الوسم: قانون

  • بين سماسرة الأراضي والجهات الحكومية.. أحلام العائلات الفقيرة تدمر!

    بين سماسرة الأراضي والجهات الحكومية.. أحلام العائلات الفقيرة تدمر!

    سماسرة الأراضي والجهات الحكومية

    تحقيق – صابرين أبو ختله

    في الطريق إلى حي التوحيد الواقع في المنطقة الغربية لمحافظة رفح، المعروفة شعبياً بمنطقة “السوافي”،

    ينتظر أصحاب بعض المنازل الفقيرة دورهم بهدم منازلهم ضمن حملة جديدة شرعت بها سلطة الأراضي بهدم

    كل ما اقيم على أراضي حكومية بطريقة غير شرعية.
    أراض مزروعة وبيوت مسقوفة بالاسبست وعسف النخيل، ضمن منطقة محسوبة لفترة طويلة على أنها ارض زراعية

    تعود لمجموعة من المزارعين، هكذا يدعي سكانها، من بينها بيت بني حديثا من الباطون يعود للحاجة الخمسينية “أم علي”

    التي انهت بناءه قبل أشهر قليلة ولا زالت تقوم بتسديد أقساط مالية تكبدتها نتيجة البناء.
    “تحويشة الزمن” هذا ما قالته “أم علي” جمعت نقودها التي إذخرتها من بداية حياتها حتى استطاعت الوصول لصاحب

    احد مكاتب العقارات الرئيسية في رفح، اشترت منه قطعة الارض على انها أرض زراعية تعود ملكيتها لعائلة امتلكتها في السابق

    وهذا ما زاد الاطمئنان داخلها.

    ام علي
    شرعت أم علي في بناء بيتها على هذه الأرض الذي طالما حلمت أن تمتلكه، واطمأن قلبها أكثر عند زيارة وفد من البلدية

    كان يتابع عملية البناء بما ينسجم مع مواصفاته كبناء على أرض زراعية، وفق قولها.
    وحصلت “أم علي” كما جيرانها على ترخيص مياه من مصلحة المياه في رفح.

    كابوس!
    كل شيء كان يسير على ما يرام لا شيء يدعو للقلق، حتى تفاجأت بطرق باب بيتها يوم السبت الموافق السابع والعشرين

    من يوليو 2019 الساعة السابعة مساءا اذ بموظف من طرف سلطة الأراضي، يخطرها بضرورة اخلاء البيت للشروع بهدمه،

    كونه مقام على ارض حكومية.

    عقارب الزمن
    هنا توقفت عقارب الزمن لدى ام علي التي غابت عن وعيها دون ان تدرك إن كانت في كابوس أم واقع،

    لتُفاجئ انها وقعت في فخ نصب واحتيال كانت ضحيته الأولى.
    إلى جانب منزل “أم علي” كان يقف والد الشهيد “علي خفاجة” يذرف دموعه على أرضه التي يراد تجريفها والتي اشتراها

    من مستحقات ابنه الشهيد، قائلاً: “أمتلك عقود رسمية لم يخبروني انها أرض حكومية”.
    توقع خفاجة أن قطعة الأرض التي اشتراها سترحمه من العيش في منزل بالمخيم مكون من غرفتين صغيرتين يضيق بهما العيش لثمانية أفراد،

    وسوف يقوم بناء بيت أفضل يأويه وأطفاله يستنشق منه هواء الطبيعة وراحة البال.
    ” عاطف اللوقة” الذي يبلغ من العمر خمسة واربعون عاماً يعيش واسرته المكونة من خمس أفراد في غرفة من بيت العيلة،

    ولم يكن أفضل حالا من جيرانه تحدث والحسرة تعتصر قلبه: “بعت ذهب زوجتي واقترضت مبلغا من بعض المعارف والاصدقاء لأشتري

    قطعة الأرض وابني عليها بيت صغير من غرفتين يأويني أنا وأسرتي، وما ان بدأت ببناء السور تفاجأت بتجريف الأرض التي

    جرف معها حلمي وحملتني أثقال ديوني”.

