أو المبيدات الزراعية.

    المادة 26 من القانون الزراعي الفلسطيني (المخصّبات الزراعية) ينص على ضرورة «تحديد أنواع المخصبات التي

    يسمح بتداولها وتحديد مواصفاتها وإجراءات تسجيلها وشروط وطرق تداولها»، كما يجب التزام «شروط وإجراءات

    ترخيص استيراد المخصبات والاتجار بها ونقلها من جهة إلى أخرى»، لكنه وفق أسلوب بيع هذا «المخصّب»

    الجديد (العصارة) فإنه يتنافى مع نص القانون ويعتبر مخالفاً له.

    ويرى الشاب محمد السرساوي،

    ويعمل في مكب شمال قطاع غزة منذ سنوات، إن هذه المهنة هي إحدى مفرزات الحصار والفقر،

    فبعد عمل شاق يستمر يوم كامل، لا يحقق النباش سوى شواكل معدودة، لا تكفي لتلبية اقل احتياجات أسرته.

    وبين أن العاملين في مكبات النفايات يتعرضون لمخاطر كبيرة، أبرزها احتمال إصابتهم بالأمراض سواء من خلال الجهاز التنفسي،

    أو التعرض للجروح في بيئة ملوثة، إضافة لخطر إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال كون المكبات قرب خط التحديد،

    وكثيرا ما تطاردهم الشرطة، لمنعهم من العمل.

    وتحدث السرساوي عن خطر الآليات التي تقوم بفرد النفايات في المكبات، واحتمال تعرض العمال للموت أو الإصابة.

    عصارة سامة

    وعند الحديث عن العصارة ومضارها، نهض حلس من مجلس وقال غاضباً.. هذا سم مركز وقاتل،

    ري المزروعات بهذه العصارة أمر خطير جداً، ولها تداعيات خطيرة على صحة الأفراد بجميع أعمارهم، خاصة الأطفال،

    وقد أجرى دراسات وأبحاث كشفت خطورة ذلك عبر سنوات في المختبر، وهذا بحسب حلس له علاقة مباشرة

    بزيادة معدلات ونسبة الإصابة بمرض السرطان في غزة، والتي وصلت إلى 15 ألف حالة سرطان موجودة حاليا في القطاع،

    بواقع 150 حالة جديدة تكتشف شهرياً، وعلى جهات الاختصاص التحرك فوراً ومنع ذلك، ومعاقبة كل مزارع يثبت استخدامه لهذه العصارة.

    وفي قطاع غزة يُرحل للمكبات المركزية يومياً تقريباً 2000طن نفايات، و60 بالمائة من تركيبة نفاياتنا الصلبة مواد عضوية،

    وهي قابلة للتحلل نتيجة ضغط وحرارة وتفاعل مواد كيماوية، حيث تذوب هذه المواد وتنتج ما يسمى بالعصارة،

    وكل طن نفايات ينتج ما 200-250 لتر من العصارة السامة.
    ونصت المادة (40) من قانون الصحة العام رقم (20) لسنة 2004م أنه يجب على كل شخص المحافظة على البيئة بعناصرها المختلفة،

    وذلك بعدم التسبب بمكاره صحية، وأنه يجب إزالة المكرهة الصحية التي تسبب بها، أو كان مسؤولاً عنها.

    دراسات خطيرة

    وبعد عودة حلس من رحلة بحثية إلى مكب نفايات جحر الديك، والجلوس والاستراحة قليلاً، قرر حلس إعادتنا معه سنوات للوراء،

    وفتح شاشة الحاسوب الشخصي، وقلب بعض الملفات إلى أن ضغط بزر الفأرة على رابط لمجلة علمية أميركية شهيرة،

    تسمى Waste management ، كانت نشرت له دراسة أجراها في عام 2015 وحصل بسببها على تكريم من مجلس علماء فلسطين عام 2017، وكشفت أن العصارة المذكورة تحوي على تركيز عالي جداً للمواد العضوية يصل إلى 45 ضعف ما هو موجود في مياه المجاري،

    وتحوي هذه العصارة على نسب مخيفة من المواد الثقيلة شديدة السمومية مثل “الرصاص، والزنك، والزرنيخ، والنيكل، والكوبلت”

    إضافة لوجود تركيز عالي لمادة “الأمونيا السامة”، وهذا له تأثير ضار جداً على البيئة والزراعة في حال تم ريها بتلك العصارات.

