الكاتب: ahmed

  • ملتقى اعلاميات الجنوب يختتم دورة تدريبية حول ” الفساد المبني على النوع الاجتماعي”

    ملتقى اعلاميات الجنوب يختتم دورة تدريبية حول ” الفساد المبني على النوع الاجتماعي”

    ملتقى اعلاميات الجنوب يختتم دورة تدريبية حول ” الفساد المبني على النوع الاجتماعي”

    غزة: اختتم ملتقى اعلاميات الجنوب دورة تدريبية متخصصة حول “دور الإعلاميات في المعالجة الإعلامية لشبهات ومخاطر الفساد المبني على النوع الاجتماعي ورصد تأثيره على الخدمات العامة وقضايا التنمية المتقاطعة” والذي استمر على مدار ثلاث أيام في فندق المتحف في مدينة غزة، بمشاركة 25 إعلامية تعمل بمؤسسات إعلامية، يأتي ذلك ضمن أنشطة مشروع “تشجيع الاعلام في الكشف وتسليط الضوء على قضايا الفساد” الذي ينفذه ملتقى إعلاميات الجنوب بالشراكة والتعاون مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة _أمان بتمويل من حكومات النرويج وهولندا ولكسمبورغ.

    وأشارت صابرين أبو ختله منسقة المشروع بأن التدريب يهدف الى بناء قدرات الإعلاميات في المعالجة الإعلامية لشبهات ومخاطر الفساد المبني على النوع الاجتماعي ورصده تأثيره على الخدمات العامة وقضايا التنمية، وتعزيز دور الاعلاميات في الانخراط في جهود مكافحة الفساد المبني على النوع الاجتماعي وتحسين مهاراتهن في تحليله واكتشاف أثره ومخاطره على النساء، وتوعيتهن بكيفية استخدام أدوات الاعلام التقليدي والاعلام الجديد في تسليط الضوء على قضايا الفساد المبني على النوع الاجتماعي في الأراضي الفلسطينية.
    وأضافت أبو ختله “ان التدريب تناول مواضيع متنوعة منها: أثر الفساد والفساد المبني على النوع الاجتماعي، والنزاهة في المعالجة الإعلامية لشبهات ومخاطر الفساد المبني على النوع الاجتماعي في الخدمات العامة، وأدوات الرصد الإعلامي وقضايا التنمية المتقاطعة.
    بدورها نوهت الدكتورة رابعة الدريملي المذيعة بصوت فلسطين بأهمية التدريب والذي أضاف لها معلومات جديدة لم تكن تدركها مسبقا وتعرفت على متطلبات النزاهة في المعالجة الإعلامية التي تتعلق بالفساد المبني على النوع الاجتماعي وأصبح لديها معرفة في تشخيص بيئات العمل المختلفة وكشف البيئات التي تحدث بها ثغرات فساد يمكن أن تتناولها اعلاميا، بالإضافة الى كيفية حماية نفسها وغيرها قانونيا مع مراعاة الالتزام بأخلاق المهنة في تناول مواضيع تتعلق بشبهات فساد.
    واكدت الاعلامية في صوت زمن FM مدلين شقليه أن التدريب طرح مواضيع جديدة ومتخصصة في رصد علاقة التأثير المباشر وغير المباشر لشبهات الفساد وأفعاله وأثره على قضايا التنمية المتقاطعة والتي بدورها تزيد من الأعباء المرتكزة على النوع الاجتماعي والتي تواجهها النساء بشكل دوري في حياتهن اليومية وهذا سيساعد الإعلاميات أثناء تغطيتهن الإعلامية بوضع خريطة لتحليل بيئة العمل اثناء تناول قضايا النوع الاجتماعي وبالأخص إذا كانت هناك شبهات فساد.
    وهذا ما اكدته ظريفة أبو قوره بأن التدريب أضاف لها معلومات وتوجهات جديدة في العمل وأضافت “أن تكون صحفيا يعني أن تكون باحثًا وأن تكون فضوليًا في التفاصيل الصغيرة التي تعني بحياة المواطنين الكثير بالذات قضايا النساء، وذلك يحتاج منا أدوات للدراسة والبحث ترشدنا وتكون قائمة على أسس صلبة للتوصل إلى الجوانب الإيجابية الموجودة وسد الثغرات في الخدمات المقدمة للنساء على وجه الخصوص هذا ما أضافه لي التدريب”.

  • تحقيق الاحتيال المالي في غزة.. الإجراءات الحكومية المتأخرة تهدر حقوق الضحايا

    تحقيق الاحتيال المالي في غزة.. الإجراءات الحكومية المتأخرة تهدر حقوق الضحايا

    محتالون يعملون بصمت وشركات تتحايل على التراخيص

    تحقيق الاحتيال المالي في غزة.. الإجراءات الحكومية المتأخرة تهدر حقوق الضحايا

    يعيش المواطن فريد صلاح من سكان مدينة غزة حالة من الترقب والقلق، متأملاً بعودة أمواله التي أودعها في شركة “تكنو إليت“، والتي تبلغ 6 آلاف دولار أمريكي، بهدف استثمارها، بعد أن فوجئ برفقة آلاف المودعين، بقرار إغلاق الشركة، والتحفظ على أصولها من قبل النيابة العامة، في شهر مارس/ آذار الماضي.

    ووفق صلاح، فإن الشركة التي كانت مرخصة من قبل وزارة الاقتصاد الوطني في غزة، حصلت على ملايين الدولارات من قبل مودعين، وكانت تعمل بصورة علنية، وتمتلك أكثر من مقر، ولديها عدد كبير من الموظفين، ومالكها كان يتمتع بسمعة طيبة، ولم يكن يتوقع أن تكون هناك مجرد شبهة للاحتيال، حتى جاء الخبر الصادم.

    ولم يكن حال المواطن عمرو الضبة بأحسن من سابقه، إذ أودع هو وشقيقته مبلغ مالي يصل الى 5500 دولار، معظمها كانت من شقيقته، إذ فضل هو بإيداع مبلغ صغير 850 دولار، كتجربة، على أن يضع المزيد من الأموال مستقبلًا، حتى فوجئ بإغلاق الشركة، وإعلان إفلاسها، والتحفظ على الأموال.

    ويؤكد الضبة أن طرق عمل الشركة، وامتلاك المودعين عقود، أعطتهم درجة أمان عالية، ولا أحد كان يشك أنه سيكون وغيره ضحية للاحتيال المالي بهذا الشكل.

    ووفق الضبة فإنه تقدم كغيره ببلاغات للنيابة العامة، التي طلبت من كل مودع حصل على أرباح من الشركة اعادتها فوراً، ليتسنى إعادة جزء من أموال المستثمرين، مبينا أنه وغيره من الضحايا لا يمتلكون سوى الصبر والانتظار، وسمع من بعضهم ممن أودعوا مبالغ كبيرة مستعدون للحصول على نصف المبالغ التي أودعوها، نظراً لشعورهم باليأس من إمكانية إعادة أموالهم.

    صلاح والضبة هما ضحيتان من أصل 5932 من ضحايا الشركة المذكورة فقط، وقد أودعوا ما يزيد على 17.6 مليون دولار بغرض الحصول على الأرباح، إذ لازالت القضية منظورة في النيابة والقضاء.

    بيئة خصبة للاحتيال

    لم تكن قضية “تكنوا اليت”، الأولى ولن تكون الأخيرة التي تحدث في غزة، إذ شهدت السنوات ال 15 الماضية عشرات قضايا الاحتيال المالي، بعضها وصفت بالكبيرة، أبرزها “روبي والكردي”، التي اشتهرت عام 2009 بتشغيل الأموال في أنفاق تهريب البضائع مع مصر، وخسر فيها آلاف المستثمرين عشرات الملايين من الدولارات.

    هناك ثلاث أسباب رئيسية لانتشار ظاهرة الاحتيال المالي في قطاع غزة، وفق المختص في الشأن المالي والاقتصادي أحمد أبو قمر، أهمها ضعف القوانين المعمول بها، وعدم وجود إجراءات حازمة ورادعة، إضافة لبحث المستثمرين عن الربح السريع، مع تراجع فرص الاستثمار الحقيقي، مع وجود أشخاص لديهم الاستعداد لهذا العمل، وهذا ما يجعلنا نستمع باستمرار عن قضايا نصب بمسميات وأساليب مختلفة، لكن في النهاية كلها طرق احتيال تهدف لسلب المواطنين أموالهم دون وجه حق.

    ووفق أبو قمر فإن هذه الشركة وغيرها من شركات النصب والاحتيال المالي، تعمل وفق مخطط احتيال عالمي يسمى “بونزي سكيم”، وهو قائم على فقاعة اقتصادية غير حقيقية “استثمار وهمي”، يعمل على جذب مستثمرين لمربع احتيال محكم، بزعم حصولهم على أرباح كبيرة، على أن يجلب كل مستثمر غيره، فتكبر الدائرة، ويزيد الخاسرون، ويحصل المشغل الرئيسي على مبالغ مالية أكبر، وهذا يتم عبر استغلال
    مصطلحات عالمية فضفاضة، كالاستثمار عن بعد، أو الاستثمار في العملات الرقمية، وغيرها من المجالات الوهمية.

    ووفق معلومات قسم مكافحة الجرائم الالكترونية ثمة ثلاثة أشكال للاحتيال المالي الالكتروني، الأولى مواقع وهمية مثل موقع “كوفي 24″، وهو موقع استثماري أوهم المودعين أنهم يحققون أرباح تصل الى 10% من قيمة الأموال الموضوعة، ما شجعهم على إرسال المزيد من المال لتحقيق ربح أعلى، ثم أغلق الموقع واختفى كل شيء.

    الطريقة الثانية، تتمثل بوجود شخص سواء في الداخل أو الخارج، يدعي ممارسته شكل من أشكال التجارة، التي تدر أرباح، وينشئ صفحة أو تطبيق لإدارة العملية، ويدعمها بصور ومقاطع فيديو لبضائع يدعي المتاجرة فيها، ويستدرج الضحايا للحصول على أموالهم، وقد يعطيهم في البداية بعض الأموال، “أرباح وهمية”، ثم يختفي، والشكل الثالث وهو التداول الهرمي أو الشبكي، وهو عملية نصب مركبة، تبدأ بفرد واحد وتنتهي بمجموعة كبيرة من الأفراد، عبر إنشاء شركة وهمية أو عرض منتج وهمي ليس له وجود، وقد شاع في الآونة الأخيرة مصطلح “التسويق الهرمي أو الشبكي”، وُيعرف بأنه نموذج عمل غير مستقر، هدفه جمع المال من أكبر عدد من المشتركين، في حين يكون المستفيد الأكبر هو المتربع على رأس الهرم، وما هو إلا شكل من أشكال الخداع، يقوم على فكرة تشبه كرة الثلج المتدحرجة، بحيث تجلب كل ضحية غيرها، فتكبر الكرة، ويزيد عدد الضحايا بصورة متسارعة، وبالتالي تتسع عملية جني الأموال لصالح المُشغل الرئيسي “رأس الهرم”.

    الاقتصاد تحذر

     

    تزايدت حالات الاحتيال المالي عبر ما يسمى التسويق الهرمي، ما دفع وزارة الاقتصاد الوطني بغزة لاتخاذ قرار  يحظر التعامل بكل مكونات التسويق الهرمي، بعد توصية قدمتها لجان في المجلس التشريعي في غزة للوزارة، إذ أكد الناطق باسم الوزارة عبد الفتاح أبو موسى، أن إجراءات قانونية تتخذ بحق المخالفين للقرار.

    وصنف أبو موسى هذا التسويق بـ”الخطير” ويستهدف جميع الفئات العمرية، ويؤثر سلبياً على الاقتصاد في غزة، من خلال استنزاف موارد المجتمع وثرواته، نتيجة انشغال المسوقين بجذب عملاء جدد، فضلاً عن أنه يعمل على زيادة معدلات البطالة، وخروج النقد الأجنبي من البلد، ما يفاقم الأزمة الاقتصادية، إضافة لقيام المسوق الرئيسي بالاختفاء فجأة من السوق الوهمي للشبكات التسويقية، وانقطاع العلاقة مع المتسوق الأول، الذي تربطه علاقة مع المتسوقين والمجندين في الشبكة.

    ووفق أبو قمر فإن أهم مرحلة في هذه العملية، أن يتمتع الشخص المُشغل أو من يدير هذه الشبكة بأسلوب مقنع وجذاب، وعادة ما يكون في الخارج، فينشئ شركة وهمية، ويصمم لها شعار، ويختار اسم جذاب مثل “فريق الاحلام”، ويعقد اجتماعات أغلبها الكترونية، ويبدأ بإيهام المستثمرين بالمستقبل الواعد الذي ينتظرهم، وأنهم سيتحولون لأثرياء خلال فترة قصيرة، وما عليهم سوى جلب المزيد من المستثمرين.

    وبين أبو قمر أنه وإمعاناً في توريط المستثمرين، ممن يحققون أرباحاً وهمية، يرونها على الشاشات فقط، دون التمكن من سحبها، يشترط المُشغل عليهم للحصول على جزء من أرباحهم المزعومة، جلب ضحايا بمبالغ مالية أعلى، وفي لحظة يستفيق المستثمرون على كابوس، ويكتشفون أن كل شيء تبخر، وأنهم كانوا ضحية لعملية نصب كبيرة، ولم يعد هناك موقع للتداول، ولا مُشغل، وكل من خسر ماله يضع اللوم على من جلبه لهذا المربع.