    سماسرة بالعلن!
    حصلت معدة التحقيق على رقم السمسار الذي باع الأرض لام علي وخفاجة، فرفض اجراء المقابلة متذرعاً بكونه موظفًا

    حكوميا ويعمل في احدى مكاتب العقارات وهذه المقابلة ستسبب له المشاكل، فيما أكدّ أن هذه الأرض زراعية نافيا ان تكون حكومية.
    وبالتواصل مع سمسار آخر من السماسرة الذين شرعوا في بيع هذه الأراضي، متحدثا أنه يتم اشعار المشترين بأن الاراضي

    المباعة لهم أرض حكومية، لكنّ لها ملكية أفراد ينازعون الحكومة عليها والقضية برمتها منظورة في القضاء.
    وبحسب السمسار إنّ أصحاب هذه الأرض حصلوا على حكم قضائي مبدئي يجيز لهم مد الكهرباء والمياه، وهي المعلومة

    التي نفتها الجهات الرسمية وتحديدا بلدية رفح.
    إخطارات عملية التجريف والهدم طالت أراضي أخرى مجاورة لمنزل “أم علي” يقول أصحابها أنهم حصلوا على تراخيص من مصلحة المياه،

    متسائلين “كيف نحصل على تصاريح من جهة رسمية على ارض تقول الحكومة انها تابعة لها!؟”
    مؤكدين على أنهم حصلوا عليها بموجب عقود، من سماسرة معروفين بالمحافظة وموقعة لدى المحامين، وتعود ملكيتها

    تبعا للعقود إلى عائلات معروفة.
    أشار أحد المواطنين المتضررين وهو محمد محيسن الي أنّ تملكهم للأرض جاء بعد توقيعهم على عقود تفيد بأن ملكيتها تعود لشخصيات معروفة،

    وبناء على عقود وقعت لدى محامين، ومن تجار وسماسرة معرفين بعضهم يعمل في مكتب معروف برفح.
    ويشير محيسن إلى أنّ طواقم البلدية زارت المكان اكثر من مرة ولم تعترض ولم تفدهم أنها ارض حكومية.

    شباك السماسرة!
    على الجانب الآخر من الرصيف، يقف أبو وائل البالغ من العمر ستون عاما يراقب مصير جيرانه، فهو الآخر يصارع الحكومة

    في أروقة المحاكم للحفاظ على بيته.
    يقول: “إن بعض التجار والسماسرة يعملون على بيع هذه الأرض دون توضيح الحقائق المرتبط بخلفيتها للمشترين،

    وفق قوله أشخاص لهم علاقات ونفوذ ويعملون في الحكومة.
    وتتضارب الأقوال بين جهات رسمية أحداهما تعمل على منح تراخيص اشتراك للمياه مقابل ألف شيكل يدفعها المواطن ممثلة بمصلحة المياه،

    وأخرى تقول إن هذا المكان حكومي ممثلة بسلطة الأراضي ، والبلدية التي تجاهلت عملية التنبيه للمواطنين حول حقيقة ملكية المكان،

    تبعا لاتهامات المواطنين.
    بين الجهات الرسمية والسماسرة ضاعت أحلام مواطنين بسطاء أمام هدم وتجريف منازلهم واراضيهم، وبجوار تلك الأراضي مرافق تم انشاؤها بناءا على عقود ايجار بين سلطة الاراضي لمصلحة جمعية خيرية لبناء صالة أفراح تبعد عن الارض المتنازع عليها حوالي 100م.

    تضارب المسؤولية!
    اتجهت معدة التحقيق الي الجهات الرسمية لمعرفة كيف تعاملت مع هذه القضية، ومن المتهم ومن الضحية؟؟،

    دارت الأسئلة بين فلك هذه المحاور للحصول على إجابة تختص قضية من أكثر القضايا الهامة في

    ظل الاعتداءات اليومية على اراضي حكومية وجشع سماسرة الاراضي وأصحاب النفوذ.
    أقرّت مصلحة مياه الساحل ترخيصها ومنحها الاشتراك المؤقت للمياه لأصحاب هذه المنازل وبناء على مكاتبات اعتمدت

    من مدير عام المصلحة منذر شبلاق، لدواع إنسانية واجتماعية وهذا ما أكده المواطنين بحصولهم على تمديد مياه من المصلحة
    وقال مدير مصلحة المياه في محافظة رفح محمد العبويني، “إنّ الافراد المستفيدين لم ينجحوا في جلب ورقة عدم ممانعة من البلدية،

    وتقدموا لأسباب إنسانية لمدير المصلحة وجرى الموافقة على منحهم الاشتراك، مقابل التوقيع على التزام ينص

    بعدم المطالبة بقيمة اشتراك المياه في حالة هدم المنزل أو دخوله في مخطط الإسكان الحكومي او غيره”.
    ويتضمن الإقرار بموجب نسخة حصلت عليه معدة التحقيق، استكمال إجراءات ترخيص المنزل وإجراءات البلدية واحضار عدم ممانعة لتوصيل المياه خلال فترة لا تقل عن ستة أشهر، والتعهد بتحمل كامل المسؤولية عن هذا الاشتراك المؤقت وتسديد كامل الاستهلاك الشهري.
    وأوضح العبويني أن منح التراخيص يعتمد على معيارين،