    واستعرض حلس بعضا من الصور الخاصة بالدراسة وقال:  أقمنا ما يشبه محطة لمعالجة العصارة وتخليصها من المواد السامة،

    باستخدام تقنيات علمية متطورة، واستطعنا من خلال هذه التقنيات خلع 94% من المواد السامة التي تحويها العصارة المذكورة.

    وأكد أنه أطلع جهات الاختصاص على نتائج دراسته، وحذرهم وبشدة من خطورة  ترك النباشين والمزارعين يحصلون على العصارة دون منع،

    لكنه لم يسمع سوى الكلام، والظاهرة مستمرة حتى الآن.

    وقال: خلال جلسات وورش عمل عرضنا نتائج الدراسات والتوصيات خاصة أمام رؤساء وممثلين عن البلديات، وسمعها المسؤولون جيداً،

    ومنهم من وعد بالعمل على حل المشكلات الناجمة عن النفايات الصلبة، تطبيقها، ومنهم من قال أن صعوبة الظروف والحصر يحول دون ذلك.

    يشترط القانون أن يكون موقع المكب بعيدًا عن التجمعات السكنية والتجارية ووفق ما تحدده السلطة، وأن يكون الموقع محاطاً بسياج،

    ويكون مبطناً بمادة عازلة لحماية المياه الجوفية، ويوجد فيه نظام لجمع ومعالجة العصارة الناشئة من المكب،

    ويقام عكس اتجاه الريح السائدة في المنطقة، إلا أن هذه الشروط غير متوافرة في معظم المكبات.

    في حين اعتبر المهندس والمختص في مجال الزراعة نزار الوحيدي العصارة وبعد تحليلها من

    منظور زراعي تعتبر مادة خصبة جداً غنية بالمواد اللازمة للنباتات من نيتروجين وفوسفور وبوتاسيوم وكالسيوم وماغنيسيوم،

    ولكن البعض غفلوا عن الجانب الآخر لتلك العصارة، فهي مادة خطيرة جداً على الصحة من حيث احتوائها على مواد حية ممرضة وفطريات

    وطفيليات واحتوائها على مواد قد تكون سامة مثل مبيدات وأدوية ومواد كيميائية، وقد تحتوي على مواد مشعة مثل البطاريات

    والراديو والجوالات وبطاريات الأجهزة الكهربائية، وهذه المواد مسرطنة.

    وتنتقل المواد المستخدمة في التسميد عبر أنسجة النباتات وتصل إلى أوراقه، وسلسلتها الغذائية وتسبب السرطان

    والفشل الكلوي والزهايمر، وتؤدي إلى أنماط متعددة للحساسية بالإضافة للأمراض المتعددة والفطرية.

    ووفق دراسة حول “النفايات الصلبة ومخاطرها على البيئة” للباحث رامي أبو العجين، فإن مكبات

    النفايات الصلبة التي تنتشر في قطاع غزة

    تترك بشكل كبير وخطير مخاطر جمة على المياه الجوفية، التي يعتمد عليها الأهالي في شربهم وطعامهم اليومي،

    وتؤدي إلى تلوث الهواء والتربة، خاصة الزراعية.

    وتتبع مكبات النفايات المنتشرة شرق القطاع للبلديات، كل مكب حسب نفوذ البلدية التي يتبع لها،

    اذ تباينت ردود البلديات حول المشكلة،

    لكن معظمها أجمعت على خطورة وجود النباشين وسرقة العصارات السامة، مبررة عدم منع بوجود

    مجموعات مختصة بسرقة العصارة وبيعها،

    وهم في غالبية الأمر يعجزون عن السيطرة على المكبات، بسبب قربها  من الحدود مع الأراضي المحتلة

    بسبب الخوف من إطلاق الاحتلال النار عليهم.