    وهو ما حدث مع الفتاة منى حماد من سكان مدينة رفح، وخمسة آخرين، استثمروا أكثر من 10 آلاف دولار في إحدى شبكات التسويق الهرمية، ليكتشفوا لاحقاً أنها مجرد وهم وخداع، اذ تقول حماد، زينوا لي الأمر، فاستثمرت 2500 دولار، واشترطوا كي أحصل على جزء من الأرباح أن أجلب ضحايا جدد، ولم أفعل فضاعت الأموال.

    وهو ما تكرر مع المواطنة “أحلام”، من سكان شرق خان يونس، والتي باعت حليها، على أمل أن توفر هي وزوجها مصدر دخل، وعملت في التسويق الهرمي لمدة عام كامل، وحضرت اجتماعات الكترونية، وشاركت في الكثير من الأنشطة، دون أن تستطيع أن تسترد ولو جزء من أموالها، وفجأة اختفى المشغل، وأُغلق الموقع وضاع كل شيء في يوم وليلة.

    بينما يقول أحد الوسطاء من المروجين للتسويق الهرمي، ورفض ذكر اسمه، وهو يجلب أشخاص باستمرار، مدعياً أنهعمل جيد، لكن هناك من أساء له ودمر سمعة هذا النوع من الاستثمار، لذلك على الشخص حسن اختيار الشركة وفق قوله.

    تحايل وفساد

    بعض الشركات تتحايل على القوانين وتسيء التراخيص الممنوحة لها، وتعمل بشكل مقصود في مجالات متعلقة بالاحتيال المالي، وفق الخبير الاقتصادي محمد أبو جياب الذي أضاف أن الشركات تتقدم للحصول على ترخيص للعمل في التسويق الالكتروني، وهو عمل مشروع، لكن بعد فترة تدخل مجالات أخرى، وتبدأ بممارسة النصب والاحتيال المالي، أو العمل في التسويق الهرمي، والجهات الحكومية تحتاج لشكوى كي تتحرك ضد الشركة.

    وبين أبو جياب لـ”معدا التحقيق” أن الناس هي من تساعد هذه الشركات على العمل، من خلال التدفق عليها، ومنحها المال لاستثماره، وسبق وحذر هو من إحدى الشركات قبل أكثر من عام، دون جدوى، ولم يتنبه الناس، ولم تتخذ إجراءات بحق تلك الشركات.

    وأكد أن بعض قضايا الاحتيال المالي عولجت بطريقة غير سليمة، مثلا قضية روبي والكردي جرى إعادة جزء من أموال الموعدين لم يتعد 30% على أبعد حد، وسجن المحتالون عدة سنوات ثم خرجوا، والأمر انتهى، رغم أنه كان يجدر أن يكون هناك حقوق للمودعين.

    بينما أجمع أكثر من مودع وخبير اقتصادي، بينهم أبو قمر، بأن ثمة تباطؤ في الإجراءات الحكومية تجاه الشركات والأشخاص الذين يعملون في مجال الاحتيال المالي تحت مسميات أخرى، كالتجارة الالكترونية، والأسهم وغيرها، وهي في باطنها شركات نصب واحتيال، وجرى تجاهل عشرات التحذيرات من الخبراء والمطلعين، فقد سبق ونشر أبو قمر على صفحته تحذير من شركات ومستثمرون في مجال العملات الرقمية، ولم يتحرك أحد، ودائما يتم التحرك بعد وقوع الكارثة.

    وهنا تضع الجهات الحكومية على نفسها علامات استفهام لعدم تحركها اتجاه الشركات والأشخاص الذين يعملون تحت غطاءات مختلفة للاحتيال على المواطنين، خصوصا في ظل ضعف القوانين الفلسطينية الموضوعة قديمًا لمثل هذه القضايا الحديثة.

    وكشفت تحقيقات النيابة المعلنة في قضية “إليت”، قيام المتهم مدير الشركة بخداع وإيهام المجني عليهم من خلال ممارسته أعمال مخالفة لما رُخص له به من قبل الجهات الحكومية المختصة، وذلك باستحصاله على أموال المودِعين المجني عليهم، بعد إيهامهم بأنه سيقوم بتشغيلها في نشاط تداول عملات رقمية يحقق أرباحاً مالية كبيرة، خلافاً للحقيقة، وقد استخدم المتهم أكثر من وسيلة احتيالية لإيهام المجني عليهم من خلال قيامه بإنشاء موقع الكتروني باسم ( البوت ).

    وأكد أحد المتورطين في قضايا احتيال مالي، رفض ذكر اسمه، أنه دخل في تجارة، وخسر، وأنه أبلغ المودعين أن أموالهم قد تتعرض للربح والخسارة، ولم يعد لديه مالاً يعيده إليهم.

    وحاول معدا التحقيق التواصل مع النيابة العامة للسؤال عن سبب التأخير في تحريك الإجراءات القانونية اتجاه المحتالين والإجراءات المتخذة في قضايا الاحتيال المالي، إلا أن النيابة العامة رفضت مقابلة معدا التحقيق رغم الطلبات المتكررة على مدار شهر كامل، وقد تلقيا رد عبر رسالة نصية تفيد بالرفض، رغم التقدم بأكثر من كتاب تسهيل مهمة.

    وأعلنت النيابة العامة أنها تواصل التحقيق في قضية تكنو اليت، حيث أكد المتحدث باسم النيابة العامة المستشار أحمد السوسي، في تصريحات منشورة، أن تأخر ملف قضية شركة إيليت كانت لصالح المجني عليهم، وذلك بسبب حرص النيابة العامة على جمع الممتلكات الخاصة بالشركة وبيعها بالمزاد العلني.

    وأكد السوسي، أن النيابة العامة تسعى للحصول على القدر الأكبر من الأموال وممتلكات الشركة حتى يتم رد الجزء الأكبر للمواطنين.

    ونوه إلى أن أي مواطن يشعر أنه تعرض للظلم من النيابة العامة يحق له أن يقدم تظلم في نظام الباب المفتوح ورد المظالم في النيابة العامة.

    قوانين قاصرة

    من جهته أكد المحامي والخبير القانوني عبد الله شرشر، أن القوانين الفلسطينية رغم شموليتها، إلا أن معظمها قديمة، فقانون العقوبات مثلًا معمول به منذ العام 1936 حتى الآن، ومع تطور التكنولوجيا، ووجود طرق نصب واحتيال مستحدثة، بات واضحاً أن القانون القديم لا يستجيب لجرائم الأموال التي ظهرت خلال الأعوام الماضية، مثل التداول الهرمي، أو تداول العملات الرقمية، وهناك كثير من الدول تعاني من هذا الأمر.

    وأكد أن معظم جرائم الاحتيال المالي تحدث في فضاء الإنترنت، والقانون الفلسطيني قاصر عن متابعة قضايا خارج فلسطين، كما أن غياب التعاون الدولي ما بين شرطة غزة والدول الأخرى، يجعل الكثير من الجناة من المقيمين في الخارج، يمارسون الاحتيال المالي عن بعد بحرية ودون خوف، منتقداً شيوع ظاهرة البحث عن الثراء السريع في غزة، ما يسهل وقوع ضحايا جدد باستمرار.

    واشتكى العديد من ضحايا الاحتيال المالي من تأخر وبطئ الإجراءات الحكومية في إنصافهم، وأن أغلبهم لم يحصلوا على أموالهم، رغم التقدم بشكاوى للجهات الرسمية، إذ أكد ثمانية من الضحايا مر على قضايا بعضهم أكثر من 12 عام، أنهم ينتظرون إنصافهم، وإعادة ولو جزء من الأموال، ومصير التحقيقات في بعض القضايا لازال مجهولاً، ومنها على سبيل المثال قضية روبي والكردي التي أشعلت الرأي العام خلال السنوات الماضية، إذ شرع وسطاء بجمع الأموال، من المواطنين لتشغيلها ضمن هوس اقتصادي تحت عنوان: “خلي المربح يربح”، مما دفع مواطنين لجمع أموالهم وبيع بيوت أو عقارات لهم، لأن نسبة الأرباح وصلت 400 دولار لكل 1000 حتى بلغت درجة ربح ألف دولار لمثلها، خاصة من سكان محافظة الوسطى في القطاع.

    قوانين قيد التطوير

    أقر المجلس التشريعي بغزة العام الماضي، تقرير لجنتي الرقابة العامة وحقوق الانسان والحريات العامة، والاقتصادية، حول جرائم النصب والاحتيال المالي والإلكتروني، حيث تم المصادقة على التقرير خلال جلسة للمجلس بالأغلبية المطلقة.

    وبين التقرير أن خطورة هذه الظواهر تتمثل في تهديد النسيج المجتمعي والسلم الأهلي والأسري من خلال تأجيج المشاكل الاجتماعية، وإحداث المشاكل الأمنية، وسلب أموال الموطنين وممتلكاتهم ومدخراتهم وإجبارهم على الاستدانة وإغراقهم بالديون، وإخراج العملة الصعبة واستنزاف السيولة النقدية وتصديرها خارج القطاع.

    وأوصى التقرير إلزام الوزارات كل فيما يخصه بضرورة الإسراع في تنفيذ توصيات اللجنة الخاصة بملف عمل مؤسسات الإقراض في قطاع غزة والتنسيق مع الأمانة العامة لمجلس الوزراء لمتابعة مستوى تنفيذ التوصيات.

    وشدد التقرير على أهمية إعداد مشروع قانون معدل لقانون المعاملات الإلكترونية لإعادة صياغة وضبط بعض صور التعاملات التجارية الإلكترونية التي قد تكون مدخلاً للنصب والاحتيال وتدعيمها بعقوبات جزائية وإدارية رادع، مع الإسراع في إعداد مشروع قانون الجرائم الإلكترونية بحيث يكون إطاراً تشريعياً جامعاً لكل صور الإجرام الإلكتروني.

    من جهته أكد مُخلد جندية، مدير دائرة الفتوى والاستشارات والدراسات بالمجلس التشريعي بغزة، أن ديوان الفتوى والتشريع بالمجلس التشريعي بغزة، باشر بإعداد وصياغة مجموعة من التشريعات التي تحقق الصالح العام وتحارب جرائم النصب والغش والاحتيال بصورته العادية أو بصورته المستحدثة من خلال الوسائل الالكترونية والتكنولوجيا الحديثة، وأبرز تلك التشريعات العمل على تطوير القانون رقم (5) لسنة 2014م المعدل لقانون العقوبات رقم (74) لسنة 1936م، حيث تؤكد المادة (1) منه بأن أفعال النصب والاحتيال ويعاقب مرتكبها بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات وبغرامة لا تزيد عن عشرين ألف دينار، حيث نصت المادة على (كل من حصل من شخص آخر على شيء قابل للسرقة أو حمل شخصاً على أن يسلم شيئاً قابلاً للسرقة إلى شخص آخر متوسلاً إلى ذلك بأية وسيلة من وسائل النصب والغش وبقصد الاحتيال، يعتبر أنه ارتكب جناية ويعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات وبغرامة لا تزيد عن عشرين ألف دينار أردني أو ما يعادلها بالعملة المتداولة قانوناً أو بكلتا العقوبتين معاً، وفي حالة العود تضاعف العقوبة.

    ووفق جندية يجرى العمل أيضاً على تطوير قانون التجارة رقم (2) لسنة 2014م وتضمن القانون مجموعة من الجرائم المتصلة بالشيك والتي يعاقب مرتكبها بالعقوبات المبينة في القانون، إضافة لقانون الشركات التجارية رقم (7) لسنة 2012.

    وأكد جندية أن تطوير هذه القوانين يجري بالتوازي مع الاستمرار في تجهيز مشروع قانون المعاملات والتجارة الالكترونية، وهو الأحدث، والذي يهدف إلى تنظيم وتطوير البنية الأساسية القانونية لتطبيق المعاملات الإلكترونية المعتمدة، والحد من حالات الاحتيال والتزوير في المراسلات والمعاملات الإلكترونية والتجارة الإلكترونية، وفق ما نصت عليه المادة (2) منه.

    انتشار سريع

    في أكثر من مناسبة اكتفت وزارة الاقتصاد الوطني للمواطنين، بالتحذير ودعوة المواطنين لعدم التعامل مع بعض الشركات الوهمية، التي تعلن أنها تعمل في الاستثمار، لكنها في الحقيقة هي شركة احتيال مالي، ففي شهر تموز الماضي دعت الوزارة جميع المواطنين في قطاع غزة بعدم التعامل مع هذه الشركة الوهمية التي تنشط على مواقع التواصل الاجتماعي باسم ” PTINT MEDIA” ، موضحة بأن الشركة تدعى بأنها تقدم ربح يومي يصل إلى 7 دولار مقابل شراء باقات مسلسلات بــ 150 دولار، ودعوة مواطنين آخرين للاشتراك.

    وأوضحت الوزارة أن الشركة تعمل من خلال الإعلانات الممولة الموجهة للمواطنين، مشيرة إلى أن الشركات التي تنشط في هذا المجال تعمل على اتباع الطرق المتنوعة للتحايل والنصب الالكتروني بشكل مخادع للمواطنين.

    وبعدها بوقت قصير طالبت الوزارة أيضاً المواطنين بعدم التعامل مع شركة باسم “بنك وايت انترناشونال”، لأنها شركة وهمية وتعمل من الخارج.

    ودعت الوزارة المواطنين إلى الحفاظ على أموالهم من النصب والاحتيال وعدم متابعة المنصات الالكترونية الوهمية واتباع السُبل المشروعة لاستثمار أموالهم استثماراً آمناً.

