اعلاميات الجنوب يطلق أولى عروض الأفلام ضمن مشروع #يلا_نشوف_فيلم!”
رفح_ ملتقى اعلاميات الجنوب
أطلق ملتقى اعلاميات الجنوب أولى عروض الأفلام ضمن مشروع #يلا_نشوف_فيلم، مشروع شراكة ثقافية – مجتمعية تديره مؤسسة شاشات ” سينما المرأة”، بالشراكة مع “جمعية الخريجات الجامعيات بغزة”، وجمعية “عباد الشمس لحقوق الإنسان والبيئة”، بدعم رئيس من الاتحاد الأوروبي ودعم مساند من CFD السويسرية وممثلية جمهورية بولندا في فلسطين.
الجدير ذكره أن المشروع يتضمن عرض 20 فيلما مختلفا في مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني بالقدس والضفة الغربية وقطاع غزة بحضور فئات وشرائح مختلفة.
تخلل العرض الذي استمر لأكثر من ساعتين، ثلاث أفلام قصيرة جميعها تحمل مضمونها الوطني والتاريخي للقدس عاصمة فلسطين الأبدية، وبدأ العرض الأول لفيلم “القدس على المسنجر ” للمخرجة أماني سراحنة، تلاها فلميّ “القدس تستيقظ ” و “على أرض الواقع” للمخرجة أميمة الحمروني، و ذلك في مقر ملتقى اعلاميات الجنوب بمحافظة رفح.
وقد حضر العرض الأول لفيف من الاعلاميين والصحفيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أبدوا نقاشاتهم بالتحليل المنطقي للأفلام الثلاثة من كافة النواحي الفنية والتصويرية والمضمون الذي يحمله كل فيلم، فالنقاشات حملت في طياتها للوهلة الأولى باختصاص الحضور بالنقد السينمائي.
وأبدى أ. محمد الجمل صحفي في جريدة الأيام الفلسطينية، رأيه حول الأفلام التي عُرضت في اليوم الأول، حيث قال عن فيلم ” القدس على الماسنجر” أن الفيلم جيد كونه نقل للعالم رسالة عن ظلم يتعرض له الفلسطينيون من الوصول للأماكن المقدسة لكن تناول القضية بطريقة غير موفقة فاختيار الشاب. هدف وصوله للقدس هو التقاط صورة لإرضاء حبيبته قزم الأمر، أما فيلم “على أرض الواقع” فكان يجب أن يوثق الفيلم جزء من معاناة الفلسطينيين على الحواجز خلال تحركهم بين المدن، اعتمد على طريقة التلقين واخفاء العنصر الإنساني، ويفترض عرض مشاهد حية لمعاناة الفلسطينيين بسبب الجدار وتصوير أطفال يحاولون اجتياز الجدار.
وعن الفيلم ” القدس تستيقظ” فالمخرج لم يوفق في اختيار المشَاهد كان مفترض تصوير خارج، وكان هناك تناقض ما بين اسم الفيلم ومضمونه فكلمة القدس تستيقظ تقود ذهن المشاهد لصحوة وطنية، وركز على مشاهد موجودة في كل مكان، وظهر اليهود إلى جانب العرب دعوة مبطنة للتعايش مع سارقي الأرض والتاريخ وهذا مرفوض وطنياً.
بينما أوضحت الصحافية سوسن أبو طه، رأيها حول الأفلام التي عُرضت، فكانت البداية مع “فيلم القدس علي الماسنجر” حيث قالت، ” لم اشعر تجاهه بأي متعة في المشاهدة .. ولم يحقق أي غاية أو هدف حسب ما توقعت” فالعمل لم يكن متكامل وهناك تفاصيل يجب ألا تكون موجودة في مضمون الفيلم مثلا الإيقاع الموسيقي لم يكن متلائماً، غير أن شخصية فيصل ظهرت وكأنه شخصه لا يهمه أن يُظهر حقيقة أنه من مدينة الخليل بالأصل ولا يستطيع الذهاب إلى القدس بفعل سياسة المنع التي يفرضها الاحتلال الفلسطيني خاصة على الشباب من ذوات الأعمار الصغيرة.
في حين فيلم “على أرض الواقع” كانت أحد أهم الأفلام التي جذبتني كمشاهدة، فطريقة اسقاط الصوت كانت هادئة رُغم سخونة القضية، لكنها اتسمت بنبرة الحزن الشديد لما يحدث بمدينة القدس، مما ساهمت في استعطاف المتلقي، حيث أثارت بداخلي مشاعر الغضب، واستفزت الحس الوطني بداخلي، ومن أكثر المشاهد التي أثرت بي، مشهد الرجل كبير السن وهو في بيته ينظر على البيوت والأراضي المجاورة له، التي حملت الحسرة لما آلت عليه الأرض من مستوطنات إسرائيلية وفقدانه للأمن والأمان، وتهديده بسلب منزله.
واخيراً بالنسبة لفيلم “القدس تستيقظ” لم يكن موفقاً في اختيار العنوان المناسب، حيث يفتقر للمضمون وسرد التفاصيل التي كان ينتظرها المشاهد، شعرت وكأنه يريد أن يوصل فكرة التعايش السلمي ما بين الطرفين اليهودي والفلسطيني، الذي يرفضها الفلسطينيين بشكل قطعي منذ بدء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وعبرت المشاركة أ. هدى النواجحة عن رأيها حول أحد أبرز الأفلام التي عدتها ناجحة وممتازة على حد قولها، وهو الفيلم الوثائقي “على أرض الواقع” الذي ظهرت فيه الصورة وكأنها تبرز الواقع الحقيقي لما يحدث من جراء بناء جدار الفصل العنصري، الذي يقف حاجزاً منيعاً أمام سكان مدينة القدس في حرية الحركة والتنقل بين القرى الفلسطينية، فالمشاهد نقلت المتلقي للحدث لما قبل وما بعد، وأظهرت التكدس الكبير للمستوطنات اليهودية وتهويد مدينة القدس التي بدت وكأن المدينة عبارة عن أبنية مطلية بالنكهة اليهودية، وتفتقر إلى وجود الأبنية العربية التي ان وجدت تكون مهددة بالزوال وهذه حقيقة توقظ روح الملتقى للتحرك من أجل ما يحدث بالقدس.
وفي ختام العرض أوصى المشاركين في العرض، بضرورة أنسنة الأفلام واضفاء الطابع الإنساني عليها لتكسب تعاطف الجمهور بشكل أكبر وأوسع عما ورد في الأفلام، بالإضافة إلى تطوير الأفلام بما يتناسب مع التكنولوجيا الحديثة المتطورة، مع ابراز المعاناة الفعلية للقدس والحصار والتهويد بشكل فيه المزيد من التفاصيل التي توحي للمشاهد بإمكانية حضور الفيلم لنهايته، ابراز الحداثة على الأفلام في ظل اختلاف التوقيت والزمن بما يتناسب مع الأحداث التي تجري الآن، حيث هناك الكثير من التطورات التي طرأت بالقدس من العام 2009 إلى يومها هذا، وأخيراً أوصوا بضرورة التطوير على الأفلام المعروضة بما يتناسب العنوان مع المضمون ليشكلا محتوى شيق مثير يجذب المشاهدين.