    ـأولهما الحصول على عدم ممانعة من البلدية والثاني مدى الامكانية الفنية لاستكمال العملية. وثيقة “1”
    صبحي رضوان رئيس بلدية رفح، نفى بشكل قاطع معرفة البلدية في قضية ترخيص المياه من طرف مصلحة الساحل،

    مشددًا على أن الأخيرة لم تتواصل مع البلدية بالإطلاق حول منح هذه التراخيص.
    وقال رضوان إنّ عملية التراخيص تمت من مصلحة مياه بلديات الساحل دون علم بلدية رفح، مشيرا إلى أنه جرى التواصل

    مع المصلحة ومطالبتها الالتزام بالمعايير المختصة بمنح تراخيص المياه.
    وذكر أن مصلحة المياه لم يكن لديهم العلم الكاف حول هذه الإجراءات، وتمت مراجعتهم بالتوقف عن منح التراخيص دون العودة للبلدية.
    ونفى رضوان أن تكون البلدية قد أجازت عملية بناء في هذه المنطقة، خلافا لشهادة بعض المواطنين،

    مشيرا في الوقت ذاته الى انه جرى تسليمهم إخطارات الازالة.

    إصرار على الازالة
    وكيل سلطة الأراضي ماهر أبو صبحة أكد بدوره، على أن ّحي التوحيد أراضي حكومية، ووصف أبو صبحة المواطنين المتواجدين عليها

    بـ”اللصوص” الذين “تعدوا على الملك العام”، مهددا بمحاسبتهم والعمل على تطبيق قانون تجريم التعدي على الأراضي الحكومية لعام 2017م.
    ويخول القانون لرئيس سلطة الاراضي صلاحية ازالة التعديات بقرار اداري وبصورة فورية ومعاقبة المعتدين بالسجن لمدة اربع

    سنوات وغرامة مالية أربعين ألف دينار أردني.
    وأكدّ أبو صبحة أن عمليات الازالة ستتواصل لحين استرداد الاراضي الحكومية التي هي ملك للأجيال القادمة، تبعا لقوله.
    أما فيما يتعلق بمنهجية سلطة الاراضي في منح الاراضي الحكومية للغير فكان الرد “لسلطة الاراضي الحق في تأجير الاراضي الحكومية

    من خلال تقديم طلب ويتم عرضه على لجنة، وبناءً عليه يتم التأجير سواء للاستثمار العام كبناء مدارس ومستشفيات أو استثمار خاص”.
    ويبقى السؤال عن مصير هذه العوائل التي ينتظرها المجهول، إما الحبس نتيجة تقديم سلطة الأراضي قرارات حبس للنيابة العامة بحقهم، أو هدم منازلهم وتجريف أراضيهم؟

    والسؤال الأكثر أهمية من يتحمل مسؤولية جشع السماسرة الذين يعملون في وضح النهار وعلى مرأي ومسمع الجميع؟

    وتضارب عمل الجهات الحكومية لتجرف أحلام تسع عائلات يحلمون بجدران تأويهم.

    بين سماسرة الأراضي والجهات الحكومية.. أحلام العائلات الفقيرة تدمر!

  • خلال جلسة استماع عقدها ملتقى اعلاميات الجنوب مطالبات بإنقاذ ومساعدة مريضات فلسطينيات معتقلات بالسجون المصرية

    خلال جلسة استماع عقدها ملتقى اعلاميات الجنوب مطالبات بإنقاذ ومساعدة مريضات فلسطينيات معتقلات بالسجون المصرية

    تجار المخدرات والغرامات المالية

    خلال جلسة استماع عقدها ملتقى اعلاميات الجنوب

    أوصى مجتمعون بضرورة التحرك الرسمي والقانوني الفوري للعمل على الافراج عن عدد من المريضات الفلسطينيات المعتقلات في السجون المصرية، على خلفية خدعهن من تجار مخدرات.

    جاء ذلك في جلسة مسائلة عقدها ملتقى اعلاميات الجنوب، بحضور ومشاركة ممثلين عن الهيئات الرسمية والحقوقية والنسوية والإعلامية.

    وشارك في الجلسة الرائد حسن السويركي، مدير التخطيط والتوعية في جهاز مكافحة المخدرات والعقيد محمد أبو هربيد

    المتحدث باسم لجنة التحصين المجتمعي، وعدد من ذوي الضحايا.

    وكشف تحقيق استقصائي اعده الملتقى، عن وقوع عدد من المريضات الفلسطينيات اللواتي يعالجن في المستشفيات المصرية،

    في شباك خداع تجار مخدرات، الامر الذي تسبب باعتقالهم لدى السلطات المصرية.