    متابعات مستمرة

    ويقول الرائد إسماعيل نوفل، مدير دائرة الجرائم الإلكترونية في المباحث العامة بغزة، إن الشرطة بشكل عام، وقسم مكافحة الجرائم الالكترونية يتعاملون بجدية كبيرة مع قضايا الاحتيال المالي، خاصة الالكترونية، التي باتت الأكثر شيوعاً في الآونة الأخيرة، ويمكن للمتضرر تقديم شكوى بالخصوص عبر صفحة الشرطة الالكترونية، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال دوائر العلاقات العامة، أو عبر صفحات دائرة الجرائم الالكترونية، مبيناً أنه يتم توحيد مسار الشكوى عن طريق العلاقات العامة، ممثلة بالوكيل حامد عبده كمحامي لاي مشتكي، ثم يتم إحالة الملف لدائرة الجرائم الالكترونية وتفويضه من النيابة العامة.

    ووفق الرائد نوفل، فإن الاحتيال المالي، خاصة الالكتروني أخذ أشكالا جديدة وعديدة في الآونة الأخيرة، منها استخدام تداول العملات الرقمية كواجهة في النصب الالكتروني، والذي أثبت في جميع الحالات أنه نصب واحتيال، وكذلك شيوع استخدام العمليات الخادعة بالبيع والشراء عبر المواقع الالكترونية المزورة، وإرسال رسائل كاذبة توهم الضحية بأنه ربح جائزة كبرى، أو مبلغ مالي ضخم، بحيث تنتهي بعملية احتيال مالي.

    كما تحدث نوفل عن انتشار ظاهرة انتحال شخصية لموظف بنك، والقيام بطلب البيانات الشخصية والسرية التي تخص الحساب البنكي للضحية، وذلك بغرض اختراق حساب الضحية وسرقته، إضافة للتسوق عبر المواقع الالكترونية المزورة والمشبوهة، والتي تعتبر غير آمنة معلوماتياً، مع شيوع طرق إساءة استخدام المعلومات البنكية وسرقتها.

    وأكد أيضاً وجود جرائم التهديد والابتزاز من أجل مطالبة الضحية بأن يدفع المبالغ المالية للجاني، وهذا يكون من الداخل أو الخارج.

    ولفت نوفل إلى أن ثمة بعض المحتالين يستغلون أوضاع الشباب الباحثين عن فرص عمل، فيقوموا بتقديم عروض التوظيف الوهمية، عبر الوسائل الالكترونية وغير الالكترونية، والتي تستدرج الضحايا لتقديم بياناتهم البنكية والمالية، التي من خلالها يقوم المحتال بالاستيلاء عليها.
    وحذر من نوع جديد من الاحتيال المالي، عبر عروض الموجودات الفارهة، والسيارات الحديثة، بأسعار زهيدة تكون أقل بكثير من الأسعار الحقيقية لها، وهي تكون مقدمة لعملية نصب واحتيال مالي.

    وعن حجم الاحتيال المالي الالكتروني بغزة، أكد أن الاحتيال المالي داخل غزة موجود بكثرة، لكن حتى الآن مُسيطر عليه، لافتا إلى أن المباحث العامة تهتم في هذا الملف، حيث أنه يعكس انطباع المجتمعات الاخرى على القطاع، لافتاً إلى وجود العديد من القضايا التي تم انجازها في ملف الاحتيال المالي وتجاوزت المبالغ ملايين الدولارات،

    وبين أن هناك طرق للتعامل مع الاحتيال المالي عن بعد، حيث يتطلب ذلك أيام أو شهور من أجل التوصل للإثبات الفني للوصول للجاني، وهناك جناة فارون من قضايا احتيال مالي، بعضهم تم سجنهم على قضايا احتيال، وبعد خروجهم من السجن سافرو خارج القطاع، وما زالوا يمارسون الاحتيال من الدول المتواجدين فيها، أما داخل قطاع غزة فلا يوجد هاربين، موضحاً أنه لا يوجد أي تعاون مع الدول الأخرى، لضبط هؤلاء المحتالون، وهذا يشكل تحدي أمام الشرطة في غزة.

    ورغم تأكيد نوفل أن الاحتيال المالي في غزة مسيطر عليه، إلا أن الأمر لا يبدو كذلك، فوفق متابعات معدا التحقيق، فخلال العامين الماضيين وقع مئات المواطنين ضحية لقضايا الاحتيال المالي، وضاعت عشرات الملايين من الدولارات جراء تفشي وانتشار تلك الظاهرة، التي لاتزال مستمرة بطرق واشكال متعددة.

    ووفق وآخر إحصائية صدرت عن لمكتب الفني ودائرة التفتيش القضائي في غزّة تشير إلى انه وحتى بداية العام 2020 كان هناك نحو 160 ألف قضية ذمة مالية وتعثر مالي “عدم القدرة على سداد الأموال”، في قطاع غزة، وهذا الرقم تزايد خلال العامين الماضيين.

    ووصف الدكتور عبد الله أبو الهنود، الخبير الاقتصادي والمحاضر في عدة كليات بغزة، ظاهرة الاحتيال المالي بأنها تعتبر من أخطر الظواهر التي باتت تنتشر في القطاع، وقد انتج الفقر الشديد الذي وصل إلى معدلات قياسية في غزة، متجاوزاً 54%ـ وتبعات الانقسام، خلق محتالون جدد، إذ بات البعض يسعى لجني المال حتى لو على حساب النصب والاحتيال على الآخرين، وبعض هؤلاء بارعون، ويتمتعون بقدرات احتيال وإقناع تجعل الضحايا يسلمونهم الأموال وهم مبتسمون.

    كتب: محمود فودة ومحمد الجمل

    هذا التحقيق تم إنجازه ضمن  مشروع “تشجيع الإعلام للكشف وتسليط الضوء على قضايا الفساد”
    تنفيذ ملتقى إعلاميات الجنوب بالتعاون والشراكة مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة أمان.

  • الغاز والوقود.. محطات دون ترخيص وشروط السلامة (مؤجلة)

    الغاز والوقود.. محطات دون ترخيص وشروط السلامة (مؤجلة)

    الملتقى-تحقيق/ لميس الهمص

    بينما تغيب العقوبات الصارمة وتتداخل الصلاحيات تعمل العديد من محطات الوقود والغاز الرسمية والعشوائية دون مراعاة لمعايير الأمن والسلامة ما يعرض حياة العاملين فيها والمحيطين بها للخطر.

    ورغم أن حادثة حريق النصيرات التي وقعت في العام 2021م وأدت لوفاة (25) مواطنًا كانت بمثابة ناقوس خطر دفع الجهات الحكومية للبدء بتصويب إجراءات السلامة، إلا أن غالبية الأطراف ذات الصلة أكدت أن وتيرة العمل تسير ببطء شديد.

    ويستغل بعض أصحاب محطات الغاز والوقود تداخل صلاحيات الجهات الرسمية، وتأخر صدور اللوائح الحديثة الناظمة لعملهم للتهرب من الالتزام بمعايير الأمن والسلامة، فيما تثار الكثير من علامات الاستفهام والشبهات حول استمرار عمل محطات رغم صدور قرار بإغلاقها أو تعليق عملها!

     حوادث خطرة

    القصور في معالجة إجراءات الأمن والسلامة رغم المخاطر الناجمة عنه، كان بداية رحلة التحقيق والبحث في ملف محطات الغاز والوقود ونقاط البيع العشوائية للغاز.

    ففي 17 من مايو 2023م نشب حريق في إحدى نقاط بيع الغاز العشوائية بين المنازل السكنية غرب مدينة غزة.

    وبعدها بأيام قليلة وتحديدا في 23 من الشهر ذاته نشب حريق في نقطة عشوائية أخرى لتعبئة الغاز في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وأدى لإصابة أربعة من عناصر الدفاع المدني تم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج.

    الحوادث الخطرة لم تقف عند هذا الحد بل ضبطت طواقم الدفاع المدني منتصف يونيو خلال حملتها لإغلاق نقاط بيع الغاز العشوائية حفرة غير قانونية مُعدة لتخزين الوقود بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة، تتسع لتخزين مليون لتر.

    حجم التجاوزات الذي تكشف مع حملة الدفاع المدني أظهر مدى الإهمال في ملف محطات الغاز والوقود والممتد لسنوات، حيث وصل عدد نقاط البيع العشوائية للغاز التي أغلقت قرابة 400 نقطة واقعة بين منازل المواطنين، وعملت لسنوات دون رقابة أو منع حقيقي، رغم أنها تمثل خطرا كامنا قد يتسبب بكارثة في أي لحظة.

    ويحظر قانون الدفاع المدني رقم 3 لسنة 1998 تعبئة الغاز بين المواطنين، وفي حال جرى ضبطها فإنه يتم التحفظ عليها وتسليمها للنيابة، وتلزم المادة 133 من نفس القانون بالإغلاق الفوري والكلي لنقاط بيع الغاز العشوائية والمخالفة لشروط السلامة المهنية، والتي تشكل خطراً على حياة العاملين فيها والسكان المجاورين لها.

    ويعد وجود نقاط بيع الغاز والمحطات العشوائية مخالفة لشروط السلامة والصحة استنادا للمادة رقم 90 من قانون العمل رقم 7 للعام 2000 والتي تتعلق بشروط السلامة والصحة المهنية.

    غالبية المحطات لم تكن تراعي شروط السلامة منذ نشأتها ما يعني أن تغيير أحوالها يستلزم وقتا طويلا، وقد يصل لضرورة إغلاقها أو تغيير مكانها.

    جولة ميدانية أجرتها معدّة التحقيق كانت كفيلة بإثبات أن أصحاب نقاط بيع الغاز العشوائية لا يلتزمون بالقرارات ويعملون بنظام (القط والفار) وعدد منهم عاد للعمل بالتحايل على الرقابة مستغلا أوقات التراخي وضعف الرقابة والعقوبات الواقعة عليهم، رغم الإجماع بعدم شرعيتهم وضرورة إغلاق أماكنهم.

     غياب السلامة

    ومع التعمق في البحث وجمع المعلومات وجدت معدة التحقيق أن المشكلة لا تقتصر على نقاط بيع الغاز العشوائية، بل تمتد لمحطات الوقود الغاز التي يعمل عدد كبير منها دون مراعاة لمعايير السلامة والوقاية، وتفاجأت أن العديد من محطات الوقود غير مرخصة حتى اللحظة، والصدمة كانت بأن جميع محطات الغاز غير مرخصة رغم مرور3 سنوات على حادثة النصيرات.

    وتأكدت (الرسالة) أن هناك قرارات صدرت عن الجهات المعنية بإغلاق عدد من محطات الغاز لمخالفاتها لشروط السلامة والوقاية إلا أنها لم تنفذ بذريعة أن القرار تسبب بنقصان كميات الغاز في السوق، وهو ما يمثل تهاونا بتبعات القرار وما يحمله من مخاطر على المواطنين.

    بعض قرارات الإغلاق لا تنفذ رغم صدورها عن المحكمة، و 10% من محطات الوقود الموجودة لا يمكن أن تصوب أوضاعها وفق اللوائح الجديدة ولا حل لها سوى الإغلاق

    وفي حين أن هناك قرارا بمنع تجاور محطات الوقود والغاز في ذات الموقع إلا أن بعضها أوقفت بيع الوقود واكتفت بالغاز غير المرخص حتى هذه اللحظة، مستغلة حالة التراخي وتأخر إعداد لائحة التصويب في ظل وجود مخالفات حول المحطات بقربها من المباني السكنية، حسبما كشفه مصدر خاص (للرسالة).

    ومن التجاوزات الخطيرة التي رصدتها معدة التحقيق عدم تطبيق قرار إغلاق بعض محطات الغاز التي تزود نقاط البيع العشوائية، وهو ما ينذر بمخاطر تطال المواطنين، كما يقول المصدر نفسه.

    عدد محطات الغاز 52 محطة في قطاع غزة، استوفت واحدة منها فقط إجراءات الترخيص المؤقت، بينما توجد 6 محطات لا يمكن تصويبها وصدرت بحقها قرارات اغلاق وفق لجنة التصويب الحكومية إلا أنها لم تنفذ.

    وتأكدت معدة التحقيق خلال متابعتها أن بعض أصحاب المحطات يخالفون التعليمات التي تحظر أي تعامل مع نقاط البيع العشوائية وينقلون الغاز بشاحناتهم إلى أصحاب نقاط الغاز العشوائية ولا يتم محاسبتهم.

    وعلمت (الرسالة) أن إحدى المحطات (تتحفظ على ذكر اسمها) حصلت على إذن بفتح محطة الغاز التابعة لها بعد استصدار قرار من المحكمة الإدارية بإغلاقها بسبب تزويدها نقطة بيع عشوائية، متجاهلة صدور القرار الحكومي القاضي بإغلاق أي محطة لمدة 3 أشهر في حال تزويدها للنقاط العشوائية.

    وتثار العديد من الأسئلة حول سبب إعادة فتح المحطة رغم القرارات السابقة، وتوصيات الدفاع المدني الفنية بخصوصها للجهات النيابية.

    وتبدو المفارقة في أن الملاحقة تتركز على نقاط البيع العشوائية في حين يجري التغاضي عن محطات الغاز التي تزود العشوائيات، وتأكدت معدة التحقيق أن بعض المحطات قائمة على تزويد نقاط البيع العشوائية فقط ولا يوجد لديها أي موزع وهو ما لم تنفه إحدى الجهات الحكومية التي التقيناها خلال العمل وفضلت عدم الكشف عن اسمها.