    في حين يؤكد المهندس علاء الفرا من وزارة الزراعة، أن الأخيرة ليست جهة تنفيذية لتمنع سرقة العصارات السامة،

    لكنها تقوم بدور تحذيري للمزارعين، وتنبههم لخطورة تجريع المحاصيل بتلك العصارة، وتطالبهم باستخدام الأسمدة المصرحة والآمنة.

    حلول تتبلور

    بدأت بعض البلديات بالتحرك لعلاج مشكلة النباشين بناء على مطالبات وشروط من الجهات المانحة،

    فيما لازالت أخرى لم تفعل شيء،

    اذ يقول المهندس مهند معمر رئيس قسم النظافة في بلدية رفح، إن التعامل مع النباشين في المكبات الرئيسية

    والفرعية يتفاوت من بلدية لأخرى في القطاع، فمنهم من يحظر هذا العامل ويمنعه، وهناك بلديات تغض البصر، وآخرون

    يعجزون عن تتبع النباشين بسبب قرب المكبات من مناطق حدودية خطرة.

    وأكد معمر أن محافظتي رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة، عالجت هذه المشكلة بعد إنشاء مكب نفايات

    حديث في منقطة الفخاري عبر أمرين، الأول إغلاق المكب ومنع أي شخص من الوصول إليه، والثاني إيجاد

    بدائل للنباشين عبر مشاريع صغيرة تدر عليهم دخلاً، وتوفر لهم الأمن الصحي.

    وتوقع معمر أن تنفذ باقي البلديات هذه الخطوة، في طريق علاج هذه الظاهرة، وهذا شرط فرضته الجهات

    المانحة لتنفيذ المشروعات، رغم أن نباشين جدد قد يظهرون في مكبات أخرى.

    https://pngoportal.org/p/17469

    مكبات النفايات شرق قطاع غزة.. نباشون ينقلون المرض ويسرقون العصارات السامة

  • شامبوهات ومرطبات نسائية.. أفخاخ لمريضات بالسرطان على معبر رفح!

    شامبوهات ومرطبات نسائية.. أفخاخ لمريضات بالسرطان على معبر رفح!

    شامبوهات ومرطبات نسائية سرطان

    تحقيق – محمود هنية

    لجأت “ياسمين” – اسم مستعار- 32 عامًا إلى إحدى المجموعات المتخصصة بأخبار معبر رفح عبر الفيس بوك،

    للبحث عن شخص يساعدها في دفع رسوم المخالفة لإقامتها في مصر.

    ياسمين التي ترافق والدتها المسنّة المصابة بمرض السرطان، اضطرت لفعل ذلك بحثا عن المساعدة،

    لإمكانية العودة للقطاع بعد رحلة علاج قاسية لوالدتها.

    سريعا وصل الرد لياسمين من شخصية في الجروب، قررت مساعدتها عبر إبلاغها أن شخصا ما سيتواصل معها،

    “أين انت سيأتيك الشخص في المكان التي تتواجدين فيه ومعه المبلغ”.

    3 آلاف جنيه أو ما يعادل مئتي دولار، المبلغ المطلوب لدفعه للسلطات المصرية تجاه مخالفة الإقامة،

    مبلغ ارتفع بعد سنوات إذ كان سابقا 120 جنيها تقريبا.

    انتظرت ياسمين وصول الشخص في الفندق التي تقيم به في مدينة العريش، لتتفاجأ عند وصوله بأن المبلغ دين وعليها

    رده عند وصولها للقطاع، لم يكن أمام الفتاة سوى الموافقة أو البقاء في الحجز عند الجانب المصري من المعبر.

    “حسنا موافقة” أشكرك سأرده لك فور عودتي إلى القطاع، هكذا ردت عليه، غير أن صدمتها كانت كبيرة حين استوقفها بسؤاله،

    “ما الضامن أن تردّي المال؟”، ماذا؟ “سأرده فور عودتي”، أجابته ياسمين، “كلا أريد ضمانًا”، كان ذلك رد الأخير عليها.