    وتبعا لإفادة ابنة إحدى الضحايا في الجلسة، فإن والدتها خدعت من طرف أحد تجار المخدرات، نتيجة لذلك

    بعدما أقنعها بحمل بعض الشامبوهات والكريمات لعائلته في غزة، لقاء مساعدة مالية قدمها لها لدفع غرامة التأخير داخل الاراضي المصرية.

    وطبقا للإفادة، فإن والدتها معتقلة في ظل ظروف إنسانية قاهرة، وتعرضت لمحاولة القتل، إضافة إلى عجز هذه العوائل دفع غرامات الكفالة،

    فيما اتهمت السفارة الفلسطينية بالقاهرة بالتنكر لقضية والدتها ورفضها المساعدة.

    بدوره، أكدّ حسن السويركي مدير التخطيط والتوعية في جهاز مكافحة المخدرات، وقوف جهات أمنية مختلفة خلف آفة المخدرات،

    فيما يستغل التجار كل الطرق والوسائل لإيقاع الضحايا بشباك خدعاهم.

    وقال السويركي في مداخلته إن 14 سيدة تعرضن لخداع من تجار المخدرات نتيجة لذلك حملهم لأغراض شخصية لهم بدعوى توصيلها لأقاربهم في غزة.

    وأوضح أن تجار المخدرات يقومون بوضع الحبوب المخدرة بكل الأدوات لأن بما فيها الأطعمة والأغذية.

    وأشار إلى أن عملية المخدرات قائمة على صراع الادمغة الذي لا ينتهي، وتقف خلفه عديد الجهات الأمنية والمخابراتية،

    بهدف ضرب الحاضنة المجتمعية.

    تجار المخدرات والغرامات المالية

    بدوره، اكدّ العقيد محمد أبو هربيد المتحدث باسم لجنة التحصين المجتمعي،

    ضرورة إبقاء الوعي المجتمعي على أعلى مستوياته وتعزيز الثقافة الأمنية المعرفية لدى السكان،

    كحصن أمين لهم ليمكنهم من مواجهة خداع الأعداء.

    وقال أبو هربيد إن العديد من الأطراف تسعى لضرب الحاضنة المجتمعية في القطاع،

    عبر تعزيز نشر المخدرات وصولا لاسقاط الضحايا في وكر العمالة.

    وأشار إلى ضرورة تبني كل الوسائل الممكنة لتعزيز الثقافة الأمنية لدى مختلف لشرائح ولكن وتحديدا شريحتي المرضى والمسافرين،

    ووضع اللافتات والبرامج المعنية لتعزيزها.

    وأوصى المجتمعون بضرورة تعزيز اللوائح الارشادية للمرضى والمسافرين عبر معبر رفح.

    كما وطالب المجتمعون السفارات الفلسطينية وتحديدا في القاهرة للقيام بدورها في مساعدة المرضى الفلسطينيين،

    والشروع الفوري بالإجراءات القانونية التي تساعد على انقاذهن ولكن

    وحث المجتمعون السلطة الفلسطينية على تشكيل شبكة امان من الوزارات الفلسطينية المختصة لمساعدة المرضى الذين يعالجون في المستشفيات المصرية.

    وأشاروا إلى ضرورة تعزيز دور المراقبة على أداء السفارة الفلسطينية بالقاهرة، في التعامل مع الملفات الإنسانية الخاصة بقطاع غزة.

    https://pngoportal.org/post/17079/

  • لوين وصلت وسم للمطالبة بنشر تحقيقات الخاصة بالأخطاء الطبية

    لوين وصلت وسم للمطالبة بنشر تحقيقات الخاصة بالأخطاء الطبية

    أطلق ملتقى إعلاميات الجنوب بمحافظة رفح، حملة تغريد واسعة بعنوان “لوين وصلت”،

    والتي تهدف للضغط على المسئولين لنشر التحقيقات التي تتعلق بالأخطاء الطبية.

    الحملة التي انطلقت بهاشتاج #لوين_وصلت تأتي ضمن مبادرة استقصائيون ضد الفساد2 التي ينفذها الملتقى

    بالتعاون مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة أمان، تساءل فيها المغردون/ات عن عدم نشر نتائج التحقيقات المتعلقة بالأخطاء الطبية

    والتي تودي بحياة المرضي.

    المواطنة ايمان معمر البالغة من العمر 24 عاما  كانت من الحالات التي سلّطت الحملة الضوء عليها، إذ توفيت نتيجة لخطأ طبي

    في مستشفى الاماراتي التخصصي في محافظة فح، اثناء تعرضها لنزيف أثناء الولادة.