     مشكلة معقدة

    وفي محاولة رصد أبرز المشاكل التي تشوب ملف محطات الوقود والغاز، يظهر طول أمد الإجراءات الحكومية لإقرار لوائح حديثة تنظم التراخيص وشروط السلامة التي يجب أن تتوفر في المحطات والذي بدأ العمل بها منذ سنتين ولم ينته بعد، بينما المحطات تعمل حتى كتابة سطور التحقيق دون تراخيص.

    فيما كانت المشكلة الأبرز التي رصدها التحقيق عبر مصادر مختصة انتشار نقاط البيع العشوائية وعدم القدرة على السيطرة عليها حتى اللحظة، كما يعد وجود المحطات كأمر واقع المشكلة الأكثر تعقيدا بالنسبة للجهات المعنية.

    يذكر أن غالبية المحطات لم تكن تراعي شروط السلامة منذ نشأتها رغم قدمها ما يعني أن تغيير أحوالها يستلزم وقتا طويلا، وقد يصل لضرورة إغلاقها أو تغيير مكانها.

    جولة ميدانية سريعة كفيلة بإظهار كم المخالفات لمعايير الأمن والوقاية داخل بعض محطات الغاز والوقود، حتى وصل الأمر لأن يكون منها مقام داخل حواصل منازل، أي أنه يجب إغلاقها لأنه لا يمكنها تصويب أوضاعها.

    ووفق الإحصاءات التي حصلنا عليها فإن عدد محطات الوقود في قطاع غزة 188 محطة، منها 7 مغلقة لا يمكن تصويبها، بينما يبلغ عدد المحطات المرخصة بشكل كامل 25 محطة فقط، وجاري تصويب أوضاع 156 محطة.

    عدد محطات الوقود في قطاع غزة 188 محطة، منها 7 مغلقة لا يمكن تصويبها، بينما يبلغ عدد المحطات المرخصة بشكل كامل 25 محطة فقط، وجاري تصويب أوضاع 156 محطة.

    وفي ذات الإطار يبلغ عدد محطات الغاز 52 محطة في قطاع غزة، استوفت واحدة منها فقط إجراءات الترخيص المؤقت، بينما توجد 6 محطات لا يمكن تصويبها وصدرت بحقها قرارات إغلاق وفق لجنة التصويب الحكومية، إلا أن ذلك لم ينفذ ما يترك علامات استفهام حول الملف.

    وبالبحث علمت (الرسالة) أن 8 محطات للغاز أغلقت لعدم مواءمتها لشروط الأمن والوقاية ولكونها تشكل خطرا على المواطنين أعيد فتحها بقرارات شفوية، لأن الحكومة لم تكن جاهزة باللوائح الخاصة بالتصويب، بحسب المصادر، في حين أن ذلك لم يحفز الجهات المعنية بسرعة العمل لاستصدار اللوائح.

    والأخطر في القضية هو ما عرفته معدة التحقيق بأن اللوائح المتعلقة بمحطات الغاز كانت موقعة من الدفاع المدني، والحكم المحلي منذ شهر يونيو من العام 2022م إلا أنها لم تصدر بشكل رسمي حتى نهاية يونيو من العام الجاري وهو ما يثير الاستغراب والاستفهام في ذات الوقت، ويؤكد أن هناك مماطلة في القضية.

    وكانت جمعية أصحاب شركات البترول والغاز في قطاع غزة في العام 2021 قدر حذرت من “نتائج كارثية”، جراء مماطلة هيئة البترول والجهات الرسمية، في ترخيص شاحنات نقل الوقود والغاز، ومحطاتها المعتمدة والمرخصة، منذ عشرات السنين في غزة.

    وأوضحت الجمعية في بيان صحفي، نشرته عبر صفحتها على (فيسبوك)، بأن عدم ترخيص الجهات الرسمية لشاحنات نقل الوقود والغاز، بالإضافة إلى عدم ترخيص المحطات، لا يستند الى أي مسوغ قانوني واضح وجدي، يمنع ذلك.

    وبينت الجمعية خطورة سير الشاحنات وعمل المحطات، بدون ترخيص رسمي، بالقول: “إن عدم الترخيص يترتب عليه انعدام إمكانية التأمين”، الأمر الذي يهدد استثمارات شركاتها وحياة وممتلكاتي المواطنين.

     عدم تنفيذ القرارات

    المخالفات التي ظهرت خلال التحقيق، طرحتها “الرسالة” على طاولة جهاز الدفاع المدني الجهة الأبرز في إدارة الملف، والتقت مدير إدارة السلامة والوقاية فيه العقيد محمد المغير، الذي قال إنهم أقروا مجموعة من الأنظمة بعد حادثة النصيرات منها نظام اللجنة العليا للمنشآت والحرف الخطرة الذي يحدد العمليات الإدارية ما بين المكونات الحكومية للحصول على ترخيص المنشئات.

    الدفاع المدني: اختلاف الإجراءات الجزائية بين المحافظات سبب في استمرار المخالفات

    ولفت إلى وجود لجنة تنسيقية بين المؤسسات المعنية يقع على عاتقها أخذ القرارات بخصوص الحرف الخطرة ومن ضمنها محطات البترول والغاز.

    وبين المغير أن تحديث نظام إنشاء محطات الوقود، تم من خلال لجنة حكومية بالشراكة مع خبراء، وصدر بشكل نهائي في شهر يونيو 2022م، مشيرا إلى أنهم رفعوا تصورا للجهات الحكومية لتعديل لوائح الدفاع المدني، بما يتناسب مع النظام الجديد.

    كما أقرت اللجنة المركزية -حسب المغير- نظام إنشاء محطات الغاز الذي اعتمده مجلس الوزراء خلال الشهر الجاري ويطبق على المحطات الجديدة أو التي سيتم نقلها بسبب ضرورة تصويب أوضاعها.

    أبرز التحديات التي تواجه الدفاع المدني عدم تطبيق التوصيات الصادرة عنه بسبب تقدم المواطنين بدعاوى للمحكمة الإدارية والطعن على الأحكام، واستصدار قرارات بإعادة العمل في المنشآت المغلقة رغم تقديرات الخطر التي تتسبب به تلك المنشآت.

    وأكد المغير أن بعض قرارات الإغلاق لا تنفذ رغم صدورها عن المحكمة، مبينا أن 10% من محطات الوقود الموجودة لا يمكن أن تصوب أوضاعها وفق اللوائح الجديدة ولا حل لها سوى الإغلاق، فيما 50% من المحطات الموجودة مطابقة للمواصفات والباقية يمكنها تصويب أوضاعها.

    ووفق المغير فإن المحطات يجب أن تعمل بقرار من اللجنة المركزية، إلا أن هناك من يتحايل ويكتفي بقرار لجنة محلية وهذا مناف للقانون.

    وأقر المغير بأن العشوائيات تعيد العمل بعد إغلاقها، مرجعا السبب في ذلك لاختلاف الرادع القانوني بين المحافظات وعدم توحيد الإجراءات الجزائية، مؤكدا وجود مخالفات من أصحاب محطات الغاز وبعضها تنقل الغاز بشاحناتها إلى أصحاب نقاط البيع العشوائي.

     غياب الرقابة

    وفي ذات المضمار سلكت معدة التحقيق طريقاً آخر للبحث والتقت عددا من أصحاب محطات الوقود والغاز الذين فضلوا عدم الحديث بأسمائهم للحفاظ على علاقات جيدة مع الجهات الحكومية التي تحدد كميات الوقود الواصلة للمحطات.

    ووصل الأمر لطلب أحد أصحاب محطات الوقود من معدة التحقيق توقيع تعهد خطي بعدم ذكر اسمه في التحقيق لكنها واجهت طلبه بالرفض.

    وأجمع أصحاب محطات الوقود أن إغلاق العشوائيات إجراء صحيح وفيه مصلحة للمواطن، إلا أنهم تحدثوا عن ضرورة أن تكون الرقابة دائمة لأن غالبيتها تعود للعمل.

    وذكر أحد أصحاب المحطات أن وزارة المالية يمكنها أن تساهم في ضبط السوق بعدم تغذية أي محطة تزود العشوائيات بالوقود، مؤكدا أن الدفاع المدني هو الوحيد من يتابع السوق، بينما تغيب الجهات الأخرى عن الرقابة الدائمة وتتواجد في الحملات وعقب الحوادث فقط.

    واشتكى أصحاب المحطات من عدم تمثيلهم في اللجنة الحكومية التي جرى تشكيلها لمتابعة قضية ترخيص محطات الغاز والوقود، معتبرين أن إيقاف التراخيص لمدة تزيد عن عامين فاقم الأزمة.

    بدوره أيد أحمد الحلو رئيس جمعية أصحاب محطات الوقود الحملات التي تلاحق العشوائيات لما فيها من مصلحة للمواطنين.

    محطات الوقود والغاز: نعمل دون ترخيص بسبب الإجراءات الحكومية الطويلة

    ويؤكد الحلو أنهم مع تصويب أوضاع المحطات لكن مع التخفيف على أصحابها بسبب الظروف التي يمر بها القطاع، مبينا أن المتطلبات كثيرة ويجب تخفيفها لكي تتمكن المحطة من إنجازها، وألا تتسبب الحكومة فيما وصفه “تدمير المحطات”.

    ودعا للإسراع في الإجراءات التي طالت وامتدت منذ حريق النصيرات كون العديد من محطات الغاز والوقود تعمل حتى اللحظة دون ترخيص بسبب الإجراءات الحكومية الطويلة.

    واشتكى الحلو من بطء الإجراءات التي تحتاج للعديد من اللجان لإقرارها، مشيرا إلى أن اللوائح الجديدة لم تراع المساحات المتوفرة وخصوصية وضع القطاع.

    وطالب الحلو الدفاع المدني بتخفيف الشكوى للنيابة، مشيرا إلى أنه توجه شخصيا لأكثر من 10 مرات للنيابة بسبب شكاوى الدفاع المدني.

    طلب الحلو نقلته (الرسالة) لمدير إدارة السلامة والوقاية المغير الذي أكد بدوره أنهم أعطوا أصحاب المحطات أكثر من فرصة لتصويب أوضاعهم قبل التوجه للنيابة العامة لكن المحطات لم تلتزم.

    مصدر خطر

    انتقلت معدة التحقيق بالملف لأحد المختصين لتقييم الحالة ولوائح العمل الجديدة التي اعتمدتها الجهات الحكومية لترخيص المحطات والتقت الدكتور نظام الأشقر الذي يحمل درجة أستاذ دكتور في الكيمياء وإدارة المواد الخطرة وأكد أن خطورة الوقود تتباين حسب خصائص كل مادة، وأخطرها الغاز ومن ثم البنزين ويليها السولار.

    وأوضح أن هناك العديد من المحطات أنشأت قبل الزيادة السكانية فأصبح وضعها الحالي يمثل خطورة بعد الامتداد الحضري.

    مختص بالمواد الخطرة: المحطات مصدر خطر ويجب وضعها على أولويات عمل الحكومة

    وبين أن هناك بعض الملاحظات على المحطات التي يجب تسوية أوضاعها لأنها باتت ملاصقة للتجمعات السكانية وتمثل خطورة على السكان.

    ولفت الأشقر إلى أن النقاط العشوائية في تعبئة الغاز يجب أن تنتهي لأن سلامة المواطن أولى، مشيرا إلى أن المقاييس العالمية في معايير الأمن والسلامة تختلف من دولة لأخرى وفق قدرة أجهزة التدخل وإمكانياتها عند حدوث أي خطر.

    ووفق الأشقر فإن قطاع غزة يعاني من كثافة سكانية ومحدودية قدرات جهات التدخل كالدفاع المدني بسبب ضعف الإمكانيات لذا يجب ألا تقل المساحة في أي محطة ما بين حدودها الخارجية مع أي مبنى سكني عن 100 متر.

    ويتبنى الأشقر وجهة النظر التي ترى أن المسافة يجب أن تزيد عن 100 م في محطات الغاز لأن أي سيناريو خطر قد يمتد لأكثر من تلك المسافة، وما دون ذلك فإن هناك خطورة يجب ألا يستهان بها.

    وبالنظر إلى اللوائح التي أقرتها اللجنة الحكومية فإن المسافة لم تتعد الــــ60 مترا وتقل وفقا لاستخدامات الأرض المقامة عليها محطة الوقود.

    وأكد الأِشقر على عدم الاستهانة بالقضية، ووضعها ضمن أولويات العمل الحكومي.

    وحول مشاركتهم كأكاديميين ومختصين في وضع اللوائح أكد أنهم شاركوا في ورشات عمل عديدة لكنهم لم يطّلعوا على النسخة النهائية للوائح.

    ولفت إلى أن المسؤولية عامة وتقع على عاتق كل الأطراف التي يجب أن تراعي سلامة المواطنين، مؤكدا أن تعارض المصالح أعاق الانتهاء من اللوائح ونشرها.

    وشدد الأشقر على ضرورة عدم التعامل في الملف بردة الفعل، وأن تكون الجهات المعنية جاهزة ومستعدة وتطبق الأنظمة واللوائح بحذافيرها.

     لوائح جديدة

    وفي محاولة جديدة لضبط حالة الأمن والسلامة في القطاع قررت لجنة متابعة العمل الحكومي في جلستها رقم (172) والمنعقدة بتاريخ 23/03/2022 تشكيل اللجنة العليا للحرف والمنشآت الخطرة، وتضم: وزارة الحكم المحلي، ووزارة الداخلية والامن الوطني – مديرية الدفاع المدني، ووزارة العمل، ووزارة الصحة، ووزارة العدل، ووزارة الاقتصاد الوطني، ووزارة النقل والمواصلات، ووزارة المالية – الهيئة العامة للبترول، إضافة الى سلطة المياه وجودة البيئة.