    هنا توقفت عقارب الساعة لدى ياسمين عند سماعها لهذا الكلام، وبدأت رحلة المساومة، “الفلوس مقابل صورة شخصية

    يمكن إعادتها فور استلامي للفلوس”، رضخت أخيرا ودموع الحسرة تنهمر على وجنتيها، “مضطرة سأعطيك إياها”.

                                                                       رحلة المساومة

    رحلة المساومة، لم تنته هنا، فالصورة التي حصل عليها لم تكن كافية لضمان حقه كما تقول ياسمين،

    “أريد منك خدمة أوصلي بعضا من هذه الشامبوهات والكريمات لشخص قريب سيوصلها لعائلتي!، عذرا سأزعجك!”

    لا شيء يثير الريبة والشك، فالشامبوهات والكريمات محكمة الإغلاق تماما، “حسنا سآخذها وأوصلها”، تبعا لياسمين.

    استلمت الفتاة الشامبوهات وحصلت على رقم التواصل مع الطرف الآخر الذي سينتظرها في غزة، وبدأت بجمع أغراضها من

    الفندق للعودة إلى القطاع.

    اصطحبت والدتها المريضة إلى الصالة المصرية من المعبر، “الحمد لله ع سلامتك يا حجة”، الله يسلمك يما

    ” إن شاء الله رجعتي بالسلامة وأمورك تمام”، “الحمد لله يما والله مهدودة من الكيماوي”، هذا نصّ حوار جرى بين الأم الستينية

    والضابط المصري الذي خبرها عن ظهر قلب نتيجة سفرها المتكرر لمصر بغية تلقي العلاج وهي وطفليها المصابين بالسرطان كذلك.

    لحظات حتى وجدت الأم وابنتها ياسمين محاطين بعدد من الضباط وعناصر الشرطة، “ماذا يحصل؟، سألت ياسمين، فرد الضابط بسؤال

    “ماذا يوجد داخل الشامبوهات؟ مكملا: “هناك حبوب اترمادول”.

    هنا صعقت الوالدة وابنتها عند سماعهم حديث الضابط المصري، لتجد نفسها منهارة من الدموع والقهر أمام خداع تعرضت له

    من الشخص المعني، لتبدأ هنا رحلة الاعتقال للفتاة وأمها”.

    شامبوهات ومرطبات نسائية سرطان

                                                                     للضرورة أحكام

    ما حصل مع والدة ياسمين، هي قصة من 14 حادثة جرى رصدها من طرف الأجهزة المعنية مؤخرا، لسيدات مريضات،

    جرى استغلالهن من طرف تجار مخدرات على شاكلة هذا المتهم.

    ومن بين السيدات اللواتي جرى اعتقالهن مريضات بالسرطان وغسيل الكلى، وبعضهن تعرض لضرب مبرح داخل السجون المصرية

    على يد النزيلات، ويعشن ظروفا إنسانية قاهرة، تبعا لما نقلته مصادر عائلية لمعدّ التحقيق.

    وتضطر المئات من السيدات المريضات والمرضى الفلسطينيين في قطاع غزة لتحمل معاناة السفر للأراضي المصرية،

    بحثا عن العلاج بعدما أوصد الاحتلال حاجز إيرز أمام أعداد كبيرة منهم، بذريعة المنع الأمني لهم أو لمرافقيهم.

    تبعا للأعداد التي حصل عليها معدّ التحقيق فإن 120 حالة تسجل شهريا لعدد المصابين بالسرطان بغزة.

    ويصل عدد المصابين بالمرض في القطاع إلى قرابة 9.600 شخص مسجلين حتى العام 2018.

    الدكتور محمد سرور ممثلا عن جمعية بسمة أمل لمرضى السرطان، يؤكد أن 60%

    من المرضى يتم رفض طلباتهم من الجانب الإسرائيلي للعلاج في مستشفيات الضفة والقدس والداخل المحتل.