    طالب النشطاء في الحملة على ضرورة وجود عقوبات رادعة للأطباء المتسببين في حالة الإهمال الطبي والاستهتار بحياة المرضى،

    وطالبوا المجلس التشريعي بسن قانون خاص بالأخطاء الطبية وتطبيقه الأمر الذي سيعزز من ثقة المواطن الفلسطيني في النظام الصحي، وضرورة نشر نتائج التحقيقات المتعلقة بالأخطاء الطبية.

    وحققت الحملة التي جاءت بعد نشر قصة استقصائية للصحفية امل حبيب حول قصة ايمان معمر، والتي لاقت تفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.

  • الهيئة العامة للبترول دون قانون منذ 25 عاماً

    الهيئة العامة للبترول دون قانون منذ 25 عاماً

    تحقيق الملتقى: أحمد الكومي

    يعتبر “قطاع المحروقات” من أهم القطاعات الحساسة في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛

    لأسباب تتعلق بمدى الاحتياج الكبير له، والصعوبات التي تقيّد استيراده،

    وتحديداً في قطاع غزة، الذي تعتبر جميع مصادر الطاقة فيه خارجية.
    ولأجل ذلك، بادرت السلطة الفلسطينية في بداية تأسيسها عام 1994،

    إلى تأسيس “الهيئة العامة للبترول” هيئة عامة مستقلة، عُهدت إليها مهمة تنظيم قطاع المحروقات والإشراف عليه،

    وكانت تتبع مباشرة لمكتب رئيس السلطة، ولم تكن خاضعة لأجهزة الرقابة.
    وبعد نحو ثلاث سنوات على تأسيس الهيئة ومباشرتها لعملها، بادر المجلس التشريعي بإقرار مشروع قانون الهيئة

    العامة للبترول بالقراءة الثانية في 25 نوفمبر 1997 وأحاله إلى رئيس السلطة في 7 ديسمبر من العام نفسه؛

    للمصادقة عليه، إلا أن الرئيس رفض مشروع القانون في حينه.
    وقد استمر هذا الوضع حتى تم ضم الهيئة لوزارة المالية في العام 2003، وبالتالي بدأت مرحلة جديدة

    أصبحت الهيئة بموجبها أحد الإدارات العامة في وزارة المالية.

    [highlight]اللجنة الاقتصادية بالتشريعي: طالما لا توجد مخالفات فلا توجد حالة تستدعي النظر[/highlight]

    لكن مجلس الوزراء في رام الله لا يزال ينظر إلى الهيئة على أنها هيئة عامة،

    وذلك كما ورد في قراره الصادر في عام 2008 تحت عنوان “قرار مجلس الوزراء الفلسطيني في رام الله رقم

    (17) لعام 2008 بشأن تنظيم التراخيص الصادرة عن الهيئة العامة للبترول”،

    حيث جاء في المادة “1 التعاريف” لفظ الهيئة معرّفة بأنها “الهيئة العامة للبترول” وليس “الإدارة العامة للبترول”،

    رغم أنها من منظور مجلس الوزراء لم تعد هيئة عامة بعد ضمّها لوزارة المالية.
    كما أن الحكومة في قطاع غزة سارت على النهج ذاته،

    عندما أصدر مجلس الوزراء قراراً بشأن “نظام منح تصاريح بالتعامل المباشر مع الهيئة العامة للبترول لشركات الوقود السائل ومحطات الغاز المسال”،

    حيث استخدم لفظ “الهيئة العامة للبترول” وليس “الإدارة العامة للبترول في جميع نصوص مواد النظام.
    الأمر الأكثر أهمية هو أن الهيئة لا تزال تعمل دون قانون منذ 25 عاماً،

    ما قد يفتح الباب أمام غياب المساءلة والشفافية والنزاهة، وربّما وجود شبهات فساد،

    إذا ما علمنا أن إيرادات الخزينة العامة من ضريبة المحروقات عام 2018 بلغت 3 ملايين شيكل،

    فيما بلغت قيمة الاستهلاك السنوي من المحروقات حوالي مليار لتر!

    تجاوزات وإهدار مال

    تتعدد مهام الهيئة العامة للبترول بين تأمين احتياجات السوق المحلية من المشتقات النفطية، وتحديد أسعار الوقود شهرياً،

    ومراقبة جودتها، ومنح التراخيص اللازمة لإنشاء المحطات وتجديد التراخيص،

    مع عدم الإخلال بالشروط الخاصة بكل من الجهات ذات العلاقة في ترخيص الوكالات.
    يبلغ عدد موظفي الهيئة حتى نهاية العام 2018، 199 موظفاً في مختلف التخصصات،

    موزعين على 12 محافظة فلسطينية، ويعمل في مكتب الهيئة بقطاع غزة 36 موظفاً.