    انتقلت معدة التحقيق بأوراق القضية لرئيس اللجنة العليا للمنشآت والحرف الخطرة الدكتور محمد الكحلوت الوكيل المساعد بوزارة الحكم المحلي، الذي بين أن نظام اللجنة العليا للحرف والمنشآت الخطرة اعتُمد في فبراير من العام الجاري، مبينا أن النظام يحدد طبيعة عمل اللجنة وأهدافها والمهام المنوطة بها.

    وعن دور وزارة الحكم المحلي ذكر الكحلوت أن وزارته تترأس اللجنة العليا إضافة الى أن من صميم عمل الوزارة الاهتمام بالاشتراطات التنظيمية للمحطات، ومنح الرخص للحرف المركزية وتجديدها، وأن كل وزارة عضو في اللجنة العليا تهتم بتطبيق لوائحها ليظهر العمل بشكل متكامل.

    ولفت إلى أنهم منحوا محطات الوقود رخصا مؤقتة للعام 2023 إلى حين تصويب أوضاعها وفق نظام إنشاء بيع المحروقات 2022، مبينا أنه تم تشكيل لجان فرعية في كل محافظة مهمتها زيارة الموقع ورفع تقرير بواقع المحطة ومطابقته بالنظام واللوائح الداخلية للجهات المشاركة، ويتم عرض التقرير على اللجنة العليا لاستكمال الإجراءات.

    وبين أن ملاحظات الدفاع المدني التي تتعلق بسلامة المواطنين يتم الأخذ بها عند إجراءات التصويب.

    ووفق الكحلوت فإن نظام إنشاء محطات بيع المحروقات يشمل إجراءات إنشاء محطات جديدة إضافة الى إجراءات تصويب المحطات القائمة، أما محطات تعبئة الغاز المنزلي فتم اعتماد نظام لإنشاء المحطات الجديدة، أما بخصوص محطات الغاز القائمة فقد تم اعتماد لائحة التصويب بشكل منفصل عن النظام وذلك لتسهيل حل الإشكاليات.

    الحديث السابق يزيد من علامات الاستفهام حول عدم منح تراخيص لمحطات الغاز منذ أكثر من عامين بحجة انتظار اللوائح الجديدة، في حال كانت اللجنة ستعتمد على تقييم اللجان الفنية.

    ويؤكد رئيس اللجنة العليا أن إجراءات تصويب أوضاع محطات تعبئة الغاز بدأت، حيث أن اللجان الفنية قد أوشكت على الانتهاء من الزيارات الميدانية وسيتم خلال المرحلة القادمة عرضها على اللجنة العليا لإقرار إجراءات التصويب وإعلام أصحاب المحطات بها.

    وبين أن أي محطة جديدة سيتم ترخيصها وفق نظام محطات تعبئة الغاز المنزلي للعام 2023.

    وأرجع رئيس اللجنة أن السبب في تأخر ترخيص محطات الوقود والغاز بسبب تحديث وتعديل الأنظمة، حيث أن الأنظمة التي تم الترخيص عليها قديمة، وهذا يتطلب بعض الوقت إضافة إلى أن الخبرات في هذا المجال محدودة حيث تم الاستعانة بخبراء في تحديث هذه الأنظمة.

     إجراءات شكلية

    ومن باب المقارنة اطلعت “الرسالة” على اللائحة القديمة لضبط محطات الغاز فلم تجد اختلافا جوهريا بين اللوائح القديمة والجديدة وهو ما يفتح تساؤلا حول السبب في تأخر صدورها.

    التراخي في الملف لسنوات جعل ضبط الحالة صعب جدا، خاصة وأن (الرسالة) علمت أن هناك تعهدات منذ 2010 و2013 من أصحاب المحطات بنقلها لكنها لم تنفذ حتى اليوم، وهو ما يشير إلى وجود إهمال وتقصير في الملف تراكم لسنوات طويلة.

    ولإثبات أن الحلول ممكنة ويمكن تطبيقها على أرض الواقع لتقليل الخسائر لفتت معدة التحقيق إلى حادثة تسرب في أحد خزانات غاز الطهي في مستشفى غزة الأوروبي في ال19 من يوليو للعام الجاري ولم ينتج عنها أي خسائر رغم خطورتها، وعند الاستفسار من مختصين حول الأسباب أكد مدير إدارة السلامة والوقاية المغير أنها تعود لوجود خزانات الغاز تحت الأرض وهو ما يقلل فرضية حدوث خسائر في الأرواح والممتلكات وهو إجراء تنادي به دائرته إلا أنه غير مطبق.

    وفي دراسة أعدها ائتلاف أمان عام 2021م حملت عنوان (واقع قيم النزاهة ومبادئ الشفافية ونظم المساءلة في إدارة قطاع البترول) أوصت بضرورة تفعيل قانون ناظم لإدارة ملف البترول والمحروقات، لضمان الحفاظ على المال العام، وتطويـر وتفعيـل نظـام ترخيـص الموزعين مـع وزارة الحكم المحلي والدفـاع المدني، ووزارة النقـل والمواصلات. وكذلـك تطويـر نظـام ترخيـص مخـازن الوقـود بالشـراكة مـع الحكم المحلي والدفـاع المدني.

    ودعت الدراسة لزيادة مستوى التنسيق الميداني المشترك في الجولات التفتيشية.

    اتجهت (الرسالة) إلى المجلس التشريعي كهيئة رقابة على العمل الحكومي والتقت محمد فرج الغول مقرر لجنة الداخلية والأمن والحكم المحلي بالمجلس التشريعي، الذي أكد أن لهم دورا رقابيا على عمل وزارة الداخلية ومنها جهاز الدفاع المدني، مبينا أنهم راقبوا عملية الترخيص منوها إلى أنه تجري وفقاً للقوانين والأنظمة المعمول بها في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية.

    التشريعي: بعض المخالفين والنقاط العشوائية تحتاج لجهد كبير لكشفها

    وذكر أن التشريعي يراقب من خلال الزيارات الميدانية لجهاز الدفاع المدني، ومن خلال التقارير التي يطلبها المجلس التشريعي من الدفاع المدني، وكذلك من خلال تقارير الرقابة المالية والإدارية التي تصل للمجلس التشريعي، مبينا أنهم يتابعون الشكاوى التي تصل للجنة على الدفاع المدني بهذا الخصوص.

    وحول تعقيبهم على عدم تنفيذ قرارات الإغلاق الصادرة رغم خطورة ذلك قال: الأمر يحتمل عدة أمور أن هناك لجوءا للمحاكم أو التماسات تقدم للجهات المعنية في وزارة الداخلية لإعطاء فرص لتوفيق أوضاع هذه المحطات حسب اللوائح والقوانين المعمول بها.

    وأضاف: “أما الجانب الآخر هناك جهود جبارة ومضنية تبذل من وزارة الداخلية في ملاحقة ومتابعة هذه المحطات غير المرخصة من خلال الحملات التي تجريها وزارة الداخلية، وأغلقت الكثير منها وسحبت تراخيص العديد ومنعت منح تراخيص لعدم توافر الشروط اللازمة للترخيص، لكن مع ذلك تبقى بعض المناطق التي تحتال على القانون.

    وبين أن هناك محلات تعبئة عشوائية يصعب ضبطها وملاحقتها بصورة كاملة، خاصة تلك التي تكون داخل البيوت وغير معلنة وتحتاج لجهد كبير لكشفها. وهذا ما اكتشفته وزارة الداخلية، قائلا: “وبالتأكيد يبقى هناك مخالفون لم تصل لهم يد العدالة بعد”.

    ورغم أن القانون يعطي صلاحيات لأكثر من جهة بالرقابة على محطات الوقود، وإمكانية استصدار قرارات بالإغلاق الإداري للمحطات غير المرخصة والمرخصة في حال المخالفة ولنقاط البيع العشوائية إلا أن تلك الجهات لا تأخذ دورها، وإن جرى ذلك فإن إجراءاتها تكون صورية وفق مصدر قابلته (الرسالة).

    توجهت معدة التحقيق لهيئة الرقابة المالية والإدارية لكنها رفضت التعقيب، وبررت ذلك بأن عملها يبدأ بعد انتهاء الإجراءات الحكومية، كما توجهت بطلب مقابلة الدكتور محمد الفرا نائب رئيس متابعة العمل الحكومي للحديث في القضية التي كانت ضمن أوليات عمله خلال الفترة الماضية وللسؤال عن سبب تأخير اللوائح وعدم إغلاق بعض المحطات المخالفة إلا أنه أكد أن مقابلة رئيس لجنة السلامة العليا تفي بالغرض.

    وأمام خطورة الملف وباعتباره أحد أهم مسببات الكوارث يتوجب على الجهات المعنية التعامل بحزم والإسراع بمنح التراخيص وتصويب أوضاع المحطات وفقا لمعاير السلامة، مع ضرورة إغلاق المخالف مها، وعدم انتظار (أن تقع الفاس بالراس) .

    تحقيق استقصائي ضمن أنشطة مشروع “تشجيع الاعلام للكشف وتسليط الضوء لضايا الفساد تنفيذ اعلاميات الجنوب بالتعاون والشراكة مع ائتلاف أمان

  • في ظل “محاباة” و”كسب غير مشروع” عقود صورية واختلاس في المواد ينذر بانهيار مبانٍ “مغشوشة”

    في ظل “محاباة” و”كسب غير مشروع” عقود صورية واختلاس في المواد ينذر بانهيار مبانٍ “مغشوشة”

    ملتقى إعلاميات الجنوب- تحقيق محمد أبو قمر

    في السابع والعشرين من أبريل/ نيسان 2023، انهار جدار استنادي غُرس على حدود أحد المباني لحمايته؛ تمهيدًا لإقامة مبنى استثماري على أرض ملاصقة له.

    حادثة انهيار ما تعرف بـ”القواديح” للمبنى الواقع جنوب غربي مدينة غزة، والتي وثقتها كاميرا جوال، دفعت الجهات الحكومية المختصة لإخلاء البناية القائمة خشية انهيارها بعدما تضررت قواعدها، وشُكلت على أثرها لجنتي تحقيق للوقوف على الأسباب.

    الكثير من الأسئلة أثارها الانهيار، حول مكامن الخلل التي أدت لتهاوي القوالب الاسمنتية، وفتحت باب البحث في ملف الرقابة على الإنشاءات ومدى الالتزام بشروط ومعايير مواد البناء، ودور الجهات الإشرافية في متابعتها، والتدقيق في شبهات فساد تتمثل في عقود صورية، والحصول على رشاوى، واختلاس أموال، والكسب غير المشروع.

    إشراف صوري

    أولى خطوات البحث انطلقت من شمالي قطاع غزة؛ للوقوف على التفاصيل المطلوبة لإنشاء أي مشروع بناء في محافظات غزة، إذ يقول المهندس (ن) صاحب مكتب هندسي إن عملية البناء تبدأ بتصميم المخطط واعتماده من نقابة المهندسين ومن ثم البلدية التي يقع المبنى داخل نفوذها.

    مهندس إشراف: يوجد عقود صورية ومكاتب وهمية بأختام مبيوعة

    لكن المهندس، الذي فضل عدم ذكر اسمه نظرًا لحديثه “الصريح” كما يقول لوكالة “صفا”، يوضّح أن نقابة المهندسين تشترط وجود عقد إشراف على التنفيذ من مكتب هندسي بالتزامن مع اعتماد المخطط، مؤكدًا أن العقد يكون صوريًا في معظم الأحيان لعدة أسباب. (العقد الصوري يتم بموجبه منح صاحب المبنى عقدًا يفيد بأن المهندس يشرف على مراحل البناء، لكنه فعليًا لا يتابع عمله في الموقع)

    أولى تلك الأسباب، وفق المهندس، أن “المواطن اعتاد الحصول على عقد الإشراف كهدية من المهندس الموكل إليه تصميم المخطط، وعندما ألزمته نقابة المهندسين بدفع مبلغ الإشراف في صندوق النقابة، لجأ المواطن لاتفاق خارجي مع المشرف يقضي باسترجاعه الأموال لاحقًا”.

    أما السبب الثاني فيكمن في أن “الكثير من المواطنين يعتمدون المخططات ويحصلون على تراخيص البلدية، ويؤجلون عملية البناء لسنوات أحيانًا، وبالتالي يصبح عقد الإشراف مجرد حبر على ورق”.

    صاحب مصنع باطون: التلاعب بالكميات ومضاعفة الأرباح تتم غالبًا باتفاق مسبق

    ويرجع (ن) السبب الثالث إلى “عدم اقتناع المواطن بالدفع للمهندس المشرف، إذ يتطلب بناء كل طبقة اسمنتية خمس زيارات للموقع، مقابل 20 دينارًا أردنيا لكل زيارة، أي بمجموع مائة دينار (130 دولارًا) لكل طابق.

    ويشتكي المهندس المشرف من أن البلديات ونقابة المهندسين تُحمل المكاتب الهندسية مسؤولية أي خلل في عملية البناء رغم أن النقابة تحصل على مبلغ مالي مقابل اعتماد كل مخطط وعقد إشراف، وفي نفس الوقت لا تتحمل مسؤولية.

    ومن الأمثلة الشائكة التي يرويها صاحب مكتب الإشراف الهندسي، أن بعض البنايات القديمة لا يوجد لديها مخططات، وفي حال أراد صاحبها استكمال بناء أدوارها تطلب البلدية شهادة “تحمل أدوار” معتمدة من المكتب الإشرافي ونقابة المهندسين، “ولكن غالبًا يحصل عليها المواطن دون فحوصات مسبقة، ومع ذلك تعتمدها النقابة دون التأكد من صحة ما دونه المكتب الهندسي”.