    بسمة أمل: 60% من المرضى ممنوعون من العلاج بمستشفيات الداخل ويضطرون للعلاج بمصر

     

    وسجلت عديد الحوادث التي منع الاحتلال بموجبها مرافقة الأهل لأطفال صغار مصابين بمرض السرطان.

    وذكر سرور أن عملية المنع تجبر المرضى للتوجه إلى المستشفيات المصرية، مؤكدًا أن الوصول إليها يكبّد المريض

    معاناة طائلة تستهدف حياته من خلال تأخره عن تناول العلاج في موعده وآثار ذلك النفسية عليه ما يبطئ من عملية استشفائه”.

    ويؤكد مدير دائرة التنسيق والارتباط بغزة رفعت محيسن، أن أعداد الممنوعين من العلاج للضفة تزداد بين الفترة والأخرى،

    تحت ذرائع أمنية واهية لا معنى لها.

    وذكر محيسن أنّ عملية المنع تجري غالبا للمريض أو مرافقيه، لا سيما وأن هناك خصوصية للمريض تستدعي وجود مرافق معه لمساعدته.

    وأوضح أن مدة الرد الإسرائيلي على تصاريح المرضى باتت تطول؛ بسبب قرار الأخير برفع سن من يخضعون للفحص الأمني

    من (16 حتى 35 عاما) إلى (16 حتى 55 عامًا).

    وانخفضت نسبة الموافقات الإسرائيلية من (50-60%) منذ العام 2017، ضمن سياسة إسرائيلية جديدة ضد أهالي قطاع غزة،

    ضحيتها المرضى، تبعا لمحيسن.

    شامبوهات ومرطبات نسائية سرطان

                                                                       نافذة للاستغلال

    ويضطر بموجب هذا المنع، المرضى للتوجه إلى المستشفيات المصرية وتحديدا المستشفيات الثلاثة المتعاقد معها من الجانب الفلسطيني.

    ويحتاج المريض مبالغ مالية مضاعفة للوصول إلى الجانب المصري، تكلفه لشخصه فقط لمدة أسبوع ما متوسطه 500 دولار،

    يضاف إليها تكلفة الشخص المرافق.

    وعملت السلطات المصرية على رفع سعر الإقامة في بعض الفنادق وما تسمى بـضريبة “المتأخرين”،

    فيما يضطر عدد من هؤلاء المرضى لدفعها نتيجة تأخرهم في مغادرة البلاد.

    وبناء عليه، فإن المسافر المتأخر أمام خيارين إما دفع ضريبة التأخير التي تقدر بمئتي دولار تقريبا، أو البقاء

    داخل صالة المعبر المصرية محجوزا، الى حين إيجاد من يدفع عنه.

    ويستغل المحتالون، وفق الجهات المعنية، هذه الصالة وما قبلها المستشفيات التي يتواجد فيها المرضى،

    وخداعهم عبر دفعهم لحمل هذه المواد.

    السفارة الفلسطينية في القاهرة، أكدّت أن من أخطر المعضلات التي نواجهها حمل المريض لأعداد كبيرة

    من المسكنات والمرور عبر الحواجز المصرية المنتشرة خلال الطريق لرفح.

    وطبقا لمصدر مهم في السفارة أكدّ لمعدّ التحقيق أنه لا يكاد يخلو يوم من تدخل السفارة في الإفراج

    عن بعض هؤلاء المرضى وخاصة الجرحى منهم، بعد إلقاء القبض عليهم نتيجة حصولهم على أعداد كبيرة

    من العقاقير الطبية المخدرة مثل “الاترمال”.

    وتطلب السفارة من المرضى الانتباه لخطورة هذه القضية المدانة وفق القوانين المصرية.

    ولم يخف المختص الأمني مهدي حسنين، وقوف جهات مختلفة خلف عملية الابتزاز التي تتمثل بأشكال مختلفة وأحد

    أهم أشكالها الاستغلال المالي من طرف الشخص المبتز، منبها إلى خطورة استغلال هذه الحالة من طرف مخابرات الاحتلال.