    يوثق تقرير أعده الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة- أمان، بعنوان “الهيئة العامة للبترول بين التقييم والتقويم”،

    أنه لم تكن جميع إيرادات الهيئة تورّد إلى الخزينة العامة منذ إنشائها وحتى منتصف العام 2003،

    وأنه نجم عن هذا التساهل من الجهات الرقابية المتعددة، إهدار كبير للمال العام، وتعدد حالات التجاوز على المال.

    [highlight]اللجنة القانونية بالتشريعي: لابد أن يحكم الهيئة قانون من أجل خدمات أفضل[/highlight]

    ويشير التقرير الصادر في العام 2009، إلى أنه لم يتم تشكيل أي لجان تحقيق رسمية للتعرّف على مآل ومصير المال العام المهدر؛

    بسبب الممارسات السابقة للهيئة، إلا بعد أن تم إلحاق الهيئة بوزارة المالية في إطار إصلاحات عام 2003

    التي أدت إلى حصر الإيرادات والتحقيق مع رئيس الهيئة آنذاك “حربي صرصور” وعدد من العاملين فيها في قطاع غزة والضفة الغربية،

    وتمت إحالتهم إلى القضاء بسبب وجود حالات فساد كبيرة، تراوحت بين الجُنح والجريمة.

    ومع حدوث الانقسام الفلسطيني في العام 2007، تأثرت الهيئة العامة للبترول كغيرها من المؤسسات الحكومية في قطاع غزة به،

    وأصبح للهيئة في قطاع غزة وضع مختلف عن الهيئة في رام الله؛

    نتيجة لاعتماد قطاع غزة على المحروقات المصرية التي تضخ عبر الأنفاق بسبب الحصار؛

    الأمر الذي أدى إلى استقلالية نسبية في عمل الهيئة في رام الله، وخلق إجراءات وسياسات إدارية وفنية

    ومالية وقانونية مغايرة في بعض الجوانب عن تلك المطبقة في رام الله.
    ويفترض بحكم إلحاق الهيئة ضمن إدارات وزارة المالية أن تكون أنظمة الوزارة هي المرجعية القانونية والتنظيمية لإدارة شؤون الهيئة،

    لكن “معدّ التحقيق” لاحظ أن وزارة المالية في غزة لا تصنّف “الهيئة العامة للبترول” عبر موقعها الإلكتروني

    ضمن الإدارات العامة التابعة لها.
    إضافة إلى أن الهيئة ليست ملحقة بمبنى وزارة المالية نفسها، إنما تتخذ من الطابق الرابع في سلطة

    الطاقة في غزة، مقرّاً لها.
    وبشأن كل هذه التساؤلات، رفضت الهيئة العامة للبترول في قطاع غزة الإجابة عليها بعد مخاطبات ومراسلات عديدة

    أجراها “معدّ التحقيق” وانتظار لنحو شهر كامل، كما لم يتسن الحصول على إجابات حول ذلك من الهيئة في رام الله؛

    الأمر الذي يحملنا على التفسير أن هناك أمراً مسكوتا عنه، يستدعي تفضيل الصمت على تقديم تبرير لكيفية عمل مؤسسة حكومية دون قانون.

    رقابة غائبة

    يختص المجلس التشريعي بممارسة دوره الرقابي على مؤسسات السلطة التنفيذية،

    ورغم أن الهيئة العامة للبترول واحدة من هذه المؤسسات، إلا أن دور التشريعي بشأنها ليس متقدّماً.
    مارس التشريعي دوره الرقابي حتى أواخر العام 2005 بشأن إدارة قطاع المحروقات،

    من خلال إجراءات وتوصيات تتعلق أساساً بغياب المرجعية القانونية المنظّمة لعمل الهيئة، لكن الحال اختلف بعد هذا العام.
    يكشف عاطف عدوان، رئيس اللجنة الاقتصادية في المجلس التشريعي لـ “معدّ التحقيق”

    أنه لا توجد محاولات جديدة لتشريع قانون للهيئة، “ولم يتم اقتراح مشروع قانون ولا تعديل على قانون موجود”، وفق قوله.

    وحول رأي المجلس التشريعي في الشكل القانوني المناسب للهيئة بين اعتبارها هيئة مستقلة أم إدارة تابعة

    لوزارة المالية كما هي عليه الآن،

    يجيب عدوان: “لا توجد لدينا تجربة بحيث تكون قائمة ومستقلة بذاتها، معظم الفترة السابقة كانت تابعة للحكومة”.