    المشاريع الاستثمارية

    في حلقة نقاش جمعت عددا من المهندسين، استمع معد التحقيق إلى بعض “خفايا التلاعب الذي يصعب كشفه” في بناء المنشآت، والذي يقوم أساسه على مقولة متداولة بين المهندسين، يتخذها البعض قاعدة للعمل، وهي “الباطون سره باتع”، أي أن الباطون قوي ويتحمل الكثير وفرضية انهياره معدومة حتى لو تم تخفيف المواصفات.

    ولم ينف المهندسون وجود عقود إشرافية صورية، تقدم كهدية إضافية عند إنجاز مخططات المباني.

    صاحب مصنع “بلوك”: بالتجربة لا يمكن ضبط المخالفات، لأنها متشعبة

    وتحدث أحد المهندسين عن “تواطؤ” بين شركات الباطون والمقاول المنفذ، بأشكال مختلفة، بأن يطلب المقاول كمية باطون أكبر من حاجته، وضرب مثالًا على ذلك بالقول: “من الممكن أن تكون كمية الباطون المطلوبة للطابق 25 كوبًا، لكن المقاول يطلب 30؛ وبالتالي يكون هناك ثمن خمسة أكواب فائضًا! (سعر كوب الباطون 330 شيقل أي ما يعادل89$).

    ويجزم أن تقاسم أي مبلغ فائض نتيجة التلاعب بالكميات والمواصفات “يكون باتفاق مسبق بين الجهات الشريكة”.

    وتتفق آراء المختصين أن المشكلة الأكبر تكمن في المشاريع الاستثمارية التي يكون هدف أصحابها تحقيق القدر الأكبر من الربح، على خلاف البنايات الخاصة التي يحرص أصحابها على متابعة الالتزام بالمواصفات والمعايير.

    مشرف مشاريع: الملف شائك وتغيير المواصفات يزيد الأرباح

    ويجزم مختصون أن “فرصة الغش في المشاريع الكبيرة تكون أكبر بكثير لأن أي تغيير في المواصفات يوفر الكثير من المبالغ المالية”.

    ويلفت صاحب مكتب الإشراف الهندسي، الذي تحفظ على ذكر اسمه، إلى أنه تابع ذات مرة إشكالية ظهرت أثناء العمل في الطابق الرابع لمبنى من المفترض أن يصل إلى ثمانية طوابق، ويمتد على مساحة ألف متر، حين تقوّس سطحه بمقدار خمسة سنتيمترات؛ ليتبين فيما بعد أن الحديد الذي تم استخدامه مخالف لما هو بالمخطط، وتم تخفيفه “بشكل مبالغ فيه”.

    ويقول المهندس: “لو تم استبدال الحديد عيار 12 ملم بآخر عيار 10 فهذا يوفر ثلاثة آلاف شيقل (830$) في كل طابق، أي سرقة 6640$ في ثمانية طوابق، وهذا من الحديد فقط”.

    ويدلل صاحب مكتب الإشراف الهندسي في المثال السابق على العلاقة غير السليمة بين المقاول المنفذ ومهندس الإشراف في بعض الأحيان.

    مدير مختبر: مختبرات تتنازل عن النزاهة لكسب المقاول

    ومع أن أصحاب المهن المتعلقة بالبناء رفضوا الإفصاح عن أسمائهم، إلا أن معد التحقيق يحتفظ بجميع التسجيلات التي تؤكد حديثهم.

    كسب غير مشروع

    انتقل معد التحقيق إلى جنوبي قطاع غزة ليلتقي بصاحب مصنع طوب “بلوك”، الذي جزم بدوره وجود غش بطرق متعددة، بهدف توفير مبالغ مالية يتم تقاسمها بين الأطراف المستفيدة؛ ولحساسية الملف المطروح وافق صاحب المصنع على الحديث شريطة عدم ذكر اسمه.

    ويقول صاحب المصنع  “حسب التجربة، لا يمكن ضبط مخالفات البناء والمقاولات، لأنها متشعبة، ويشترك فيها أكثر من طرف”.

    هيئة المكاتب: بعض البلديات تعتمد عقود إشراف دون ختم نقابة المهندسين

    ويلفت الرجل إلى أن “تخفيف سُمك سقف الباطون سنتيمتر واحد فقط، يوفر الكثير من الكميات، وفي هذه الحالة تتشابك حلقات الاستفادة بين طرف أو أكثر، من بينهم المقاول المنفذ، وصاحب مصنع الإسمنت، وسائق شاحنة الباطون، والمهندس المشرف”.

    وكشف صاحب المصنع عن “اتفاق علني بات معروفًا في قطاع الإنشاءات يقضي بحصول المقاول على عشرة شواقل (نحو 3 دولارات) على كل كوب باطون، مقابل توجيهه صاحب المبنى لمصنع إسمنت بعينه”.

    ويشير الى أن كوب الباطون يتطلب 1250 كيلو حصمة، لكن في الكثير من الأحيان يتم الاكتفاء بـــ1100 فقط، “أي أنه يتم سرقة 150 كيلو حصمة في كل كوب. (سعر طن الحصمة 120 شيقل – نحو 32$)

    وكسابقيه، يجزم صاحب المصنع أن التلاعب بالكميات والمواصفات يزداد في المشاريع الكبيرة، لعدة أسباب، أهمها، أن شركات المقاولات تضطر للدخول بمناقصات يصفها بـ”الخاسرة”، وتخفيض مبالغها لضمان رسوها عليهم.

    ولتعويض الخسائر أو زيادة الأرباح تلجأ الشركات للتلاعب في الكميات والمواصفات، ولاسيما أن ذلك يوفر مبالغ كبيرة نظرًا لحجم المشاريع الضخمة.

    غياب المشرف

    بالعودة إلى حادثة انهيار الجدران الاستنادية (القواديح) التي بقيت تحت مجهر التحقيق، قابل معد التحقيق رئيسي لجنتي التحقيق التي تم تشكيلهما عقب الحادثة مباشرة.

    نقيب المهندسين: أحيانًا لا يتم الالتزام بالمخططات التي تم اعتمادها

    نقيب المهندسين محمد عرفة رئيس اللجنة الفنية التي شكلتها وزارة الأشغال العامة والإسكان للتحقيق بأسباب الانهيار، يقول إن اللجنة لم تنه عملها بعد (حتى إجراء المقابلة في 11 يوليو/ تموز 2023)، “لكن في بعض الأحيان لا يتم الالتزام بالمخططات التي تم اعتمادها، ويمكن أن يطرأ تغيير على بعضها”.

    ويشير إلى أنه “من باب التسهيل على المواطنين تمنح البلديات ترخيصًا مؤقتًا مع بداية الحفر لحين استكمال الترخيص، ويمكن أن يحفر صاحب المنشأة دون حصوله على جميع التراخيص المطلوبة”.

    ويكشف نقيب المهندسين أن سبب حادثة الانهيار يعود إلى أن “القواديح” لم تتحمل الأحمال الملقاة عليها، نتيجة خلل في التصميم والإشراف على البناء، وكان من المفترض أن يكون طولها 12 مترًا، لكن ما تم تنفيذه أقل من ذلك.

    ويضيف عرفة “يجب ألا يقتصر دور البلديات على الارتدادات، وإنما متابعة الهيكل الإنشائي، ونحن في إطار بناء منظومة متكاملة للإشراف بالتعاون مع الحكم المحلي”.

    وبالانتقال إلى وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان السابق في غزة ناجي سرحان، الذي يترأس اللجنة الثانية المنوط بها تحديد المسؤوليات عن الحادثة، فإنه يقول إن هناك ثلاثة مستويات يُلقى على عاتقها المسؤولية.

    رئيس لجنة تحقيق: الجميع عليه مسؤولية، وندرس من تجاوز بشكل أساسي

    وتساءل، في إشارة إلى الجهات الثلاث: “هل قدّم المصمم تصميمًا صحيحًا؟، وهل عمل المشرف حسب المخططات؟، وهل اتّبع المقاول التعليمات أو تجاوزها”؟

    ويؤكد سرحان أن “الجميع عليه مسؤولية، لكن اللجنة تدرس من الذي تجاوز بشكل أساسي، وعلى من يقع الخلل”.

    شبهة فساد

    بعد عملية بحث وتنقيب معقدة لإثبات الفرضية التي تعززها شهادات المختصين، والنبش في الكثير من المعلومات التي جمعتها وكالة “صفا” على مدار ثلاثة أشهر، وصل معد التحقيق إلى مشروع حكومي قيد الإنشاء في جنوبي القطاع.

    وبوجود فني مختص، كشف التحقيق عن استخدام حجارة “كسارة” (حجارة معادٌ تدويرها من مخلفات الأبنية) في أعمال البناء، رغم أن ذلك مخالف للعقود والنظام الذي يمنع استخدامها نظرًا لضعفها مقارنة بالحجارة المصنعة من الحصمة.

    WhatsApp Image 2023-08-19 at 12.51.21 PM.jpegووثق معد التحقيق البناء شبه المكتمل؛ مما أثار الكثير من علامات الاستفهام والتساؤلات حول أسباب استخدام حجارة “الكسارة”، ولماذا تم استخدام الحجارة المخالفة للشروط؟، وأين الجهات الإشرافية والرقابية من ذلك ولاسيما أن عملية البناء تستغرق عدة أشهر؟ وأين يذهب فارق السعر؟

    اللجان الشعبية: نتابع البناء في المخيمات في ظل غياب الجهات الإشراقية

    حمل معد التحقيق هذه الاستفسارات وطرحها على طاولة البحث مع مهندس مختص يعمل منذ سنوات في الإشراف على مشاريع مماثلة.

    ويقول المهندس، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأن “الملف شائك”، على حد تعبيره، إن: “فرق السعر بين حجر الحصمة والكسارة يصل إلى نصف شيقل تقريبًا- في كل حجر- على اختلاف أحجام الحجارة المستخدمة”.

    وبحسب “جدول الكميات” في مفتاح العقد الملزم للمقاول، فإنه يجب أن تكون قوة الكسر (التحمل) للحجر 35 كيلو جرامًا لكل سنتيمتر مربع، لكن حجر الكسارة يمكن أن يصل إلى 20 فقط، أي لا يتجاوز المعايير المطلوبة.

    ونظرًا لمسؤوليتها المهنية نتحفظ على ذكر اسم المشروع منعًا لأي آثار يمكن أن تترتب على ذلك، لكنها وضعته على طاولة أعلى جهة إشرافية حكومية ذات صلة بالمشروع، والتي شددت بعد لقائها معد التحقيق على أنها “تتابع الأمر وكل التفاصيل الواردة إليها حوله بجدّية”، وستتخذ الإجراءات الكفيلة بمنع أي تجاوزات”.

    في مكتبه بمدينة غزة التقى معد التحقيق بمدير عام الرقابة على الشؤون الهندسية في ديوان الرقابة المالية والإدارية إيهاب الريس، وناقش معه آليات الرقابة على المشاريع الحكومية.

    ويقول الرئيس: “دورنا يكمن في الرقابة على إجراءات المشاريع الممولة حكوميًا، بداية من طرح المناقصات والتأكد من إجراءات الشفافية في استقطاب العروض، مرورًا بالتدقيق على مراحل تنفيذ المشاريع، والمستخلصات وفحص المواد حسب الأصول، وحتى الاستلام الابتدائي ومن ثم النهائي للمشروع”.

    أما في حال كان المشروع ممول خارجيًا، فتتابع الشؤون الهندسية بديوان الرقابة إجراءاتها الرقابية مع الجهة الحكومية المالكة للمشروع، وفق الريس.

    ويشدد في حديثه على أن “أي ملاحظة عن شبهات فساد أو خلل في الإجراءات خلال تنفيذ المشاريع، يتم التحقيق فيها فورًا، ويتحمل مسؤوليتها المهندس المشرف”. وفي حادثة سابقة وقعت في الثامن من فبراير 2022، انهار مبنى قيد الإنشاء قرب ميناء الصيادين غرب مدينة غزة.

    ديوان الرقابة: نتابع أي معلومة تصلنا عن خلل في المشاريع

    كما انهار في منتصف شهر فبراير/ شباط 2016 سقف مبنى قيد الإنشاء تبلغ مساحته 1200 متر مربع داخل جامعة الأقصى الحكومية بخان يونس، توفي على أثرها العامل كامل نعيم عبيد (35 عامًا)، وأصيب 21 مواطنًا غالبيتهم من عمال البناء، جراء الانهيار أثناء “صبة الباطون”.

     مكاتب وهمية

    في محاولة الإمساك بجميع خيوط الملف، تنقل معد التحقيق بين العديد من محافظات القطاع بحثًا عن شهادات فنيين ومختصين، وتمّكن من مقابلة مهندس إشراف كشف عن “خفايا خطيرة”، أبرزها وجود مكاتب وهمية يبيع فيها المهندس ختمه المرخص، وهو لا يعمل في المكتب، ولا علاقة له بإنجاز المخططات وعقود الإشراف.

    ويشدد المختص على أن “حل المشكلة يكمن في أن توقف البلديات أعمال البناء في حال غياب المهندس المشرف خلال جولاتها، وألا تقتصر رقابتها على الالتزام بالمخططات والتراخيص فقط”.

    أما صاحب مصنع “البلوك”، فيقول إنه القائمين على المشاريع والبنايات الاستثمارية وأحيانًا أصحاب المنازل يشترطون أخذ عينة من الباطون لفحصها في المختبرات للتأكد من مطابقتها المعايير”، لكنه يكشف أن “بعض أصحاب مصانع الباطون يلجؤون لطرق التفافية لإنجاح فحص العينة؛ بهدف إخفاء التلاعب في المواصفات”.