                                                           شبهات وطرق للابتزاز

    مجددا وعلى النافذة ذاتها عبر الفيس بوك، رصد معدّ التحقيق، منشورات عبر جروب متعلق بأخبار معبر رفح،

    لأشخاص يسألون عن أفراد يرغبون العودة إلى القطاع لاستلام أغراض وتسليمها إلى عوائلهم، وفقا لزعمهم.

    اضطر صاحب الجروب حذف هذه المنشورات بطلب أمني فلسطيني، بعد التأكيد على وجود شبهات خداع بعض الأشخاص

    لنقل الأغراض الملغمة بمواد مخدرة، وفقا للمصادر الأمنية.

    كما حصل معد التحقيق على مجموعة من الرسائل المكتوبة والصوتية، التي يقر فيها الشخص المتهم

    بتسليمه أغراضا لإحدى السيدات في داخلها مخدرات.

    طلب المتهم وفق الرسائل، من المرأة إنكار ملكية المواد لها، في محاولة مكشوفة للتنصل من دوره،

    انتهى الأمر بتهديد المرأة حال أفصحت عنه وعن اسمه.

    لكنّ السؤال الأهم يدور حول طبيعة هؤلاء الأشخاص، وكيف تجري عملية الابتزاز والخداع للمرضى.

    طبقا لمصادر أمنية في غزة، فإن بعض الأشخاص يترددون على المستشفيات والمعاهد التي يتعالج فيها بعض المرضى،

    تحت ذريعة محاولة مساعدتهم وخاصة النسوة المصابات بمرض السرطان.

    ويبدأ الشخص بتقديم طرح المساعدة البسيطة للمرضى المخالفين في الإقامة أو المحتاجين لمبلغ بسيط من المال،

    لقاء أن يحمل بعض الأغراض ونقلها لأشخاص ينتظرون في الجانب الفلسطيني من المعبر.

    مدير الدائرة القانونية في مكافحة المخدرات النقيب حسن السويركي، أوضح أنّ عملية التهريب تجري بطرق مختلفة من بينها مواد الغذاء،

    “وصل إلى حد دسها في علب الشكولاتة والجبن وغيرها”.

    وينبه السويركي المرضى الذين يحملون في العادة أدوية مصنفة ضمن المواد المخدرة إلى ضرورة اصطحاب روشتة طبية،

    لكنّ الأخطر من ذلك أنّ من يجري اعتقاله ويضبط بحوزته مخدرات ولم يتم التعرف على صاحب المادة فإنه يكون المسؤول أمام القانون عنها.

    ويوضح السويركي أنّ عملية الاستجواب والإجراءات الرسمية التي تثبت ملكية الشخص للمواد من عدمها، تحتاج لفترة زمنية ليست بالقصيرة،

    وهي معاناة كبيرة على عاتقه، “والحل ألا يحمل مواد أخرى لغيره”.

                                          شامبوهات ومرطبات نسائية سرطان            

                                                   العجز القانوني والشرطي

    حتى لحظة إعداد التحقيق والمعلومات التي حصل عليها المعدّ، فإنّه لم تقدم أي شكوى لدى الجهات الحقوقية المعنية،

    باستثناء بعض المحاولات من السفارة وبعض الجهات المعنية بالعمل للمساعدة في الإفراج عن بعض السيدات،

    لكنّ السؤال الأهم: لماذا لم تتمكن الجهات المعنية من ملاحقة هؤلاء الأشخاص المتهمين رغم معرفة أسمائهم؟

    تشير مصادر أمنية في غزة أنه طلب تسليم بعض الأسماء المشبوهة، فيما جرى اعتقال بعض المشتبه فيهم في المكان.

    أحمد أبو زهري الباحث في الشؤون السياسية والقانونية، أكدّ أن الإشكالية بأن هؤلاء الأشخاص يمارسون أنشطتهم غير المشروعة أثناء وجودهم في الأراضي المصرية وهذا يثير إشكالية عدم اختصاصنا في تحريك الدعوى كون الجريمة وقعت خارج القطاع حتى لو أضرت بمواطنين من غزة”.