    ويضيف: “أعتقد أن الحكومة يجب أن يكون لها دور كبير في عملية الإشراف وإدارة هذه الهيئة، لتقوم الحكومة

    برسم السياسات وتنفيذها”.
    ويبرر عدوان ذلك بأن الواقع الاقتصادي سيء جداً، “إضافة إلى أننا نتعرض لمؤامرة دائمة، وهناك استنزاف متعمّد للواقع النقدي

    في قطاع غزة يمكن أن تكون هيئة مستقلة في غير ظروفنا الحالية”.

    [highlight]ائتلاف أمان: الهيئة تفتقر لإجراءات خاصة تعزز النزاهة وتحصّن الموظفين ضد الفساد[/highlight]

    وبسؤاله إن كانت اللجنة الاقتصادية تتلقى تقارير من الهيئة العامة للبترول أو مسودات لمعاملاتها واتفاقاتها،

    أجاب عدوان: “لا، لكن عندما نطلب هذه التقارير يتم تزويدنا بها”، مستدركاً: “ديوان الرقابة المالية والإدارية هو

    المفترض أن يقدّم لنا التقارير،

    ومهمته متابعة كل الجهات الحكومية وكل ما نكلّفه به. ، نحن قادرون على مطالبة الديوان بتقديم تقارير عن

    أي مؤسسة في البلد،

    وحتى المؤسسات الخاصة”.
    وبموجب نص المادة (31) من قانون ديوان الرقابة المالية والإدارية رقم 15 لسنة 2014، فإن الهيئة العامة

    للبترول تخضع لرقابة الديوان،

    بمعزل عن كونها هيئة مستقلة أم إدارة تابعة للمالية.
    راسل “معدّ التحقيق” ديوان الرقابة ومديره الإداري للحصول على استفسارات حول الهيئة ووضعها القانوني،

    لكنه لم يتلق ردّاً، وفشلت كل محاولات التواصل.

    فوضى

    يوثق التقرير السنوي الحادي عشر لائتلاف أمان حول “واقع النزاهة ومكافحة الفساد في فلسطين خلال العام 2018″،

    أن الحكومة الفلسطينية لم تقم حتى نهاية العام 2018، بإقرار قانون للهيئة العامة للبترول،

    واستمرت في العمل دون تشكيل جسم تنظيمي ولا قانون ينظم هذا القطاع الخدماتي؛

    الأمر الذي يفسر عدم توفر الإرادة الجدية لدى السلطة الفلسطينية من أجل تنظيم هذا القطاع،

    نظراً لوجود مستفيدين من هذه الحالة والتنافس بين أقطاب في السلطة الفلسطينية.
    ينقل تقرير أمان أن معطيات لدى محكمة جرائم الفساد أظهرت تعرّض الهيئة في الضفة لحالات فساد

    عاملين من داخلها مع بعض مالكي المحطات، أسفرت عن هدر أموال طائلة من الأموال

    التي تشكل دخلاً مهما لخزينة الدولة العامة.
    طرحنا السؤال على رئيس اللجنة الاقتصادية بالتشريعي، عدوان: “هل تقبلون استمرار الهيئة العامة للبترول

    دون قانون لأكثر من 25 عاماً؟”

    ، فأجاب: “طالما لا توجد مخالفات معينة أو مخالفات لها علاقة بالقانون، فلا توجد حالة تستدعي النظر”.
    على النقيض من ذلك، يقول المستشار القانوني عبد الله أبو لولي، مدير اللجنة القانونية في المجلس التشريعي،

    إنه “لابد أن يكون هناك قانون يحكم الهيئة العامة للبترول من أجل أن تحقق خدمات أفضل”.
    يضيف أبو لولي لـ “معدّ التحقيق”: “القانون يقر من أجل أن ينظم أعمال المؤسسة لتقديم خدماتها بشكل أمثل للمجتمع،

    وأن ينظّم العلاقة بين المؤسسة والجماهير المستفيدة من خدماتها”.
    ويرى أنه في حال غياب القانون أو النظام الذي يحكم مؤسسة ما، فلابد أن يتدخل مجلس الوزراء مباشرة

    ويضع الأنظمة واللوائح بشكل سريع،

    موضحاً: “نحن عندنا تشريعان فرعي وأصيل، الأول يصدر عن المجلس التشريعي من أنظمة وقوانين،

    والثاني يصدره مجلس الوزراء؛ من خلال الأنظمة واللوائح”.
    ويؤكد أن التشريع الفرعي ينبغي أن يكون منسجماً انسجاماً تاما مع القانون ذاته الذي أقره المجلس التشريعي،

    وألا يزيد عنه ولا يحدث أمرا جديدا، ولا ينقص أمراً نص عليه القانون الصادر عن التشريعي.
    يوافقه الرأي، طارق الديراوي أستاذ القانون في جامعة الإسراء، الذي بدأ حديثه بالقول:

    “أينما دخلت السياسة، دخل الفساد”،

    في سياق تعليقه على عدم وجود قانون ينظم عمل الهيئة العامة للبترول.