    ويوضّح أن “الفساد يكمن في أخذ القائمين على المصنع عينة الاختبار قبل إضافة الكثير من الماء إلى الباطون؛ لزيادة كميته، وفي أحيان أخرى يتم إضافة القليل من الإسمنت على العينة لضمان نجاحها”.

    صاحب مصنع باطون سابق، قابله معد التحقيق، يرفع النقاب أيضًا عن “كواليس الغش” التي يمارسها بعض أصحاب المصانع، مؤكدًا أن “المصانع لا تخضع لرقابة على مدار الساعة، وتقتصر جولات التفتيش على متابعة الموازين فقط”.

    ويشرح التفاصيل بقوله: “كل كوبٍ من الباطون يحتاج 1250 كجم حصمة، وهو ما يعرف برمز B250، ثم يُضاف عليه 600 كجم من الرمل ليصبح الوزن الإجمالي 1850 كجم، لكن فعليًا لا تلتزم المصانع بهذه المعايير، وتكتفي بوضع 1150 كجم من الحصمة فقط، رغم أن المواطن يسدد ثمن B250.

    ويضيف “في هذه الحالة يوفر المصنع 100 كجم من الحصمة في كل كوب، أي بمجموع 1000 كجم (طن) في 10 أكواب من الإسمنت”.

    210 مكتب إشراف هندسي في محافظات غزة

    وبحسب صاحب المصنع، الذي نتحفظ بتسجيل مقابلته، يحتاج كل كوب باطون 300 كجم من الإسمنت، وتكتفي المصانع بــ250 فقط، لكنه يشدد على أن “الغش غالبًا يكون في الحصمة”.

    ويشير إلى أن التلاعب بالكميات ومضاعفة الأرباح بطريقة غير مشروعة “تتم غالبًا بالاتفاق بين المقاول والمصنع، بحيث يحصل المقاول على نسبة من مالك المصنع مقابل ذلك”.

    ويؤكد أنه “من السهل الالتفاف على الرقابة والإشراف بالطرق المذكورة سابقًا، وغيرها”.

    غياب النزاهة

    على طاولة الجهات الفنية المختصة التقينا بأحمد الكرد المدير السابق لمختبر فحص المواد والتربة بالجامعة الإسلامية، وهو واحد من خمس مختبرات متخصصة في القطاع.

    ويعتقد الكرد أن الإشكالية الأكبر في المشاريع، تعود لضعف موقف المهندس المشرف أمام المقاول المنفذ.

    وفي التفاصيل يقول الكرد، الذي أدار مختبر الجامعة في الفترة الواقعة بين عامي 1995 و2013: “يتقاضى المهندس المشرف في معظم المشاريع ساعاته الإضافية التي يقضيها في الرقابة على العمل، من المقاول المنفذ، ونظرًا لراتبه المنخفض هذه الأيام، وحاجته لصرف الساعات الإضافية، فإنه يضطر للتساهل في عملية الإشراف، وهنا تكمن المشكلة”.

    أما الأمر الآخر، وفق الكرد، فيكمن في أن “المقاول المنفذ منوط به حاليًا إجراء الفحوصات المخبرية؛ لذلك يتردد على المختبرات التي تمنحه نتائج ناجحة دومًا، وتتنازل عن النزاهة بهدف الحفاظ على المقاول كزبون دائم”.

    ويشدد على أنه “لا يعقل نجاح جميع العينات في مشروع كبير”، مرجعًا سبب ذلك لضعف موقف المهندس المشرف مقابل ما وصفه “تغول” المقاول عليه.

    ويطالب الكرد بمعالجة الأمر من خلال إجراء الفحوصات عبر الجهات المالكة وليس المقاول.

     تجاوزات

    لملم معد التحقيق أوراقه وانتقل بها إلى الجهات المختصة، وناقش معها جميع الملاحظات التي وردت من الفنيين.

    رئيس هيئة المكاتب والشركات الهندسية في نقابة المهندسين زهير مدوخ، يقول إن متطلبات الترخيص في البلديات تجبر مالك البناء على توفير عقد إشراف مع المخطط، لذلك لجأت بعض المكاتب لمنح المواطنين عقودًا صورية كهدية مع مخطط التصميم.

    تحصل نقابة المهندسين على عائد مالي مقابل اعتمادها المخططات، يحدده تعليمات ممارسة المهنة المقر في مارس 2004

    ووفق مدوخ؛ فان النقابة طالبت البلديات بالفصل بين مرحلة المخططات وعقود الإشراف، لكنها أصرّت على وجودها مجتمعة، معتبرًا ذلك “خللًا في العمل”.

    ويعترف بوجود عقود إشراف وهمية، تحاول النقابة تجاوزها من خلال منح المواطن خصم 50% على عقود الإشراف.

    ويؤكد أن بعض البلديات تعتمد عقود إشراف دون ختم نقابة المهندسين، “في إجراء مخالف للنظام المعمول به”.

    وفي رده على أن اعتماد نقابة المهندسين عقود الإشراف يضعها أمام مسؤوليتها بالتأكد من أنها ليست صورية، يقول مدوخ: “الطواقم الفنية العاملة في نقابة المهندسين محدودة”.

    ويشير إلى أن “بعض المشكلات ظهرت في عدم تنفيذ المخطط أثناء العمل؛ لذلك فعّلت النقابة منذ أغسطس/ آب 2022 الإشراف الإلزامي الكامل على المباني الاستثمارية والعامة، والإشراف الجزئي على المباني الخاصة”.

    ويلفت إلى أن “النقابة تعكف على إنشاء مكتب فني لتشكيل طاقم مشرف على الإشراف الفعلي بالميدان”، كاشفًا عن “وجود معيقات لذلك، منها ضعف التنسيق بين وزارة الحكم المحلي وعدد من البلديات”.

    38 مصنعًا للباطون في قطاع غزة

    وستكون من مهام المكتب الفني الجديد متابعة مطابقة المخططات للتنفيذ، ومنع الغش، وخاصة في المباني الاستثمارية؛ لأن هدف المستثمرين تحسين هامش الربح والتوفير على حساب الجودة، وفق رئيس هيئة المكاتب والشركات الهندسية في نقابة المهندسين.

    وفي إجابته على الاستفسارات التي جمعها معد التحقيق، يُقر مدوخ بـ”بيع بعض المهندسين أختامهم”، مشيرًا إلى أن “النقابة تفرض عقوبات على من يثبت تورطه، بما في ذلك إغلاق المكاتب الهندسية لفترات متفاوتة”.

    ويشير إلى أن “بعض مهندسي البلديات يوجّهون المتعاملين إلى مكاتب هندسية معيّنة لهم فيها نصيب أو يحصلون منها على نسبة، وأحيانًا يتفقون مع مهندسين آخرين لترخيص مكاتب لهم لكن بعيدًا عن أسمائهم؛ لأن القانون يمنعهم من فتح مكاتب خاصة بهم”.

    ويضيف “بعض مهندسي البلديات يوهمون الناس أن بإمكانهم مساعدتهم في إصدار تقليص الارتداد ومنحهم بعض الخصومات مقابل التعاقد مع مكاتب بعينها، وهذا يندرج تحت مسمى “تضارب المصالح”.

    وفي هذا السياق يشير مدير عام الرقابة على الشؤون الهندسية في ديوان الرقابة المالية والإدارية، الى أن عددًا من مهندسي البلديات كان لديهم مكاتب هندسية سابقًا، “لكن هذا الأمر تم منعه”.

    ولم يستبعد الريس توجيه بعض مهندسي البلديات المتعاملين لمكاتب محددة، لكنه يؤكد أن “هذا يحتاج مبادرة من المواطنين وتقديم شكوى ضدهم”، في وقت لم تصلهم أي شكوى بالخصوص.

    وجاء في دراسة أعدتها الباحثة هديل رزق للائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة-أمان؛ أن “تعارض المصالح” من مؤشرات الفساد، وهو الموقف الذي تتأثر فيه موضوعية واستقلالية قرار موظف في الوظيفة العامة بمصلحة شخصية مادية أو معنوية تهمه، أو عندما يتأثر أداؤه للوظيفة العامة باعتبارات شخصية مباشرة أو غير مباشرة أو بمعرفته بالمعلومات التي تتعلق بالقرار.

    450 مصنعًا لـ”البلوك” في قطاع غزة

    ويكشف مدوخ أن “مكتبًا هندسيًا اعتمد مخططات بمواصفات عالية تكفي لإقامة مبنى أرضي وسبعة طوابق، لكن عند التنفيذ تم تغيير المواصفات، وأصبحت لا تحتمل أكثر من ثلاثة طوابق فقط، وهذا غش بهدف التكسب غير المشروع”.

    ولم يخف رئيس هيئة المكاتب في النقابة وجود صفقات في بعض الأحيان بين مقاولين ومهندسي إشراف للحصول على نسبة من المبالغ التي يتم توفيرها بتخفيف الحديد والباطون.

    ويقول: “صوّبنا الأداء في نحو 10 مبانٍ استثمارية في غزة، ووجدنا فروقًا في المواصفات، والبلديات أيضًا أغلقت عددًا من المكاتب الهندسية”.

    ويطالب مدوخ البلديات بإيقاف العمل في المباني حال لم تجد مهندس إشراف خلال جولاتها التفقدية، وألا يقتصر عملها على متابعة الارتدادات.

    خارج الإشراف

    المفاجأة أن عمليات البحث والتحري التي نفذها معد التحقيق، أظهرت غياب جميع الإجراءات السابقة للتراخيص والإشراف عن منازل ومباني مخيمات غزة الثمانية التي يقطنها أكثر من نصف سكان القطاع، على اعتبار أنها لا تخضع لنفوذ البلديات.

    وتتولى “اللجان الشعبية” متابعة البناء في المخيمات في ظل غياب الجهات الإشرافية وحدوث عدد من الإشكاليات، مما دفعها للتدخل لضبط الحالة كما يقول عبد الناصر المقادمة رئيس اللجنة الشعبية لشؤون اللاجئين في مخيم جباليا.

    وتتابع اللجان الشعبية مخططات البناء من خلال لجنة فنية مختصة، بهدف الوصول لدرجة أمان في المباني، لأن أي خلل في المخيمات يمكن أن يؤثر على عدد كبير من السكان.

    ووفق المقادمة؛ تُقدّم الاستشارة مجانًا للاجئين، لكن يدفع اللاجئ ما قيمته 2.5 شيقل على كل متر مربع سواء بالطابق الأرضي أو الطبقات المتعددة، مع خصم 30% من إجمالي المبلغ الذي يذهب لتسديد رواتب ثلاثة موظفين (مهندس وفنيين اثنين). (بحاجة للتأكد من أن إعادة الصياغة لم تُخل بالمعلومات)

    ويعترف المقادمة أن ثلاثة موظفين عدد قليل مقارنة بحجم البناء في مخيم جباليا الأكبر مساحة في القطاع، “لكنهم يحاولون تغطية جميع المتطلبات”.

    وبحسب اللجان الشعبية؛ بدأ العمل في تنظيم البناء بالمخيمات منذ عام 2010، واتخذ قرار بالتشديد عليها عام 2016، وتم تحديد البناء داخل المخيمات بطابق أرضي وأربع طبقات إضافية بارتفاع 18 مترًا بحد أقصى.

    وقبل أن يُطوى ملف التحقيق، وفي إطار البحث كشفت مصادر خاصة لوكالة “صفا”، أن أحد مساجد شمالي القطاع (نتحفظ على ذكر اسمه) لم تحتمل الطبقة الأولى منه “البدروم” استكمال البناء بسبب ضعفها؛ ما اضطر القائمين على المشروع لحفر قواعد خارجية واستكمال البناء.

    الحوادث السابقة وغيرها تُبقي شبهات الفساد مفتوحة على مصراعيها، في انتظار إقرار آليات عمل تضع حدا للتلاعب بالمواصفات، وتجاوز المعايير، واختلاس الأموال، والكسب غير المشروع.

    التحقيق تنفيذ ملتقى إعلاميات الجنوب بالتعاون والشراكة مع ائتلاف امان
    ضمن مشروع “تشجيع الإعلام في الكشف وتسليط الضوء على قضايا الفساد

  • اختتم ملتقى إعلاميات الجنوب مدرسة الصحافة الاستقصائية لعام 2023

    اختتم ملتقى إعلاميات الجنوب مدرسة الصحافة الاستقصائية لعام 2023

    اختتم ملتقى إعلاميات الجنوب مدرسة الصحافة الاستقصائية لعام 2023

     اختتم ملتقى إعلاميات الجنوب، مدرسة الصحافة الاستقصائية للعام الخامس على التوالي، وذلك ضمن مشروع “تشجيع الإعلام للكشف وتسليط الضوء على قضايا الفساد” الذي ينفذه ملتقى الاعلاميات و بالتعاون والشراكة مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة ـ أمان، والممول من حكومات النرويج وهولندا ولكسمبورغ، بمشاركة 25 خريج وخريجة من كليات الإعلام بجامعات قطاع غزة .

    والذي استمر التدريب ست أيام متتالية، بواقع 36 ساعة تدريبية، بمشاركة 25 صحفي وصحفية  وخريجين كليات الإعلام في قطاع غزة، وقد اشتمل التدريب على عدة مواضيع، أبرزها مفاهيم الفساد وأشكاله وتأثيره على ادارة المال والشأن العام، ومفاهيم مكافحة الفساد ومؤشرات النزاهة والمساءلة والشفافية في إدارة المال والشأن العام بالإضافة إلى دور وسائل الاعلام في مكافحة الفساد، وتطرق التدريب إلى السلامة المهنية والقانونية عند انتاج تحقيق استقصائي متعلق بشبهات فساد.