    شامبوهات ومرطبات نسائية سرطان

    جهات أمنية فلسطينية: 14 سيدة جرى اعتقالهن على هذه الخلفية منذ الثالث من يونيو الماضي

    في الجانب الآخر إذا ما ثبت أن هؤلاء مارسوا بعض هذه الأنشطة داخل القطاع، أو حتى حال ضبط المرضى

    داخل المعبر الفلسطيني وهم ينقلون المواد دون علم وقد غرر بهم، وحاولت الأجهزة المختصة البحث عنهم

    وتنامى إلى علمها أنهم غادروا بعد فعلتهم متوجهين للأراضي المصرية فهنا تظهر صعوبات أخرى في إمكانية إحضار

    هؤلاء بالطرق الرسمية لمحاكمتهم في غزة، وذلك بسبب الأوضاع الراهنة وظروف الانقسام وغياب التنسيق الشرطي

    وخصوصا بين إدارة الإنتربول في غزة ونظيرتها في مصر، تبعا لأبو زهري.

    وأوضح أبو زهري “أن هذا يعطي فرصة لهؤلاء المجرمين للاستمرار في هذه الممارسات غير المشروعة مستغلين

    الظروف الاستثنائية القائمة في غزة، وفى ظل غياب أي دور للسلطة الفلسطينية ونخص هنا السفارة الفلسطينية،

    وحتى إدارة الإنتربول في رام الله التي لديها ارتباطات وأعمال مشتركة مع العديد من الدول بما فيها مصر”.

    وحاول معد التحقيق التواصل مع رئيس جهاز الشرطة الفلسطينية في رام الله حازم عطا الله غير انه لم يتلق ردا.

    فيما رفض السفير الفلسطيني في القاهرة التعليق على الحدث نظرا لما تضمنه من خصوصيات،

    مشيرا إلى أنّ هذه القضايا تتابع من طرف الأجهزة الأمنية في المعبر.

    أما هيئة مكافحة المخدرات في غزة،

    فعملت على توجيه تحذيرات للمسافرين بشكل عام والمرضى بشكل خاص،

    من حمل أي أمتعة أو حقائب من الجانب المصري من أشخاص غير معروفين، بداعي تمريرها ونقلها لأشخاص من الجانب الفلسطيني.

    وشددت الهيئة على هذه التوجيهات بعد الحادثة الأولى لاعتقال سيدة على الخلفية ذاتها في الثالث من شهر يونيو الماضي، تبعا لمصادر أمنية.

    من جهته، أوضح أشرف أبو سيدو مدير الشؤون القانونية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة،

    أن العديد من هذه الحقائب كانت عبارة عن أشياء ملغمة بالمواد المخدرة.

    وسرد قصة لنقل بدلة عروس من الجانب المصري، من طرف امرأة طلب منها شخص ما لنقلها للعروس على الجانب الفلسطيني من المعبر،

    وكانت ملغمة بحبوب الاترمادول.

     

    دائرة المخدرات:

    مجرمون يخدعون مريضات لتوريد مواد مخدرة من مصر

    ونصح أبو سيدو المواطنين الابتعاد عن حمل أمتعة غير المعروفين والثقات بدرجة كبيرة، مع ضرورة التدقيق فيها بكل الأحوال.

    إحدى السيدات من مريضات السرطان، وقعن ضحية لأحد هؤلاء “الذئاب البشرية” وصفته بـ”الكافر” بعد تعرضها لعملية الخداع وحبسها في ظروف مأساوية رغم حالتها الصحية المأساوية.

    وعلم معد التحقيق أن هناك توجها لإنشاء عيادة متخصصة بعلاج مرضى السرطان ستقام بجوار المستشفى الدولي على جانب معبر إيرز.

    https://alresalah.ps/p/204037

    شامبوهات ومرطبات نسائية.. أفخاخ لمريضات بالسرطان على معبر رفح!