    ويقول لـ “معدّ التحقيق”: “الانقسام السياسي انعكس سلباً على العمل القانوني،

    والأنظمة واللوائح الداخلية لا تغني عن وجود قانون ناظم يكون متوافقاً مع القانون الأساسي”.

    ويضيف: “الهيئة لا بد أن يحكمها قانون، ولا بد أن تكون هناك رقابة من المجلس التشريعي على عملها،

    وهنا أيضاً يأتي دور ديوان الرقابة المكمّل لهذه العملية”.
    وتابع الديراوي: “لا بد أن يضطلع التشريعي بدوره في كل ما يتعلق بالمعلومات الخاصة بالهيئة والوضع المالي لها،

    وإذا لاحظ وجود شبهة، فيمكن أن يكون هناك عملية استجواب”.
    وبسؤاله حول قيمة القانون في العمل الحكومي، أجاب الخبير القانوني: “القانون مهم في كل الحياة، وغيابه يعني الفوضى”،

    ويعرّف القانون بأنه قواعد عامة مجرّدة وملزمة، وأن من يخالفها يتعرض للإجراءات الجزائية.

    حصانة ضد الفساد

    وفي السياق، يعتبر أسامة سعد، مدير ديوان الفتوى والتشريع في قطاع غزة، عدم وجود

    قانون للهيئة العامة للبترول منذ 25 عاماً،

    قصوراً من الناحية التشريعية.
    ويقول لـ “معدّ التحقيق”: “الأصل أن يكون هناك قانون مُقرّ من المجلس التشريعي، خاصة أن

    ملف المحروقات مهم جداً وحساس للغاية”.
    ولا يعتبر سعد ديوان الفتوى والتشريع جهة اختصاص في ملف الهيئة العامة للبترول،

    ويضيف: “لسنا جهة تشريعية، ولا يحق لنا تصدير مشاريع قوانين وتقديمها للمجلس التشريعي،

    كون هذا الاختصاص محصورا فقط بالنواب ومجلس الوزراء”.
    ويشير إلى أن دور ديوان الفتوى ينحصر في إعداد القوانين من ناحية الصياغة، ثم نشرها بعد إقرارها من التشريعي،

    وإصدارها وفق الأصول.
    ورغم ذلك، يوضح سعد أنه لم تكن هناك أي جهود لإقرار قانون أو تشريع خاص بموضوع الهيئة،

    “فالأصل أن يحال للديوان مشروع قانون لأجل دراسته وتقديم الرأي بالخصوص وصياغته، وهذا لم يحدث من قبل”،

    وفق تأكيده.
    لكنه قال إنهم لم يتلقوا مخاطبات حتى من التشريعي أو ديوان الرقابة المالية والإدارية بالخصوص،

    مضيفاً: “حسب علمنا لم تعقد أي ورش عمل بخصوص الموضوع أو من أجل وضع مشروع قانون خاص به”!

    ويؤكد رئيس ديوان الفتوى والتشريع أن الهيئة العامة للبترول لم يُعد لها إلا مشروع قانون واحد قُدّم من المجلس التشريعي

    وأقر بالقراءة الثانية في العام 1997، وأحيل إلى رئيس السلطة للمصادقة عليه، قبل رفضه.
    وفي حديث مع “معدّ التحقيق”، يؤكد عزمي الشعيبي رئيس ائتلاف أمان على ما ورد في التقرير السنوي

    الأخير لعام 2018 بشأن هيئة البترول،

    فيما يتعلق بنتائج وآثار غياب قانون خاص بالهيئة ينظّم عملها في مختلف المحطات، وتحديداً افتقار الهيئة

    لإجراءات خاصة تعزز من النزاهة، وتحصّن الموظفين ضد الفساد.
    ويشدد على أن المدخول الكبير (مليار دولار سنوياً) من الهيئة هو عملياً من مساهمات وأموال المواطنين

    الذين يشترون تلك السلعة بسعر السوق، يوجب على المواطن أن يرفع صوته لتنظيم الملف والمساءلة على طريقة إدارته.

    https://alresalah.ps/p/204552

    الهيئة العامة للبترول دون قانون منذ 25 عاماً

    (المزيد…)