    منسقة المشروع صابرين ابو ختلة:

    وأضافت منسقة المشروع، صابرين ابو ختله، “بأن مدرسة الصحافة الاستقصائية لعام 2023

    تهدف إلى بناء قدرات الصحفيين الجدد بأثر الفساد على الحقوق الأساسية، وسبل توظيف مهارات

    تحليل وتشخيص بيئة العمل بالإضافة إلى تطوير أفكار وفرضيات لتحقيقات استقصائية ذات علاقة

    بمكافحة الفساد وتعزيز نظام النزاهة الوطني وذلك من خلال برنامج تدريبي مكثف يتبعه مخيم لإعلامي الإستقاصي لعام 2023.

    إعلامي استقصائي.

    وتخلل التدريب تطبيق عملي على “بناء فرضيات متعلقة بشبهات فساد بالتحقيقات الاستقصائية والذي تركز على جوانب تطبيقية عملية، وبعض الأنشطة اللامنهجية الهادفة.

    مقالتنا مركز سوا الاخبارية

    ملتقى إعلاميات الجنوب يطلق مدرسة الصحافة الاستقصائية للعام الخامس

     

  • ملتقى إعلاميات الجنوب يطلق مدرسة الصحافة الاستقصائية للعام الخامس

    ملتقى إعلاميات الجنوب يطلق مدرسة الصحافة الاستقصائية للعام الخامس

    يطلق ملتقى إعلاميات الجنوب مدرسة الصحافة لعام 2023

    أطلق ملتقى إعلاميات الجنوب، مدرسة الصحافة الاستقصائية للعام الخامس على التوالي، وذلك ضمن مشروع “تشجيع الإعلام للكشف وتسليط الضوء على قضايا الفساد” الذي ينفذه ملتقى الاعلاميات بالتعاون والشراكة مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة ـ أمان، والممول من حكومات النرويج وهولندا ولكسمبورغ، بمشاركة 25 خريج وخريجة من كليات الإعلام بجامعات قطاع غزة .

    كلمة مديرة الملتقى :

    وافتتحت المديرة التنفيذية لملتقى إعلاميات الجنوب، ليلى المدلل بالتعريف عن الملتقى، الذي تأسس بجهود إعلاميات في المنطقة الجنوبية متحديات الصعاب ونظرة المجتمع، مشيدةً بالشراكة مع ائتلاف أمان والتي تهدف الى اشراك مؤسسات المجتمع المدني في جهود مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد والمساءلة على إدارة المال والشأن العام.

    وأشارت المدلل بأهمية الصحافة الاستقصائية في مكافحة الفساد وأن مدرسة الصحافة الاستقصائية تهدف الى تعزيز انخراط الصحفيين الجدد في جهود مكافحة الفساد وتعزيز نظام النزاهة الوطني والرقابة على الشأن العام في قطاع غزة، من خلال تطوير قدرات ومهاراتهم ورفع وعيهم بدور الإعلام في دعم جهود مكافحة الفساد والرقابة على النزاهة السياسية وتحسين الفهم لديهم حول دور الإعلام كركيزة منظومة النزاهة ومكافحة الفساد، مما يعزز توجهاتهم في إنتاج تحقيقات استقصائية ذات علاقة بشبهات فساد.

    منسقة المشروع صابرين ابو ختلة:

    وأضافت منسقة المشروع، صابرين ابو ختله، “بأن مدرسة الصحافة الاستقصائية تهدف إلى بناء

    قدرات الصحفيين الجدد بأثر الفساد على الحقوق الأساسية، وسبل توظيف مهارات تحليل وتشخيص

    بيئة العمل بالإضافة إلى تطوير أفكار وفرضيات لتحقيقات استقصائية ذات علاقة بمكافحة الفساد

    وتعزيز نظام النزاهة الوطني وذلك من خلال برنامج تدريبي مكثف يتبعه مخيم إعلامي استقصائي.

    وأكدت ابو ختله على أن المنهجية التي سيتم اتباعها منهجية تفاعلية تشمل العيش الحر، المجاورة،

    الأنشطة الحركية، والتي بدورها سيتم التوازن بين الجانب العملي التطبيقي والجانب النظري وترك

    مساحة مناسبة للمشاركين لإنتاج مقترحات تحقيقات استقصائية حول قضايا مرتبطة بشبهات فساد.

    ونوهت أبو ختله ونوهت أنه خلال أنشطة العام الحالي سيتم تنفيذ مخيم إعلامي وإنتاج تحقيقات

    استقصائية من خلال تقديم الدعم الفني والمالي للصحفيين/ات الاستقصائيين/ات بالإضافة إلى إطلاق

    ملتقى رواد الاستقصاء الحر والذي سيعقد سنويا ،

    بمشاركة الاستقصائيين وصناع القرار ونخب سياسية ومفكرين وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص لمناقشة نتائج التحقيقات.

    كما سيتضمن المشروع أنشطة أخرى منها إنتاج فيديوهات رقمية حول النزاهة الإعلامية ودراسة بحثية حول واقع نزاهة المؤسسات الإعلامية المحلية في مكافحة الفساد.

  • ملتقى إعلاميات الجنوب يختتم مشروع “رؤى المستقبل من أجل اعلام رقمي مبتكر ومستدام”

    ملتقى إعلاميات الجنوب يختتم مشروع “رؤى المستقبل من أجل اعلام رقمي مبتكر ومستدام”

    ملتقى إعلاميات الجنوب – رفح

    ملتقى إعلاميات الجنوب يختتم مشروع “رؤى المستقبل من أجل اعلام رقمي مبتكر ومستدام”

    على شرف الثامن من آذار ويوم الإعلامية العربية احتفل ملتقى اعلاميات الجنوب باختتام مشروع “رؤى المستقبل من اجل اعلام رقمي مبتكر ومستدام” الذي نفذه بتمويل من المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية EED، وبحضور مسؤولين وممثل عن نقابة الصحفيين ونشطاء وإعلاميين ومندوبين عن المؤسسات الأهلية والإعلامية.

    ملتقى إعلاميات الجنوب يختتم مشروع

    وفي كلمتها رحبت أ. ليلى المدلل مديرة ملتقى إعلاميات الجنوب بالحضور وشكرتهم على مشاركتهم

    الاحتفال كما قدمت الشكر للمؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية  EEDعلى دعمها المشروع

    الذي ساهم في بناء قدرات المؤسسة وبناء جيل جديد من خريجات الاعلام في قطاع غزة.

    وأشارت الى دور ملتقى الاعلاميات كمؤسسة اعلامية رائدة في منطقة الجنوب في مجال تعزيز دور

    الصحافة والحريات الاعلامية في تدعيم جهود بناء الديمقراطية والدفاع عن قضايا الرأي العام

    والدفاع عن حقوق الانسان ومناصرة قضايا المواطنين وقضايا المرأة.

    ونوهت بأنه الملتقى يعمل على تحقيق أهدافه من خلال الاستثمار طويل المدى في جميع تدخلات

    التنمية وبناء القدرات والمهارات الحياتية والمهنية التخصصية للإعلاميات والاعلاميين، ويسعى

    الى تطوير العمل الاعلامي الحر والمهني وتمكين الاعلاميات من خلال برامج متخصصة للتدريب

    والتأهيل في كل ما هو جديد في عالم الاعلام الجديد، وتوفير كافة الامكانيات اللازمة لدمجهم في

    سوق العمل الاعلامي والصحفي.

    كما أشاد الإعلامي نادر القصير في كلمته نيابة عن نقابة الصحفيين بإنجازات الملتقى في المجال

    الإعلامي ودوره كحاضنة إعلامية متميزة في منطقة الجنوب، وأكد على أهمية دور المرأة الإعلامية

    في قيادة هذا المجال، كما وأشار الى ما حققه المشروع من انجازات ودوره في تنمية قدرات

    الصحفيات الواعدات. وطالب القصير بدعم الملتقى من كافة الجهات وخاصة الإعلاميين لما له من

    دور كبير في دعم دور المرأة وتناول قضاياهن وحقوقهن بشكل فعال.

    كما استعرضت أمال قشطة منسقة المشروع الانجازات التي حققها المشروع، بدأً بالتجهيزات

    اللوجستية التي تمثلت بتجهيز قاعة تدريب، وتركيب طاقة شمسية، وتجهيز قاعة إنتاج إعلامي

    مزودة بأجهزة حديثة، أما الجزء الثاني من المشروع فهو بناء القدرات وتقديم التدريبات اللازمة

    للطاقم الإداري والتنفيذي الخاص بالملتقى. بالإضافة إلى بناء قدرات 20خريجة اعلامية  في مجال

    الإعلام الرقمي، والذي أثمر عن انتاج 20مادة اعلامية رقمية كصناعة حلقات البودكاست، وصناعة

    أفلام الانفوفيديو، والانفوجرافيك، والبرومو.

    كما وأتاح المشروع الفرصة لبناء قدرات 15 اعلامية في مجال العمل الاذاعي شملت تدريبات على

    التعليق الصوتي، والهندسة الصوتية، والمونتاج الصوتي، والتصوير الصحفي.

    كما وأعلنت قشطة أنه وفي القريب العاجل سوف ينطلق من وحدة الانتاج الاعلامي أول اذاعة

    الكترونية نسوية خاصة بمنطقة الجنوب.

    ونيابة عن الخريجات دعت الصحفية ثريا ابو زهري زميلاتها الخريجات الى السعي الجاد لتحقيق

    أهدافهن وعدم التراجع أمام أي محبط يقف أمام عزائمهن وهممهن، وذلك من أجل تحقيق الرؤية

    لمستقبل أفضل والرقي والتقدم في العمل الاعلامي النسوي وقدمت الشكر لملتقى اعلاميات الجنوب

    كونه حاضنة لخريجات الاعلام والاعلاميات وتمنت أن يكون منارة علم  وحاضن للأجيال الجديدة

    من الاعلاميات.

    وفي نهاية الحفل تم توزيع الشهادات على 20 متدربة في مجال الاعلامي الرقمي و20 متدربة في

    مجال العمل الاداري وكتابة وإدارة المشاريع وتجنيد الأموال للطاقم الاداري والتنفيذي في المؤسسة.

    الروابط:

    https://alray.ps/ar/post/272106/%D9%85%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%89-%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D9%8A%D8%AE%D8%AA%D8%AA%D9%85-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%B1%D8%A4%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%B1%D9%82%D9%85%D9%8A-%D9%85%D8%A8%D8%AA%D9%83%D8%B1-%D9%88%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%85%D8%B1

    https://qudsnet.com/post/550367

  • ملتقى إعلاميات الجنوب يطلق مجلة إنسان العدد الثاني عشر

    ملتقى إعلاميات الجنوب يطلق مجلة إنسان العدد الثاني عشر

    ملتقى إعلاميات الجنوب يطلق مجلة إنسان العدد الثاني عشر لا تزال المرأة هي الأضعف

    في القضايا الشرعية وحقوقها تهدر بسبب ضعف القانون وإجراءات المحاكم وغالباً ما يحول الأزواج القضايا الشرعية إلى عملية ابتزاز وتنازلات عن الحقوق نظراً لضعف القوانين الشرعية التي عفا عليها الزمن قوانين الأحوال الشخصية أصبحت بالية ولا تستجيب لمتطلبات العصر ولم تراع الظروف المجتمعية وما تتعرض له المرأة في مجتمعنا من ظلم وتنازلات فتعديل قانون الأحوال الشخصية أصبح ضرورة لابد منها وتوحيد هذه القوانين بين شطري الوطن مطلب شعبي.

    ملتقى إعلاميات الجنوب يطلق مجلة إنسان العدد الثاني عشر

  • التدريب العملي لمشروع رؤى المستقبل من أجل إعلام رقمي مبتكر ومستدام

    التدريب العملي لمشروع رؤى المستقبل من أجل إعلام رقمي مبتكر ومستدام

    See below for the English translation. ⤵️

    مخرجات التدريب العملي لمشروع رؤى المستقبل من أجل إعلام رقمي مبتكر ومستدام ، الممول من المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية EED.
    الرابط مرفق لكم عبر منصة يوتيوب
    The outputs of the Future Visions for Innovative and Sustainable Digital Media project, funded by the European Endowment for Democracy (EED).
    @eedemocracy

    European Endowment For Democracy

  • ملتقى إعلاميات الجنوب يختتم دورة الهندسة الصوتية

    ملتقى إعلاميات الجنوب يختتم دورة الهندسة الصوتية

    ملتقى إعلاميات الجنوب – رفح

    ملتقى إعلاميات الجنوب يختتم دورة الهندسة الصوتية

    ضمن سلسلة الدورات المتخصصة بالإعلام الإذاعي اختتم ملتقى إعلاميات الجنوب دورة تدريبية

    بعنوان (الهندسة الصوتية) استفاد منها 15 إعلامية وخريجة من كليات الاعلام من قطاع غزة

    والتي تهدف الي تمكين الصحفيات من امتهان مجالات إعلامية جديدة قاصرة على الرجال وتأهيلهن

    لسوق العمل وتكوين كادر نسوي متمكن في مجال الهندسة الصوتية..

    وتأتي هذه السلسة ضمن مشروع “رؤى المستقبل من أجل إعلام رقمي مبتكر ومستدام”، الممول من المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية EED.

    صفحة ملتقى إعلاميات الجنوب
    الصفحة الرئيسية للملتقى