  • ملتقى اعلاميات الجنوب ينفذ المخيم الإعلامي الشبابي “حوار بلا عنف”

    ملتقى اعلاميات الجنوب ينفذ المخيم الإعلامي الشبابي “حوار بلا عنف”

     

    [highlight]

    نفذ ملتقى اعلاميات الجنوب المخيم الإعلامي بعنوان “حوار بلا عنف”

    وذلك ضمن مبادرة الحوار والتسامح المجتمعي لدى طلبة الاعلام في قطاع غزة  وذلك ضمن مشروع

    “التجمع الفلسطيني من أجل نشر ثقافة اللاعنف” الذي تنفذه بال ثينك بالشراكة مع مؤسسات المجتمع

    المدني في المحافظات الشمالية والجنوبية الفلسطينية، بهدف  تعزيز ثقافة اللاعنف والسلم الأهلي .

    وأوضحت ميساء فرحات منسقة المبادرة بأن المخيم ركز بأنشطته وفعالياته على تطبيقات تدريبية وعملية

    حول مفهوم السلم الاهلي ونبذ العنف و العنف اللفظي والتراشق الاعلامي كمفهوم شامل في المجتمع

    وتعزيز عدد من المفاهيم الايجابية مثل احترام وجهات النظر وتقبل الاخر المختلف وتعزيز لغة الحوار ونبذ

    كافة أشكال التعصب وتوجيه البوصلة باتجاه تقريب وجهات النظر.نظرا لذلك

    وبينت بأن المخيم الإعلامي سيعمل على بناء قدرات الطلبة حول تنمية وتعزيز وترسيخ مفاهيم السلم المجتمعي

    ونبذ ثقافة العنف من خلال تحديد دائرة الصراع وتحليلها وتحويلها لنقاط إيجابية تحدث تغيراً على الواقع المجتمعي،

    كما سيعمل على خلق طرق اتصال وتواصل تهدف الى تذليل العقبات حول المصطلحات الإعلامية التي ظهرت

    في الآونة الأخيرة لوقف حدة التراشق الإعلامي الحزبي. ولكن

     فيما أثنت أنغام شعت أحد الطلبة المشاركين بفكرة المخيم في ظل عدم وجود حوار فعال وبناء وتقبل لآراء

    الآخرين في ظل وجود التبعية الحزبية بسبب الاختلافات السياسية، مبينة بأن المخيم وفق بالعمل مع فئة

    طلبة الاعلام كونهم صناع التغير في المستقبل وأصحاب قضية سامية، وأفادت بأهمية المواضيع التي

    قدمها المخيم لطلبة الاعلام للأخذ بها ونقل محتواها ومضمونها فيما يخدم وحدة الصف الفلسطيني

    والقضية بكافة أشكالها، وقدمت الشكر والامتنان لملتقى اعلاميات الجنوب بال ثينك للدراسات الاستراتيجية

    والممولين لفكرة المخيم وعلى اهتمامهم الكبير في خلق جيل اعلامي واعي ومثقف لأجل كلمة حق ورسالة سلام.

    كما أشاد محمد إبراهيم أحد الطلبة المشاركين بفكرة المخيم الإعلامي لمساهمته في سد فجوة

    المصطلحات الإعلامية التي سُطرت على الفضائيات الفلسطينية في ظل الانقسام الفلسطيني

    والتي زادت من حدة التراشق الإعلامي في ظل غياب فكرة تقبل الآخر، وأكد بأن هذه الأنشطة

    والفعاليات تشكل صدمه قوية لتستنهض الإرادة باقتلاع هذه المصطلحات لتحل لغة خطابة تحث

    على ترسيخ التسامح المجتمعي والسير على نهج اللاعنف بين صفوف الطلبة.   

     

    [/highlight]

    https://www.wattan.net/ar/news/287287.html

    ملتقى اعلاميات الجنوب ينفذ المخيم الإعلامي الشبابي “حوار بلا عنف”